icon
التغطية الحية

"مسار" أسماء الأسد.. هل يجدد سيرة مجمع يلبغا؟

2020.10.04 | 14:25 دمشق

asma_alasd.jpg
دمشق - خاص
+A
حجم الخط
-A

ما زالت الكتلة الإسمنتية التي تتربع على أرض معرض دمشق الدولي القديم تثير تساؤلات السوريين عن مصيرها خصوصاً أنها كانت من أبرز مشاريع أسماء الأسد في عام 2005 حيث كانت تترأس ما يعرف بالأمانة السورية للتنمية.

بديلاً لطلائع البعث والشبيبة

كان "مسار" الذي تم اعتباره حينئذ أبرز مشاريع أسماء الأسد، وبحسب القائمين عليه فإنه يهدف إلى "تأهيل وتدريب وتثقيف الأطفال واكتشاف المواهب والقدرات لديهم، ويحتوي المركز على مسارح ومراكز تدريبية وتعليمية وملاعب ومكتبة ومقاهي إنترنت ومختبرات".

المشروع كان وفق رؤية أسماء الأسد بديلاً لمنظمتي طلائع البعث والشبيبة اللتين بدأتا بالانهيار كمنظومات تربوية وتنظيمية كما أرادها وهلل لها حافظ الأسد وحزب البعث، ولكن الوجه الجديد لسوريا مع تنصيب بشار الأسد لا بد أن يقدم جديداً فكان مشروع مسار تعبيراً عن تغير العقلية الصلبة التي كانت تحكم البلاد إلى عقلية منفتحة على العالم رسمت خطوطها أسماء الأسد عبر مجموعة من المشاريع التي توقف العمل بها مع اندلاع الثورة السورية.

مشروع مسار .jpg
توقف أعمال البناء في مشروع مسار وسط دمشق منذ 9 سنوات (تلفزيون سوريا)

 

عن مشروع مسار في دمشق

المشروع توقف في عام 2011 مع اندلاع الثورة السورية وكان في مرحلته الثالثة، وفكرته وتصميمه مستوحى من الوردة الدمشقية، وأما المساحة المخصصة للبناء فهي 5500 م2 و المساحة الطابقية 15000 م2، وتحتل نحو 30% من ساحة المعرض، ويضاف إليها حدائق عامة ومقاهي إنترنت.

أما المعترضون على موقع المشروع قبل تأسيسه فكانوا يرون فيه مجرد استملاك جائر واحتيال لانتزاع مساحة تتوسط العاصمة لإقامة استثمارات يساهم فيه رجال أعمال مقربون للنظام لا أكثر، وأن مشروعاً كهذا كان من الممكن أن يتم بناؤه في مكان غير معرض دمشق القديم لما له من حظوة لدى السوريين، وكان سهلاً إقامة حديقة كبيرة للأهالي بجوار بردى أفضل من وضع كتلة إسمنتية هائلة.

مجمع يلبغا.jpg
مجمع يلبغا وسط دمشق (تلفزيون سوريا)

 

مشروع مسار يتحول إلى يلبغا آخر

على امتداد الشارع الرئيسي الذي يقع عليه مشروع مسار وبعد مسير مئات الأمتار يقع مشروع مجمع يلبغا الشهير، والذي وضع حجر أساسه في بداية السبعينيات ولم يتم الانتهاء من بنائه حتى الآن نتيجة فساد وزارات ومؤسسات نظام الأسد، وهو يشبه مسار في كونه من مشاريع البعث الرائدة كما قيل حينئذ.

الجهة المقاولة لمسار هي مؤسسة الإسكان العسكرية السيئة الصيت في تنفيذ المشاريع الكبرى الفاشلة، ومنها على سبيل المثال مشروع نفق ساحة الأمويين، ويقول أحد مهندسي محافظة دمشق في حديثه لموقع تلفزيون سوريا: "لن يكون مصير مسار بأحسن من مصير يلبغا فاللصوص لم يتغيروا".

يقول مدير المشروع حسام الحموي في تصريح لـ"الاقتصادي" في حزيران 2011 صدر قرار الحظر الأوروبي بالتعامل مع "مؤسسة الإسكان" وعلى الفور تم تقديم رسائل اعتذار من المقاولين الفرعيين الأوروبيين عن المتابعة في المشروع.

نظام الأسد يرمي بفشل مشاريعه على الحرب والحصار والعقوبات لكن مشاريع كبرى أبقاها النظام عقوداً حتى انتهى من جدواها الفكرية، فبناء المسرح القومي ودار الأوبرا أخذت من الوقت ثلاثة عقود