icon
التغطية الحية

مسؤول سابق في التحالف يفند مخاطر انسحاب القوات الأميركية من سوريا وفوائد بقائها

2023.01.11 | 15:41 دمشق

القوات الأميركية في سوريا
ماذا سيترتب على سحب الولايات المتحدة لقواتها من شمال شرقي سوريا وما فوائد بقائها؟ - رويترز
ترجمة وتحرير موقع تلفزيون سوريا
+A
حجم الخط
-A

نشر موقع "ديفينس ون"، المتخصص بالقضايا الدفاعية والعسكرية، مقالاً لنائب المبعوث السابق للتحالف الدولي ضد "تنظيم الدولة"، ويليام روبوك، تحدث فيه عن فوائد وجود القوات الأميركية في شمال شرقي سوريا، والمخاطر والتهديدات التي سيخلفها انسحاب الولايات المتحدة من المنطقة.

وأعلنت الولايات المتحدة، بعد هزيمة التنظيم في آذار من العام 2019، عن تخفيض عدد قواتها في شمال شرقي سوريا إلى النصف، وتحولت مهامها من الدعم القتالي إلى الدعم اللوجستي والتدريب وغيرها من أشكال دعم عمليات "مكافحة الإرهاب" التي تقدمها الولايات المتحدة لشركائها في سوريا "قوات سوريا الديمقراطية".

وأشار التقرير إلى أن الولايات المتحدة، خلال جهودها على مدى ثماني سنوات، نسقت مع "قوات سوريا الديمقراطية" وقدمت لها غطاءً جوياً، فضلاً عن المشورة والمساعدة في العمليات العسكرية اليومية في عمليات مكافحة الإرهاب، وساهمت في تحسين الأمن في السجون المؤقتة التي تضم نحو 10 آلاف من مقاتلي "تنظيم الدولة".

كما ساعدت القوات الخاصة الأميركية "قسد" على استعادة الحكم المحلي والأمن، وموّلت مشاريع الإنعاش المبكر وإعادة إعمار البنى التحتية في المنطقة، مثل المدارس والعيادات وإصلاح شبكات المياه والجسور المتضررة، في حين يعتبر وجود القوات العسكرية الأميركية في شمال شرقي سوريا أمراً بالغ الأهمية في الحفاظ على الجهود لمواصلة الضغط على "تنظيم الدولة" وهزيمته.

ماذا سيترتب على سحب واشنطن لقواتها من سوريا؟

ووفق نائب المبعوث السابق للتحالف الدولي، فإن انسحاب الولايات المتحدة يجعل من المحتمل انهيار الجهد المنخفض الكثافة، ولكنه ضروري ضد "داعش"، وبسرعة كبيرة، فمن المؤكد أن التنظيم سيشعر بالجرأة على تكثيف عملياته في سوريا، وهو الأمر الذي كان واضحاً في العام الماضي مع العديد من محاولات الهجمات الانتحارية.

وفي المناطق ذات الأغلبية العربية، التي تشهد مناخاً مستاء من "قوات سوريا الديمقراطية"، ستصبح الأوضاع غير مستقرة بشكل متزايد، مما يوفر المزيد من الإنعاش لـ "داعش".

كما يمكن أن يؤدي الانسحاب الأميركي إلى إزالة سبب كبير لاستمرار "قوات سوريا الديمقراطية" في الضغط على هذا الجهد طويل الأمد ضد "داعش"، وهو احتمال التعاون الوثيق مع القوات الأميركية على الأرض، والمواءمة مع سياسة الولايات المتحدة.

ومن الممكن أن يشجع الانسحاب العسكري الأميركي تركيا على شن عملية عسكرية في شمال شرقي سوريا، وفي حال حصل ذلك، فإن الانسحاب الأميركي سيترتب عليه تراجع دبلوماسي ضد خطط مواجهة "داعش"، ومن المحتمل أن تنهار "قوات سوريا الديمقراطية"، وهذا يعني بالتأكيد التوقف عن محاربة التنظيم المتطرف.

والأسوأ من ذلك، أن انسحاب القوات الأميركية يمكن أن يؤدي إلى "حرية دموية للجميع" في شمال شرقي سوريا، ومن شبه المؤكد أيضاً أن عدم الاستقرار هذا سيعرض للخطر برامج المساعدة الإنسانية الكبيرة، ومشاريع الإنعاش المبكر التي تساعد السوريين على العودة إلى ديارهم، بالإضافة إلى تعريض توفير الغذاء والمأوى لملايين النازحين للخطر.

ما الفائدة من بقاء القوات الأميركية في سوريا؟

ويجادل البعض بأن المخاطر التي تتعرض لها القوات الأميركية في مثل هذه البيئة المضطربة تفوق الفوائد، إلا أنه في الوقت الذي تكبدت فيه "قوات سوريا الديمقراطية" نحو 10 آلاف قتيل خلال قتالها "تنظيم الدولة"، كان عدد القتلى الأميركيين أقل من 12 خلال سبع سنوات.

وفي الوقت الذي يوجد فيه بعض المخاطر، إلا أن فوائد قوة أميركية صغيرة، تدعم الجهود التي تقودها "قسد" لإبقاء ضغط مكافحة "داعش" واضحة ومقنعة، فضلاً عن أن البصمة العسكرية الأميركية الضئيلة نسبياً، والتكاليف المالية المرتبطة بها لا تذكر، مقارنة بالانتشار والاستثمار الهائل للقوات الأميركية في أفغانستان على مدار العقد الماضي، أو بالتكاليف التي قد تتكبدها الولايات المتحدة إذا اضطرت إلى مواجهة إعادة تشكيل "تنظيم داعش" لنفسه.

كما أن الأهداف السياسية الأوسع لسوريا، مثل الحاجة إلى تسوية سياسية شاملة، يتحدث عنها المسؤولون الأميركيون بانتظام كمبرر ثانوي لاستمرار وجود القوات الأميركية في شمال شرقي سوريا.

وعلى الرغم من مجادلة البعض بأنه مع فوز نظام الأسد في الحرب، فإنه لا مبرر لوجود القوات الأميركية ويقدم في الواقع سبباً لسحبهم، إلا أن الواقع على العكس من ذلك، حيث تمثل القوات الأميركية في سوريا نفوذاً دبلوماسياً في النقاشات حول مستقبل سوريا.

أما العقوبات الاقتصادية الأميركية على نظام الأسد، التي فرضت على مدار العقد الماضي، ربما توفر للولايات المتحدة مزيداً من النفوذ، إلا أنه مع ذلك، جاءت العقوبات مع تزايد المعاناة الإنسانية للشعب السوري خلال السنوات القليلة الماضية، وأصبح هذا النوع من النفوذ الاقتصادي يمثّل إشكالية بشكل متزايد، لكن الوجود العسكري لواشنطن لا يثير هذه القضايا الإنسانية.

وبالإضافة إلى ذلك، يمنع وجود القوات الأميركية في سوريا روسيا من تعزيز مهمتها العسكرية في سوريا، مما يقوّض أحد المصادر الرئيسية لمكانة موسكو المرنة بشكل كبير في المنطقة، وبالتالي يقدم الدعم لجهود الولايات المتحدة السياسية في أوكرانيا.

وختم نائب المبعوث السابق للتحالف الدولي مقاله بالقول إنه بالنظر إلى المهمة الحيوية لمكافحة "داعش" التي تستمر هذه القوات في أدائها، والفوائد المتعددة غير المباشرة لمجموعة من المصالح السياسية الأميركية، والتكاليف المنخفضة نسبياً، فقد نجح فريق إدارة الرئيس جو بايدن في الحفاظ على هذا الوجود بشكل صحيح حتى الآن.

وعلى الرغم من أن إدارة بايدن لم تحدد نهاية للجهود التي تبذلها في شمال شرقي سوريا، فإن الفوائد السياسية لوجود القوات العسكرية الأميركية في سوريا تستمر في التراكم، وحتى تتضح الصورة الأوسع بالنسبة لمستقبل سوريا فإن ذلك يجب أن يكون كافياً كفائدة للولايات المتحدة.

لقراءة النص الكامل للمقال على موقع "ديفينس ون" هنا.