icon
التغطية الحية

مسؤولون عسكريون أميركيون يشككون بمقتل مسؤول في "القاعدة" بهجوم شمال غربي سوريا

2023.05.19 | 08:08 دمشق

غارة أميركية في إدلب
أكد خبراء في الإرهاب أنه لم يتم العثور على أي إشارات تشير إلى انتماء عبد اللطيف مسطو إلى جماعة إرهابية - الدفاع المدني
تلفزيون سوريا - إسطنبول
+A
حجم الخط
-A

تراجع مسؤولون عسكريون أميركيون عن إعلان القيادة المركزية بأن الضربة التي شنتها في بلدة قورقنيا بريف إدلب الشمالي أسفرت عن مقتل قيادي في تنظيم "القاعدة"، فيما أكدت عائلة القتيل أنه مدني وأب لعشرة أطفال، كان يرعى أغنامه عندما قُتل بصاروخ أميركي.

وكانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت، في 3 من أيار الجاري، استهداف قيادي كبير في تنظيم "القاعدة" بضربة شمال غربي سوريا، فيما أفاد مراسل "تلفزيون سوريا" أن القتيل يدعى عبد اللطيف مسطو، 60 عاماً، وهو مدني يعمل مزارعاً ولا ينتمي لأي فصيل عسكري.

وأظهرت تسجيلات مصورة بثها ناشطون على وسائل التواصل الاجتماعي بقايا صاروخ من طراز "هيل فاير" وهو الصاروخ الذي تستخدمه عادة وكالة المخابرات المركزية الأميركية CIA والجيش الأميركي لاغتيال الجهاديين في سوريا.

البنتاغون ليس واثقاً من أنه قتل مسؤولاً في "القاعدة"

ونقلت صحيفة "واشنطن بوست" عن مسؤولين دفاعيين أميركيين قولهما إن "هناك شكوكاً الآن داخل البنتاغون حول من قتل".

وقال أحد المسؤولين "لم نعد واثقين من أننا قتلنا مسؤولاً كبيراً في القاعدة"، فيما قال الآخر إنه "على الرغم من أننا نعتقد أن الضربة لم تقتل الهدف الأصلي، إلا أننا نعتقد أن الشخص ينتمي للقاعدة".

وكان مسؤولون في القيادة المركزية الأميركية رفضوا أن يحددوا علناً هوية الهدف، وكيف حدث الخطأ في الضربة، وما إذا كان قيادي في التنظيم قد عرف، ولماذا يعتقد البعض في وزارة الدفاع الأميركية أن مسطو كان عضواً في "القاعدة" على الرغم من نفي عائلته.

حينها، قال المتحدث باسم القيادة المركزية، مايكل لاهورن، إن "المسؤولين على علم بالتقارير التي تتحدث عن سقوط ضحايا مدنيين ويواصلون تقييم النتيجة"، مضيفاً أن "القيادة المركزية تأخذ هذه المزاعم على محمل الجد، وتحقق لتحديد ما إذا كان الإجراء قد أدى عن غير قصد إلى إلحاق ضرر بالمدنيين".

وأوضحت "واشنطن بوست" أنه "عادة ما يوسع البنتاغون مثل هذه التحقيقات إذا ظهرت أدلة كافية ذات مصداقية على إصابة المدنيين، مما يثير تساؤلات في هذه القضية حول ما إذا كانت المعلومات المستخدمة في التفويض بالهجوم تخضع للتدقيق".

مسطو لا ينتمي لمجموعات إرهابية

وأشارت الصحيفة إلى أنها زودت أربعة خبراء في الإرهاب بتفاصيل عن المدني المقتول ومكان إقامته، وطلبت منهم إجراء مسح للمناقشات عبر الإنترنت بين الجهاديين عن الضربة في قورقنيا.

وأكد الخبراء أنه لم يتم العثور على أي إشارات تشير إلى انتماء مسطو إلى جماعة إرهابية، وقالوا إنه "سيكون من غير المعتاد بالنسبة لتنظيم القاعدة أن يعمل بأي طريقة بالقرب من المنطقة التي تسيطر عليها مجموعة منافسة (هيئة تحرير الشام) انفصلت عن التنظيم من سنوات، وتعتبر الآن خصماً له".

ولفتت الصحيفة إلى أن الغارة الأميركية وقعت بالقرب من منزل مسطو ومزرعة دواجن يعمل بها، وأضافت أنها أطلعت إحداثيات الموقع لأحد مسؤولي الدفاع الأميركيين، الذي أكد أنه يقع بالقرب من منطقة اهتمام معروفة لتنظيم "القاعدة"، لكنه رفض تحديد المباني التي تثير قلق الولايات المتحدة.

وحصلت "واشنطن بوست" على صور تظهر وجه مسطو قبل وفاته وبعدها، وقدمتها إلى القيادة المركزية، ولم يذكر المسؤولون هناك ما إذا كانوا يعتقدون أنه الرجل نفسه الذي قُتل في الغارة، فيما قال خبراء التعرف إلى الوجوه الذين حللوا الصور إنهم واثقون أن الصور تظهر الشخص نفسه.

خبراء الإرهاب متشككون

ونقلت الصحيفة عن كبير المحللين في شؤون الجهاد والصراع الحديث في مجموعة الأزمات الدولية، جيروم دريفون، قوله إنه "عادة عندما يُقتل قادة في القاعدة، يعلن المتعاطفون عن وفاتهم عبر الإنترنت احتفالاً بالاستشهاد"، مضيفاً أنه "إذا كان الضحية عضواً منخفض المستوى في المنطقة، فقد لا تعلن الجماعات عن وفاته، ولكن الأشخاص المقربين منه سيفعلون ذلك، وغالباً ما يكشفون صلته بالمجموعة".

وفي حالة مسطو، قال الخبير في شؤون الجهاد إنه "لم يكن هناك أي شيء"، مؤكداً على أنه "حتى لو كان عدد قليل من قادة القاعدة ما زالوا في محافظة إدلب، فإنهم لا يمكن فعلاً الظهور، لأن هيئة تحرير الشام تمنعهم من القيام بأي أنشطة، وكلهم يعيشون تحت الأرض أو هاربين، لأنهم يعلمون جيداً أن الهيئة يمكنها اعتقالهم في أي وقت".

وأكدت ريتا كاترز، المديرة التنفيذية لمجموعة استخبارية تتابع عن كثب نشاط المنظمات الجهادية على الإنترنت، أنه لا يوجد أي شيء على الشبكة يشير إلى أن مسطو كان نشطاً أو مرتبطاً بتنظيم "القاعدة".

عبد اللطيف مسطو
عبد اللطيف مسطو

كيف قُتل مسطو؟

وجمعت "واشنطن بوست" تفاصيل حول ما حدث قبل وبعد الهجوم الأميركي، من خلال مقابلات مع عائلة مسطو وجيرانه، وصور قدمها الدفاع المدني السوري.

ووصف جيران مسطو بأنه "هادئ مسالم، يتمثل روتينه اليومي بشرب الشاي مع العائلة والأصدقاء، ورعاية منزله، ويترك منزله للصلاة في المسجد، رغم أنه مسلم تقليدي وحتى لا يملك هاتفاً".

وقال ابنه حسن إن "صباح 3 أيار كان عادياً، اجتمع الوالد مع العائلة في الساعة 7.30 صباحاً، تناولنا الإفطار، وكان كل شيء على ما يرام، وكأنه لم يكن هناك أي شيء خطأ، وبعد ذلك ذهب لرعي أغنامه".

بعد بعض ساعات، أخذ مسطو استراحة خارج منزله لتناول الشاي مع شقيقه، ثم افترقا بحدود الساعة 11.30 صباحاً، وعاد إلى أغنامه وهي ترعى في حقل قريب، وبعد 20 دقيقة، أصابته طائرة مسيرة بصاروخ "هيلفاير" بالقرب من المكان الذي تناول فيه الشاي مع شقيقه.