icon
التغطية الحية

مركز وحيد في إدلب.. فعالية لـ"أطفال متلازمة داون" في يومهم العالمي |صور

2022.03.21 | 16:17 دمشق

16.jpg
عرض مسرحي لأطفال مصابين بـ"متلازمة داون" في إدلب (تلفزيون سوريا)
+A
حجم الخط
-A

على كرسي أحمر وبين جموع من الحاضرين، كان تصفيق السيدة انتصار شيخ سليم حماسياً، لعرضٍ مسرحي شارك فيه ابنها ملهم شحّاد، خلال احتفالٍ مخصّص للأطفال المصابين بـ"متلازمة داون" في مدينة إدلب.

تقول "انتصار" وهي والدة الطفل ملهم (11 عاماً) إنّ "طفلها انضمّ إلى مركز القلوب البيضاء في مدينة إدلب، وبدأ يشهد تحسّناً ملحوظاً على صعيد المهارات، فضلاً عن تعلّمه القراءة والكتابة والكلام".

وجاء الحفل متزامناً مع "اليوم العالمي للأطفال المصابين بمتلازمة داون" المصادف اليوم الإثنين (21 آذار)، في مدرّج المركز الثقافي العربي بمدينة إدلب، وذلك بحضور عائلات أطفال المركز والعديد من الفعاليات المدنيّة، وبتنظيم من مؤسسة "شارك" للإغاثة والتنمية.

وشهد الحفل بعد فقرة تعريفية بـ"مرض متلازمة داون"، عرضاً مسرحياً هادفاً شارك فيه أطفال المركز المصابون، وقدّموا خلاله أداءً لافتاً رغم ظرفهم الصحي الاستثنائي، بعد أن خضعوا لتدريب من مُشرفي المركز.

"تنمّر"

تبدي السيدة "انتصار" وهي معلّمة مدرسة منذ سنوات طويلة، سعادة كبيرة بانضمام طفلها إلى مركز تخصصي لأطفال المتلازمة، بسبب ما تعرّض له على مدار سنوات عديدة من تنمّر خلال محاولته الدخول إلى مدارس عامة أو مراكز تعليمية في مدينته معرة مصرين شمالي إدلب.

وتوضح "انتصار" لموقع تلفزيون سوريا أنه "رغم موقعها كمعلمة في المدرسة فإنه لم يمنع التنمّر عن طفلها، الأمر الذي أحدثَ لها تعباً شديداً وحزناً لما كان يلقاه طفلها، خلال رحلته التعليمية، إلى أنْ وصل إلى المركز واختلفت حياته جذرياً".

مركز وحيد

مركز "القلوب البيضاء لمتلازمة داون" في إدلب، هو المركز الوحيد التخصصي لأطفال المتلازمة ضمن المنطقة، وأُسِّس قبل نحو سنة ونصف السنة.

يقول أحمد بكور - منسق مشروع المركز - إنّ "هناك عدداً من المراكز التي ترعى الأطفال المصابين بمتلازمة داون إلى جانب فئات أخرى، لكن مركز القلوب البيضاء هو الوحيد التخصصي فقط لأطفال هذه الفئة".

ويوضح "بكور" لموقع تلفزيون سوريا أنّ "المركز يوفّر اختصاصياً للمعالجة الفيزيائية وآخر للنطق، على اعتبار أنّ معظم الأطفال يعانون من ضعف عضلي منذ ولادتهم".

ويضمّ المركز نحو 60 طفلاً من مدينتي إدلب ومعرة مصرين في الريف الشمالي، يؤمّن لهم المواصلات اليومية، إلى جانب الخدمات التي يقدّمها المركز للأطفال بكادر يصل إلى 9 أشخاص تخصّصيين ومدرّبين.

عادل حديدي - اختصاصي في "التربية الخاصة" ومدرّس في جامعة إدلب -  يقول في حديث لموقع تلفزيون سوريا إن "المنطقة لم تأخذ كفايتها من المراكز المرتبطة بأطفال متلازمة داون أو حتى ذوي الاحتياجات الخاصة، ويدلل على ذلك تراجع عدد المراكز المختصة في إدلب".

ويضيف "حديدي" الذي كان مستشاراً في انطلاقة المركز الوحيد بإدلب، أنّ "المراكز من الممكن أن تقدم الكثير لذوي الاحتياجات الخاصة وخاصةً ممن لا تكون المشكلة التي يعانون منها عقلية، إذ يمكن العمل على تطوير مهاراتهم لدمجهم في المجتمع، بعد تدريبهم على مهارات الحياة الأساسية، سواء طرق الأكل والشرب واللباس".

"مهارات الحياة"

توضح دعاء خطيب وهي مدربة في المركز الوحيد بالمنطقة، أنّ المرحلة الأولى من "استقبال أطفال متلازمة داون تبدأ من إجراء فحص ذكاء لتحديد مستوى القدرات العقلية ليتمّ فرز الطفل إلى الفئة المناسبة لقدراته العقلية".

وتضيف "خطيب" لموقع تلفزيون سوريا أنّ "المرحلة الأولى من التدريب المقدّمة لأطفال المركز تكون على مهارات الحياة (أكل ولبس وشرب)، وهي الفئة الأولى، أمّا في الفئة الثانية فتشمل التحصيل العلمي، من قبيل تعليم الأحرف والأرقام وغيرها"، مبينةً أنّ "المركز يخطط لإطلاق فئة خاصة بالتدريب المهني لما فوق سنّ 18 عاماً".

فقر في الوسائل التدريبية

تشتكي "خطيب" التي تقضي ساعات طوال خلال اليوم في رعاية أطفال المتلازمة، من نقص في الوسائل التعليمية وكذلك المناهج الدراسية الموجّهة لأطفال المتلازمة.

وفي وقتٍ تؤكد فيه أهمية التعلّم باللعب لـ"أطفال متلازمة داون"، ترى أنّ "افتقار المركز إلى عدد من الوسائل الترفيهية التعليمية يشكل أحد العوائق التي تواجه المدرّبات والكادر في المركز"، وتأمل في ختام حديثها أن "يحظى أطفال المركز على العناية المناسبة ليتحوّلوا إلى أعضاء منتجين ضمن المجتمع".