icon
التغطية الحية

مرضى السرطان في اللاذقية.. معاملة سيئة وندرة في العلاج |صور

2021.10.04 | 05:57 دمشق

mshfy_tshryn.jpg
مدخل مركز المعالجة الكيميائية في مشفى تشرين (خاص تلفزيون سوريا)
اللاذقية - آلاء حسون
+A
حجم الخط
-A

لم تعد تقتصر "الطوابير" في محافظة اللاذقية الخاضعة لسيطرة النظام على أفران الخبز ومحطات الوقود وحسب، بل امتدت وتوسعت حتى وصلت إلى مرضى السرطان بالمشافي الحكومية في المدينة وريفها.

عشرات المرضى يتجمعون يومياً في ممرات مشفى "تشرين" الوحيد الذي يقدم العلاج لمرضى السرطان في مدينة اللاذقية، ليرسم حال المرضى هناك واقعاً صحياً مزرياً، نتيجة الإهمال وتردي الخدمات الصحية وسيطرة الفساد والرُّشا خلف جدران المستشفيات.

"الواسطة" تلعب دوراً مهماً في أولوية تلقي العلاج

جنى شابة من سكان حي القلعة بمدينة اللاذقية تقول لموقع تلفزيون سوريا "سقطت والدتي من شدة الإرهاق على الأرض في ممرات مشفى تشرين وهي تعاني من سرطان العظام، بعد انتظار ما يربو على أربع ساعات لتلقي الجرعة الأسبوعية"، وأضافت الشابة بينما نرى ذوي الضباط والمسؤولين يدخلون من باب المشفى إلى غرف تلقي العلاج مباشرة دون أي دقائق انتظار، يبقى بقية المرضى منتظرين لساعات طويلة فيما يتم تأجيل بعضهم إلى يوم أو عدة أيام حسب خطورة الحالة".

 

مشفى تشرين1.jpg

 

الشابة شرحت من تجربتها كيفية حصول المواطنين العاديين على دور في مشفى السرطان قائلةً: "عند وصولنا للمشفى ندخل إلى مكتب القبول أو ما يعرف بمكتب البصمة وبعد انتظار لأكثر من ساعة ندخل إلى عيادة التحليل وبعد ساعتين أو أكثر يتم استخراج نتيجة التحليل ليتم تقييم حالة المريض إن كان جسده يتقبل الجرعة أو لا، ومن ثم يبقى المريض في حالة انتظار بمدة تقدر ما بين ثلاث وخمس ساعات تقريباً، حتى يتمكن من دخول عيادة تلقي الجرعة وهي عبارة عن سيروم يستغرق أخذه قرابة الساعة والنصف".

معاملة كادر المشفى للمرضى

نتيجة الازدحام اليومي للمرضى القادمين من مدن اللاذقية وجبلة وطرطوس وبانياس والقرى المحيطة بها، ترى الكادر الطبي متذمراً بشكل دائم، تقول جنى "منذ دخولنا المشفى لمعالجة والدتي وحتى خروجنا، يستمر الكادر الطبي برشقنا بأشد عبارات الذل والإهانة وكأنهم يعملون مجاناً ويدفعون ثمن الجرعات والتحاليل من جيبهم الخاص".

 

مشفى تشرين4.jpg

 

تكاليف إضافية على مرضى الأورام السرطانية

يحدد الطبيب المختص كمية العلاج التي يجب أن يتلقاها المرضى، وذلك بعد الصور والتحاليل اللازمة للمريض قبيل إعطائه القبول النهائي لأخذ الجرعات الكيماوية، وحسب جنى "إن كل صورة يطلبها الطبيب من نوع طبقي محوري تكلف 75 ألف ليرة كما أن كلفة التحاليل التي يتوجب على المريض إجراؤها تكلف مبلغا يتراوح ما بين 40 و 75 ألف ليرة سورية، وتضيف جنى: التحاليل يتم إجراؤها عادة في مشفى تشرين، لكن تلك الصور تتم حصراً خارج المشفى، رغم وجود جهاز للتصوير داخل المشفى لكنه مخصص "للمحسوبين" على النظام والكادر الطبي وفرع حزب البعث في اللاذقية، أما المرضى غير المدعومين فإن كادر المشفى يدَّعي دوماً أنه في الصيانة"، كما توضح الشابة أن الجرعات التي يحددها الطبيب يفترض أن تأتي حسب خطورة الحالة فهناك مرضى يأخذون جرعة كيماوية كل أسبوع والبعض كل 10 أيام وآخرين كل ثلاثة أسابيع.

 

مشفى تشرين2.jpg

 

 

فساد في مشفى تشرين وبيع أدوية المرضى إلى العيادات الخارجية

مصدر من داخل مشفى تشرين في اللاذقية أكد لموقع تلفزيون سوريا انتشار الفساد داخل المشفى جراء بيع أدوية المرضى التي تقدمها المنظمات الدولية وهي أدوية تساعد أجسام المرضى على تحمل مواد الجرعات الكيماوية، ويضيف المصدر أنه من بين دفعات تلك الأدوية المخصصة لمرضى الأورام السرطانية تأتي أدوية الفيتامين ودواء "نوكسيدارا" المخصص لعدم تأثير الجرعات الكيماوية على المعدة، والمتمم الغذائي "جي هيث"، ودواء"غلواموليب" لمرضى السكري، و"بيرفيكت بون" المخصص لمصابي سرطان العظام وأدوية أخرى.

المصدر أكد أن رئيس الممرضين ومدير المشفى وعدداً من الأطباء متورطون في ببيع الأدوية لبعض العيادات، والتي يملكها أطباء يعملون في مشفى تشرين إضافة إلى بعض أصحاب الصيدليات في مدينة اللاذقية، حيث من المعروف أن تلك الأدوية يتم تقديمها مجاناً للمرضى في المستشفى، لكن انتقالها إلى العيادات والصيدليات الخاصة تضاعف الأعباء المادية على المرضى، فيتم بيعها بأسعار تتراوح ما بين 8 آلاف إلى 15 ألف ليرة للعلبة الواحدة حسب نوعها.

 

مشفى تشرين3.jpg

مريض سرطان يشتري جرعاته بنفسه

الشاب حسين مريض بسرطان الدم يقول لموقع تلفزيون سوريا: "منذ منتصف العام الماضي وحتى يومنا هذا أخذت نحو تسع جرعات في عيادة الطبيب "ميخائيل جرجس" الكائنة في حي الثامن من آذار وسط مدينة جبلة، والمعروف بسمعته ومعاملته السيئة للمرضى، فهو يطلب ثمن المعاينة قبل أي استفسار من المريض، ويؤمن الجرعات للمرضى بشكل سري عبر شرائها من مشفى تشرين الحكومي الذي يعمل فيه كطبيب مختص بالأورام الخبيثة، حيث يبلغ ثمن الجرعة لديه نحو 75 ألف ليرة سورية".

يضيف حسين "عند فقدان الجرعات في مشفى تشرين، غالب الأحيان لا أستطيع تأمين ثمن الجرعة فألجأ لاقتراض المبلغ من صاحب العمل، ثم أعمل بشكل مضاعف لأتمكن من سداد ديوني".

حال حسين يشبه حال المئات من السوريين المصابين بأمراض خطيرة كالسرطان، وسط خوفهم الدائم من عدم توفر العلاج المجاني في سوريا، وصعوبة حصولهم عليه في ظل التدهور الاقتصادي وارتفاع أسعار المستلزمات الطبية في البلاد، إضافة إلى استغلال القطاع الطبي من قبل المحسوبين على نظام الأسد.