icon
التغطية الحية

مرحاض ذهبي في براغ يهز عرش بوتين

2021.04.20 | 06:48 دمشق

ezj4nkpvcaq83xa.jpg
إسطنبول - عمر الخطيب
+A
حجم الخط
-A

الجمعة الماضية وفي العاصمة التشيكية براغ، اقتربت مجموعة من الأشخاص من أحد المباني المحروسة جيداً، وكانوا يجرون أمامهم عربات محملة بأشياء غريبة مثيرة للفضول لا سيما تمثال عار لم تكن ملامحه واضحة وهو مرمي بإهمال في إحدى العربات، وفي عربة أخرى كان الأمر يصبح أكثر غموضاً مع كرسي مرحاض يبدو وكأنه مصنوع من الذهب.

اقتربت المجموعة من جدار المبنى وبدأت بوضع الأشياء التي أحضرتها فعلقوا على الجدار، قرب لوحة معدنية تحمل اسم المبنى، فرشاتي مرحاض بلون ذهبي، وتم تثبيت المرحاض الذهبي على عمود أمام بوابة المبنى ووُضع عليه تمثال الرجل العاري وهو يمسك بفرشاة تنظيف المرحاض الذهبية.

سرعان ما تحول الحدث إلى حديث على وسائل التواصل الاجتماعي، رغم مسارعة الشرطة وحراس المبنى لإزالة "النصب" واللافتات التي علقتها المجموعة وطبعاً فراشي المرحاض من على جدار المبنى.

المبنى لم يكن إلا مبنى السفارة الروسية في براغ، وأما التمثال العاري فكان للرئيس الروسي فلاديمير بوتين وعُلقت عليه لوحة تقول "القاتل العاري" أما على جدار السفارة فعُلقت لافتة تقول "اللص، القاتل، الديكتاتور"، كما رفع أعضاء المجموعة صورة للمعارض الروسي ألكسي نافالني، المعتقل في السجون الروسية في ظروف قاسية، للمطالبة بإطلاق سراحه.

EzGrbR8WYAAczCm.jpg

"كابوتين/Капутин" هي المجموعة التي نظمت هذه الحركة الاحتجاجية، وهي جمعية حقوقية تسعى، بحسب صفحتها على فيسبوك، للدفاع عن الديمقراطية والعدالة وتستهدف الطغاة لا سيما في أوروبا، وقالت في بيانها حول حركتها الاحتجاجية الأخيرة بأنها تهدف للفت الانتباه إلى الطاغية بوتين وما يعانيه الشعب الروسي، حيث تتهم بوتين بالفساد والديكتاتورية، وتدعو حكومة التشيك إلى الابتعاد عن سيطرة الكرملين.

ولكن لماذا المرحاض الذهبي وفرشاته؟

ظهرت فرشاة المرحاض كشعار رفعه المحتجون الروس في مظاهراتهم المطالبة بالإفراج عن نافالني، وتم رفعها في إشارة لتحقيق صحفي كان نشره نافالني كشف فيه عن امتلاك بوتين لقصر باذخ مع ملاعب وأماكن استجمام، وكشف التحقيق عن وجود فراشٍ في الحمامات تبلغ قيمة الواحدة منها 800 دولار واتهم التحقيق بوتين ونظامه بالفساد واستخدام أموال الشعب الروسي في تجميع ثرواتهم وشراء الممتلكات الباذخة في حين يعاني الشعب الروسي من القلة.

 

 أما المرحاض الذهبي فيشير ناشطو "كابوتين" إلى أنه رمز لفساد بوتين وتعاليه على المواطنين الروس، حيث إن 13% من الشعب الروسي لا يملكون مرحاضاً خاصاً في بيوتهم ويضطرون لاستخدام مراحيض مشتركة، حيث كشف تحقيق  مثير لشبكة بي بي سي، في كانون الأول/ديسمبر 2018، أن ما يقارب 22% من الروس لا يملكون شبكات صرف صحي في بيوتهم ويستخدمون مراحيض مشتركة، كما أظهر التحقيق أن الشركات العقارية تعاقب السكان العاجزين عن دفع الإيجار بتعطيل شبكات الصرف الصحي عن منازلهم مما يضطرهم لاستخدام مراحيض مشتركة خارجية.

ويبرز في الاحتجاجات الروسية ضد بوتين استخدام رموز تتهم الرئيس الروسي والمحيطين به بالفساد كما اعتادت هذه الاحتجاجات على وصف بوتين باللص والقاتل، حتى إن المحتجين الروس رفعوا بعد محاولة اغتيال نافالني بالسم ثياباً داخلية زرقاء، حيث إن التحقيقات قالت إن السم تم وضعه في ملابسه الداخلية والتي كانت باللون الأزرق، ويتهم نافالني جهاز الأمن الروسي بمحاولة اغتياله كما أن بوتين نفسه قام بارتداء ملابس سباحة زرقاء أثناء مشاركته في الاحتفال بمعمودية يسوع المسيح، مطلع العام الجاري، حيث غطس في الماء شديد البرودة في استعراض لقوته البدنية التي اعتاد على إظهارها، ولعل التمثال العاري له والهزيل جاء للسخرية من تلك الاستعراضات لقوته البدنية.