يواصل النازحون السوريون في مخيم الركبان شرق حمص، معاناتهم في انعدام الرعاية الصحية ومعظم مقومات الحياة المعيشية، وفقدان الأدوية التي باتت أسعارها مرتفعة جدا إن وجدت.
وقال الناشط في مخيم الركبان (عماد أبو شام) لـ موقع تلفزيون سوريا، إن أمراض "الإسهال والإقياء" انتشرت مؤخراً لدى نازحي المخيم وجلّهم أطفال، بسبب تلوث المياه وتراكم "القمامة" بين المخيمات، في ظل انعدام الرعاية الصحية تماماً، نتيجة نقص المساعدات المقدّمة للنقاط الطبية هناك.
وأضاف "أبو شام" نقلاً عن نقطة تدمر الطبية، أن مخيم الركبان شهد خلال شهر ونصف نحو أربع آلاف حالة إسهال، لافتاً أن ثمانية أطفال من بين عشرة مصابون بمرض "الإسهال" يرافقه ارتفاع بدرجات حرارة الجسم والإقياء، فضلاً عن إصابة البالغين أيضاً بالمرض ذاته.
وسبب "الإسهال" أو مرض "التهاب المجاري البولية" هو تلوث مياه الشرب بسبب عدم الاهتمام بـ الخزانات أو الصهاريج التي تنقلها، أو سوء المياه الواصلة مِن الأردن المجاورة، والتي تؤمنها منظمة "اليونسيف" التابعة لـ الأمم المتحدة.
وأشار "أبو شام"، أنه لا يوجد حلول لـ علاج "الإسهال" منذ نحو شهرين، نتيجة نقص المساعدات الطبية في مخيم الركبان، فيما أفاد ناشطون أن المساعدات تقتصر على كميات مقدمة من فصيل "مغاوير الثورة" التابع لـ الجيش السوري الحر، ما يدفع سكّان المخيم إلى شراء الأدوية بأسعار مرتفعة مِن صيدليات خاصة.
وأرجع "أبو شام"، غلاء أسعار الأدوية في مخيم الركبان، الذي تفرض عليها قوات "نظام الأسد" حصاراً شبه كامل نتيجة سيطرتها على معظم نقاط البادية السورية، ومنعه إدخال الأدوية، إلا أنها تُستورد مِن مناطق سيطرته في حمص ودمشق عن طريق "المهربين"، الذين يرفعون أسعارها جداً لـ نسبة تصل إلى (300 %)، نتيجة فرض حواجز النظام "إتاوات" عليهم.
كذلك لفت "أبو شام"، أن النقاط الطبية سجّلت أيضاً قرابة 500 حالة التهاب "الكبد الوبائي"، منوهاً أنه يوجد في المخيم أربع نقاط طبية تستطيع أن تقدّم إسعافات أولية فقط، بسبب قلة الأدوية وندرة الأجهزة الطبية وخاصة أجهزة تحليل الدم لـ كشف الأمراض التي يُصاب بها النازحون، إضافةً لـ فقدان أجهزة التصوير الشعاعي.
وتقطن أكثر مِن 15 ألف عائلة نازحة في مخيم الركبان الواقع ضمن منطقة صحراوية جافة وقاحلة قرب الحدود مع الأردن، يعاني فيها النازحون انعدام مقومات الحياة وتردي الوضع الصحي والتعليمي وفقدان المساعدات، رغم مناشدات عدة للجهات الدولية مِن أجل الاستجابة الطارئة للوضع الإنساني المتردي هناك.
يشار إلى أن السلطات الأردنية أغلقت حدودها مع سوريا، شهر حزيران عام 2016، وأعلنتها منطقة عسكرية، عقب تفجير تبناه تنظيم "الدولة" استهدف موقعاً عسكرياً حدودياً قرب مخيم الركبان، قتل على إثرها سبعة من قوات الجيش الأردني وجرح آخرون.