icon
التغطية الحية

مخرج بريطاني يتهم "عروس داعش" بلعب دور الضحية حتى تعود لبريطانيا

2022.09.07 | 10:18 دمشق

المخرج البريطاني آندرو دروري برفقة شاميما بيغوم في مخيم الروج بسوريا
المخرج البريطاني آندرو دروري برفقة شاميما بيغوم في مخيم الروج بسوريا
ديلي ميل - ترجمة: ربى خدام الجامع
+A
حجم الخط
-A

أعلن المخرج البريطاني الذي التقى بالعروس الداعشية شاميما بيغوم وأجرى معها مقابلات عدة مرات أنه شعر بالحزن عليها أول مرة، لكنه بات على يقين اليوم من أنها: "تلعب بورقة الضحية لتحاول العودة إلى المملكة المتحدة".

إذ ذكر المخرج آندرو دروري الذي استعان بتطبيق واتساب ليتحدث إلى شاميما ابنة الثلاثة والعشرين عاماً، وذلك قبل أن يزورها عدة مرات، بأنه أصبح مقتنعاً بأن تلك العروس الداعشية "مخادعة وشريرة".

وقد سافر هذا المخرج إلى مخيم الروج بسوريا ليتحدث إلى بيغوم عدة مرات بعدما غادرت المملكة المتحدة في عام 2015 برفقة صديقتيها في المدرسة.

إلا أن دروري يرى اليوم بأن شاميما تتلاعب بهم، إذ بعد انتقادها للحرب في أوكرانيا التي صرفت برأيها الأنظار عن محنتها، ذكرت أنها لم تعد تشعر بالأسف لوفاة أطفالها، كما طالبت عدة مرات بالحصول على ثياب أوروبية.

 

At 15-years-old, Begum, who was born in East London, left school in Bethnal Green for Syria in 2015. Pictured in Syria

شاميما بيغوم في مخيم الروج

 

يذكر أن شاميما المولودة شرقي لندن، تركت المدرسة في سن الخامسة عشرة لتسافر إلى سوريا في عام 2015، وبعد وصولها إلى هناك بعشرة أيام، تزوجت من الإرهابي ياغو ريديجيك، ثم وضعت ثلاثة أطفال هناك، إلا أن جميعهم فارقوا الحياة في سن مبكرة، حيث توفي أصغر أبنائها في ذلك المخيم الكائن بشمال شرقي سوريا في عام 2019.

"شخصية متلاعبة"

وفي شهر تموز الماضي، طالب ذلك المخرج البريطاني حكومة بلاده بأن تعيد أسر المقاتلين الدواعش المحتجزين في المخيمات السورية، لأنهم يمثلون "مشكلتنا" حسب توصيفه، وذكر بأنه حزن لوضع بيغوم ولكون علاقات قريبة من العرائس الجهاديات الأجنبيات في ذلك المخيم السوري، كما ذكر المخرج وقتها بأنه من مسؤولية المملكة المتحدة أن تعيد العرائس الجهاديات البريطانيات من أمثال شاميما وأطفالهن إلى "بلدهن" لأنه من الظلم أن يتركن "ويتحولن إلى خطر بالنسبة للسوريين والكرد الذين لديهم ما يكفيهم من المخاطر التي ينبغي عليهم معالجتها".

بيد أن رأيه تغير منذ ذلك الحين، إذا صار يقول بأنه بات على قناعة أن بيغوم "شخصية متلاعبة تلعب بورقة الضحية في محاولة للعودة إلى المملكة المتحدة"، وأضاف أنه يحس بالذنب لأنه احتواها بين ذارعيه، حيث كتب في صحيفة ذا صن البريطانية: "بعد لقاءات موسعة جمعتني بها وجهاً لوجه، وسيل من الرسائل النصية الغريبة وردتني منها، بت على قناعة بأنها شخصية متلاعبة وشريرة وتعاني من مشكلات نفسية عميقة".

وأضاف دروري أن الدهشة عقدت لسانه عندما أخبرته بيغوم بأن وفاة أطفالها لم تعد مصدر حزن لها، وبأنها تجاوزت الأمر، ومنذ ذلك الحين بدأ رأيه يتغير تجاهها بوصفها ضحية.

وأتى ذلك التصريح في الوقت الذي حذرت فيه منظمة رقابية معادية للإرهاب من معاملة من يشتبه بتورطهم بالإرهاب من أمثال بيغوم بصفتهم ضحايا في حال استغلالهم للقوانين الحديثة المناهضة للعبودية.

إذ عبر جوناثان هول، وهو مراجع مستقل للقوانين المناهضة للإرهاب، عن قلقه إزاء فكرة اعتبار أي طفل تم تجنيده من قبل منظمة إرهابية على أنه ضحية بشكل تلقائي.

وقبل زيارته الأخيرة لبيغوم في حزيران الماضي، وصف دروري كيف ذكرت تلك العروس الداعشية أنهم تجاوزوا قضيتها بسبب الحرب في أوكرانيا.

وعن ذلك كتب دروري: "لقد غيرت شاميما رأيي بها مجدداً، لأنها لم تكترث بمعاناة الناس في أوكرانيا، بل قلقت بشكل أكبر لأن ذلك سيصرف الانتباه عنها".

فيلم وألبسة أوروبية

وعن لقائه الأول بها، يخبرنا ذلك المخرج أنه رأى فيها ضحية للاتجار بالبشر، ولهذا وصفها بالفتاة البسيطة.

إلا أن رأيه تغير طوال فترة تواصله معها، إذ أصبح يرى فيها فتاة "تتمتع بذكاء حاد" وبأنها تستخدم ذكاءها لتحقيق مصالحها، وتحاول أن "تتلاعب" به، إذ بات يعتقد بأن "السبب الوحيد" الذي دفعها للتحدث إليه هو أنه عرض عليها مقطعاً من فيلم  Dark Tourist الذي عرض على نتفليكس والذي شارك فيه دروري، كما ذكر أن من بين ما طلبته بيغوم خلال فترة تلاعبها به هو ثياب أوروبية، تشمل بنطلونات جينز وسترات وحمالات صدر رياضية.

ويحكي لنا دروري كيف اشترى لها الألبسة على أمل أن تكشف له تلك العروس الداعشية مزيدا من الأسباب التي دفعتها للسفر إلى سوريا والطريقة التي اعتمدتها لتصل إلى هناك.

كما ذكر دروري أن المخيم الذي تقيم فيه بيغوم يبدو أشبه بقرية، وأنه لا يشبه الأماكن التي تقيم فيها الأسر السورية والعراقية التي تعاني من الجوع في بيوتها التي تعرضت للقصف على يد تنظيم الدولة، لدرجة باتوا معها يستخدمون أكياساً بلاستيكية لتقوم بدور الأبواب والنوافذ، أي إن هؤلاء هم ضحايا تنظيم الدولة برأيه.

أما التكهنات التي ظهرت حديثاً حول تهريب جاسوس كندي لبيغوم إلى سوريا، فهي برأي دروري "غير منطقية".

عميل مزدوج

خلال الأسبوع الماضي، ظهرت مزاعم نارية في كتاب جديد ادعى بأن تلك العروس الجهادية تم تهريبها إلى سوريا على يد جاسوس يعمل لصالح كندا، وذلك قبل أن تقوم حكومة جاستن ترودو بالتآمر مع المملكة المتحدة لتخفي دورها في تلك العملية.

 

Drury previously said that he felt sorry for Begum (pictured together)

دروري برفقة بيغوم

 

إذ بيّنت تلك المزاعم التي وصفت بالاكتشاف أن تلك الفتاة التي تبلغ من العمر اليوم 23 عاماً قد تم تهريبها إلى الشرق الأوسط على يد عميل مزدوج ورد اسمه في قوائم الرواتب لدى كل من تنظيم الدولة والاستخبارات الكندية، ثم التزم المسؤولون في أوتاوا بالصمت أثناء قيام شرطة سكوتلانديارد بالبحث عن بيغوم وصديقتيها أميرة عباسي وكاديزا سلطانة بشكل موسع في بلدان عديدة، وذلك بحسب ما ورد في كتاب: التاريخ السري للعيون الخمس، ويقصد بالعيون الخمس ذلك التحالف القائم على مشاركة المعلومات الاستخباراتية والذي تشكل أيام الحرب الباردة ليضم المملكة المتحدة والولايات المتحدة وكندا وأستراليا ونيوزيلاندا.

إذ زعم مؤلف الكتاب، وهو صحفي اسمه ريتشارد كرباج، أن كندا اعترفت في نهاية الأمر بتورطها في تلك الخطة، عندما خشي من أشرفوا عليها من افتضاح أمرهم، إلا أنهم تمكنوا من إقناع بريطانيا بإخفاء دور كندا في تلك العملية.

 

Drury previously said he poses for selfies with the jihadi brides to help them feel 'included' and 'forget where they are'. Pictured: Drury poses for a selfie with a British ISIS bride

بيغوم برفقة دروري

 

أثار هذا الكتاب دعوات طالبت بإجراء تحقيق حول تلك المزاعم التي أعلنت بأن الحكومة البريطانية كانت على علم بأمر مهرب البشر ومسؤوليته عن مساعدة بيغوم وصديقتيها على الانضمام لتنظيم الدولة، وذلك خلال فترة عمله كعميل مزدوج، إذ ذكرت المحامية تسنيم آكنجي التي ترافع عن عائلة بيغوم أن: "بريطانيا أثنت على الجهود التي بذلتها لمنع تنظيم الدولة من التوسع والتغرير بأطفالنا وذلك عبر تخصيص ملايين الجنيهات لبرنامج Prevent ولمراقبة الشابكة. ولكن في الوقت ذاته، كنا نتعامل مع حليف غربي، وننقل له معلومات استخباراتية حساسة، في الوقت الذي كانوا فيه يعتقلون الأطفال البريطانيين ويهربونهم عبر الحدود السورية ليسلمونهم إلى تنظيم الدولة، أي إن كل ذلك كان يتم تحت اسم جمع المعلومات الاستخبارية، وهذا يعني أن الحسبة هنا تتضمن أرواح الأطفال البريطانيين والمخاطرة بهم عبر تعريضهم للموت، ما يعني بأن ذلك كان جزءاً من حسبة الخطر المقبولة لدى حلفائنا الغربيين".

يذكر أن بيغوم حاولت أن تستعيد جنسيتها البريطانية عدة مرات، لكنها فشلت في دعواها أمام المحكمة العليا ببريطانيا وذلك عندما طالبت بالعودة إلى المملكة المتحدة لتستكمل دعواها هناك بصفة شخصية، إلا أن المحكمة أصدرت حكمها المبني على أسس تتصل بالأمن القومي والقاضي بمنعها من العودة إلى بريطانيا لاستكمال عملية التقاضي والطعن بالحكم، وذلك لأن القانون في بريطانيا ينص على سحب الجنسية من الشخص إن اعتبر ذلك يصب في الصالح العام.

وعند حديثها لإحدى القنوات الإعلامية من المخيم وهي بانتظار محاكمتها على يد قوات سوريا الديمقراطية في أوائل الصيف خلال هذا العام، أصرت بيغوم على أنها ترغب بأن تكون "بريطانية قدر الإمكان"، واختتمت حديثها بالقول إنها تتوقع أن تمضي بقية حياتها في سوريا.

المصدر: ديلي ميل