icon
التغطية الحية

مختصون بالجماعات الجهادية يحللون مقابلة الجولاني مع الصحفي سميث

2021.04.05 | 16:38 دمشق

qqd.gif
+A
حجم الخط
-A

بث موقع "فرونت لاين" مقابلة مع زعيم "هيئة تحرير الشام"، أبو محمد الجولاني، جرى تصويرها في شهر شباط الماضي مع الصحفي الأميركي مارتن سميث، وقال "الجولاني" خلال المقابلة إن تصنيفه على قوائم الإرهاب من قبل أميركا والأمم المتحدة ودول أخرى، "غير عادل وسياسي"، داعياً إلى إزالة اسمه من تلك القوائم، كما ذكر أن ارتباط "تحرير الشام" بـ "تنظيم القاعدة" انتهى، وأن تنظيمه لا يشكل أي تهديد للولايات المتحدة أو أوروبا.

عند سؤال "الجولاني" عن اعتقال "تحرير الشام" للصحفيين والناشطين وتعذيبهم، أوضح أن الأشخاص الذين احتجزتهم الهيئة هم "عملاء للنظام أو للروس، أو عناصر من تنظيم الدولة، ومتهمون بالتفجيرات في المنطقة"، وفي الوقت نفسه رفض التقارير الحقوقية التي تقول إن "تحرير الشام" تلاحق منتقديها، أو تعذب المعتقلين.

واقع مختلف

تعليقاً على ما ذكره زعيم "هيئة تحرير الشام" قال الباحث في شؤون الجماعات الجهادية، عرابي عبد الحي عرابي لموقع تلفزيون سوريا، إن الجولاني ركّز على 3 نقاط، أعتقد أنها تؤثر في الرأي العام الغربي، الأولى أن فصيله لا ينتهك حقوق الإنسان، والثانية أنه "اعتدالي"، وليس له أي توجه لشن عمليات ضد الولايات المتحدة أو أي بلد آخر، والثالثة أن "تحرير الشام" تقاوم روسيا وإيران، من دون أن يتطرق إلى الوجود الأميركي أو قوات سوريا الديمقراطية "قسد"، وهو ما يصب في الدعاية الأميركية، ما يعني أن تصريحه يعد بمنزلة الموافقة على السير في ركب المشروع الأميركي.

وذكر الصحفي، عاصم زيدان، أن "الجولاني" يحاول من خلال المساحة التي منحته إياها الصحافة الأميركية أن "يظهر بمظهر المعتدل هو وتنظيمه رغم تصنيفهم على قوائم الإرهاب".

وأضاف زيدان خلال حديثه لموقع تلفزيون سوريا، أن "الجولاني" نفى وجود عناصر من الجيش الحر أو من الناشطين أو ممن يخالفهم الرأي داخل سجون "تحرير الشام"، إلا أن "ما تفعله الهيئة على الأرض هو عكس ما قاله تماماً".

وأشار إلى أن العديد من الناشطين لا يزالون مختفين قسرياً في سجون الهيئة، ومنهم الناشط وثاب العزو المختفي منذ قرابة 6 سنوات، والناشط أبو ماجد كرمان، كما يوجد في السجون عناصر وقيادات من الجيش الحر وفصائل المعارضة، ومنهم الشاب "حسن معترماوي".

 

سردية مرتبطة بالثورة

بدا واضحاً في حديث الجولاني رغبته في إزالته برفقة تنظيمه من على قوائم الإرهاب، سواء الخاصة بالولايات المتحدة الأميركية أو غيرها، وهو ما يسعى له التنظيم بقوة خلال العامين الماضيين.

الباحث "أحمد قربي" ذكر لموقع تلفزيون سوريا أن الجولاني يحاول تسويق "هيئة تحرير الشام"، كـ "فصيل وطني شريك للدول في الملف الأمني"، ويستخدم في ذلك "النهج البراغماتي البحت من أجل نزع صفة الإرهاب التي لا تزال تلاحقه، وتقديم أي شيء بهدف التخلص من هذه الصفة".

ويرى الباحث في شؤون الجماعات الجهادية، عباس شريفة، أن رسائل قائد "تحرير الشام" كانت موجهة بشكل واضح إلى الغرب، وتتمحور حول قضية التصنيف التي اعتبرها تصنيفاً سياسياً يستهدف الثورة السورية ويخدم النظام الذي يستحق هو أن يكون مصنفاً.

وحاول "الجولاني" أن "يقدم سردية مختلفة عن السردية التي كانت تقدمها تحرير الشام سابقاً، حيث انتقل من سردية الارتباط بالتجارب الجهادية السابقة، إلى سردية الارتباط بالثورة السورية، معتبراً فصيله جزءاً من الثورة، وهو ما اعتبره شريفة "مغالطة مهمة وخطيرة".

وبيّن شريفة خلال حديثه لموقع تلفزيون سوريا، أن ادعاء "الجولاني" عدم وجود التعذيب في السجون، وعدم ملاحقة إلا عملاء النظام والروس و"داعش" يأتي في سياق "تحسين صورة تحرير الشام"، ويوضح "شريفة" أن هذا أمر "غير دقيق، بسبب رصد مئات حالات الاعتقال من قبل المنظمات الحقوقية، للناشطين المدنيين وعناصر الجيش الحر".

"تنظيم الجولاني مصدر قوة استراتيجية لأميركا"

قال ممثل واشنطن لشؤون سوريا والمبعوث الأميركي إلى "التحالف الدولي" سابقاً، جيمس جيفري، إن "تنظيم الجولاني كان مصدر قوة استراتيجية لأميركا في إدلب"، كما وصف جيفري - في مقابلة مع الصحفي سميث- "هيئة تحرير الشام" بأنها "الخيار الأقل سوءاً من بين الخيارات المختلفة بشأن إدلب"، موضحاً أن إدلب "من أهم الأماكن في سوريا، وهي واحدة من أهم الأماكن حالياً في الشرق الأوسط".

بدوره اعتبر الباحث في الجماعات الجهادية بسوريا وشمال أفريقيا في "معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى"، آرون واي زيلين، أنه "من الصعب معرفة نيات الجولاني، لأنه كان كالحرباء".

وعن احتمالية أن تؤثر تصريحات "جيفري" في تحرير الشام سلباً، أو أن تسبب حالة من الاستياء بين بعض القادة أو العناصر في الهيئة، يقول، عرابي عبد الحي عرابي، إن التصريح لن يؤثر، لأن جميع الشخصيات المتشددة التي قد تؤثر في صلب الهيئة، جُمدت أو أُبعدت، مثل "أبو مالك التلي"، و"أبو اليقظان المصري".

ويتفق مع ذلك عباس شريفة، فقد ذكر أن تصريح جيمس جيفري ليس بالجديد على عناصر "تحرير الشام" وشرعييها، موضحاً أن "الجولاني" مسيطر تماماً على فصيله وليس "ثمة أي خطر عليه من هذه التصريحات والتحولات، بل على العكس، هو يفعل كل ما يفعله من تقديم نفسه كشريك وحرس لمصالح الغرب ليسمع مثل تصريحات جيفري ويدفع مراكز صنع القرار لتعيد النظر في الوضع القانوني لتحرير الشام".

وتؤكد الإحصائيات الصادرة عن الشبكة السورية لحقوق الإنسان، أن 497 مدنياً قُتلوا على يد "هيئة تحرير الشام" أو مسمياتها السابقة، منذ بداية الثورة السورية، منهم 70 طفلاً، و82 امرأة، واثنان من الكوادر الطبية، و8 من الكوادر الإعلامية.

وبحسب الشبكة، فإن 27 شخصاً قُتلوا بسبب التعذيب على يد "هيئة تحرير الشام"، كما أن 2246 شخصاً، لا يزالون قيد الاعتقال أو الاختفاء القسري على يد الهيئة منذ بداية الثورة أيضاً.

وتصنف الولايات المتحدة "هيئة تحرير الشام" وزعيمها "أبو محمد الجولاني" على قوائم الإرهاب، وعلى الرغم من الجهود الحثيثة التي بذلتها الهيئة لرفع التصنيف عنها، فإنها لم تنجح حتى الآن في تحقيق غايتها، وسبق أن أكد نائب المبعوث الأميركي السابق إلى سوريا، جويل رايبورن، في مطلع العام الحالي، أن "إزالة جماعة مثل تحرير الشام عن قوائم الإرهاب ما زال يمثل احتمالاً بعيداً".