icon
التغطية الحية

متطوعون سوريون يصنعون الكمامات في فرنسا (صور)

2020.04.23 | 19:27 دمشق

kmamat_frnsa_2.jpg
متطوعون سوريون يصنعون الكمامات في فرنسا (تلفزيون سوريا)
فرنسا - مصطفى عباس/ تلفزيون سوريا
+A
حجم الخط
-A

لم يقف السوري محمد بشار ضيان مكتوف الأيدي أمام أزمة الكمّامات التي تعاني منها فرنسا، خصوصاً في مدينة مولوز شرق البلاد، التي تعدُّ من أكثر المدن الفرنسية انتشاراً لفيروس كورونا المستجد، من هنا جاءت لـ بشار ضيّان، فكرة إنشاء ورشة لتصنيع الكمامات، وهي ما تم تطبيقها مسبقاً في أكثر من مكان بفرنسا، كجهود فردية في ظل العجز الحكومي عن تأمين الكمامات، على مبدأ أن تشعل شمعة خير من أن تلعن الظلام.

 

الوصول إلى ألف كمامة يومياً

نحو 450 كمامة يتم إنتاجها يومياً، في هذا المشروع الذي بدأ قبل نحو أسبوع، ومن المقرر أن يتم رفع الإنتاجية حتى تصل إلى ألف كمامة يومياً، يقول ضيان في حديث لتلفزيون سوريا: "إن ما نقوم به هو نوع من الاعتراف بالجميل لدولة استضافتنا، وشكر غير مباشر لأهالي منطقة الألزاس الذين قدموا كل الدعم للسوريين منذ وصولهم إلى هنا".

تسابقٌ دولي للحصول على القناعات الواقية، وصل الأمر بالبعض كي يسميها "حرب الكمامات"... كمامات تعد أحد أسباب وقف الانتشار السريع لهذا المرض. فرنسا كانت أعلنت على لسان وزير صحتها أوليفيه فيران نهاية الشهر الماضي طلب أكثر من مليار كمامة من الصين لمواجهة تفشي فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19)، أوليفيه أشار إلى أن بلاده بحاجة إلى 40 مليون كمامة أسبوعيا.

كمامات فرنسا.jpg

 

مواصفات صحية للكمامات

إلا أن وصول هذه الطلبية لن يتم إلا بعد عدة أسابيع، ومن هنا كانت أهمية الجهود الفردية، يشير ضيان إلى أن معه أربعين متطوعاً أغلبهم سوريون، إضافةً إلى متطوعين أتراك وبعض المغاربة، أما تمويل هذا المشروع فيأتي من رجال أعمال أتراك في مدينة مولوز، الذين قدموا صالة أفراح يملكونها كمكان للعمل، واشتروا أقمشة لصناعة القناعات الواقية، في حين قدم خياط سوري من مدينة عفرين آلات الخياطة التي يملكها في ورشته، وهو كذلك تبرع بالأقمشة المتبقية لديه، ليشرف بعد ذلك على عمليات الخياطة، التي تواصلوا من أجلها مع بلدية المدينة، لتزودوهم بالمواصفات اللازمة للكمامات الصحية، التي يمكن غسلها وإعادة استخدامها ثانية، وهو ما تعمل الورشة عليه.

 

مولوز بؤرة انتشار كورونا

فرنسا تجاوزت يوم الإثنين الماضي عتبة الـ 20 ألف ضحية من مصابي فيروس كورونا، في حين فاق عدد الإصابات الـ  115 ألف إصابة، إلا أن الخبر السار هو أن عدد الإصابات يميل إلى الانخفاض منذ عدة أيام.

وفي مدينة مولوز القريبة من الحدود الألمانية والسويسرية واللوكسمبورغية كانت الحكومة الفرنسية أنشأت بداية الشهر الماضي مستشفى عسكرياً لمواجهة هذه الفيروس، بعد أن غصت مشافي المدينة التي تعتبر بؤرة تفشي المرض في فرنسا بالمصابين. وكانت فرنسا قد أبلغت عن أول حالة وفاة بفيروس كوفيد-19 في منتصف شهر شباط الماضي بعد أيام قليلة من تجمع لحوالي 2000 مسيحي إنجيلي بمدينة مولوز في شرق البلاد. كان العديد من المشاركين في التجمع يحملون الفيروس دون علمهم وقاموا بنقله إلى كامل فرنسا.

 

كمامات للمرحلة الثانية

ضيان الذي يقيم في فرنسا منذ عام 99 ويحمل دكتوراه في الأدب الفرنسي، يقول إن هدفهم هو المساهمة بكل ما يستطيعون لصناعة كمامات من اجل حماية الفرق العاملة في مشافي مولوز، ومن ثم السكان وكل من يعمل في المرحلة الثانية، وبالفعل فقد قاموا بتسليم جزء من إنتاجهم الى مشافي مدينة ميلوز وفاستات، موضحاً أن الكمامات ستستعمل لكل من هو خارج من المشفى من ممرضات وأطباء ومرضى بعد شفائهم من المرض.

فرنسا تعيش حجراً صحياً شاملاً أوقف فيها كل نواحي الحياة، منذ السابع عشر من شهر آذار الماضي، وفي أجواء الحجر الحالية هذه، أشار ضيان إلى أن تأمين الأقمشة عملية صعبة للغاية، في ظل إغلاق المتاجر، كما أن صيانة بعض الآلات التي تعطلت أثناء العمل استغرق منهم وقتاً كثيراً وثميناً في هذه الظروف.

كمامات فرنسا 3.jpg

 

رسالة من السوريين

هذا الحجر المشدد الذي تعيشه فرنسا سيتم فكه تدريجياً ابتداءً من الحادي عشر من شهر أيار المقبل، حسبما أعلن رئيس الوزراء الفرنسي إدوار فيليب، قبل أيام، حيث ستبدأ العديد من القطاعات الأساسية بالعمل، من هنا تأتي أهمية الكمامات.

وكان مئات اللاجئين السوريين قد انخرطوا في أعمال تطوعية في فرنسا، لمواجهة هذا الوباء الذي لا يعلم أحد متى سيتم الانتصار عليه، وما هذه الورشة إلا واحدة من ورشات عديدة أقامها السوريون أو يعملون تطوعياً بها، وهذا ما يرى فيه ضيان "رسالة إلى العالم بأننا شعب منتج يحب الحياة والعمل، ووجوده إيجابي أينما حل.

كلمات مفتاحية