icon
التغطية الحية

مبادرة تطوعية لتأمين "الأوكسجين" لمرضى كورونا في مخيمات إدلب | صور

2021.10.17 | 07:19 دمشق

imageonline-co-logoadded_2.jpg
متطوعو فريق "الاستجابة الطارئة" في مخيمات الشمال السوري (تلفزيون سوريا - عز الدين زكور)
إدلب - عز الدين زكور
+A
حجم الخط
-A

بعد بحث مرير ليومين متتاليين عن شاغر في مركز للعزل، كان تأمين أسطوانة الأوكسجين بالنسبة لباسم الجرك المقيم في مخيمات "بابسقا" شمالي إدلب، بمنزلة فرصة للنجاة من الموت للتغلب على فيروس كورونا.

وبعد أن انخفضت أكسجة "الجرك" (58 عاماً) إلى 81 في المئة، وهي أدنى من النسبة الطبيعية، وتعرّض المصاب للخطر، وتعذّر تأمين أسطوانة عبر مركز عزل، كان واحداً ممن استفادوا من حملة تطوعية أطلقها فريق "الاستجابة الطارئة" لتأمين الأوكسجين، وتجاوز مرحلة الخطر.

الأوكسجين

أطلق فريق "الاستجابة الطارئة" مبادرة لتأمين أسطوانات غاز "الأوكسجين" لمرضى فيروس "كورونا" في مخيمات النزوح في إدلب، والعمل على توفيرها إلى مسكن المريض والإشراف على عملية الاستفادة، من خلال إعلان حملة تبرعات، في وقت يشهد فيه القطاع الصحي أزمة في تأمين "الأوكسجين" للمرضى.

ويقول سراج علي، وهو منسق الحملة ومتطوع في فريق "الاستجابة الطارئة"، إنّ تفشي فيروس "كورونا" والمتحورات الجديدة بشكل متسارع بين المخيمات، دفع الفريق إلى إطلاق حملة لتأمين أسطوانات الأوكسجين لمرضى الفيروس".

 

 

ويضيف لموقع تلفزيون سوريا، أن الحملة تعتمد بشكلٍ رئيسي على التبرعات المقدمة للفريق عبر مواقع التواصل الاجتماعي (فيس بوك ـ تويترـ واتسأب)، ويرتبط انتشار ونشاط المبادرة بحجم الدعم، ونحاول أن نستمر حتى آخر يوم في الجائحة.

معلومات التبرع

للتبرع من خارج تركيا

https://t-response.org/donate/

من داخل تركيا

Bağışlar

IBAN:

TR07 0020 9000 0108 4620 0000 01

يرسل إلى:

ACİL MÜDAHELE EKİBİ DERNEĞİ

 

 

وعن طريقة التواصل مع المستفيدين من الحملة والمرضى، يبين محدثنا "علي" أن الفريق عمم أرقاماً على مواقع التواصل لإتاحة فرصة الاستفادة من الأسطوانات، وبعد تمرير عدة إجراءات تتم عملية تسليم الأسطوانة.  

وخلال أيام قليلة تمكنت الحملة من الوصول إلى نحو 100 مريض في مخيمات النازحين وساهمت في إنقاذ حياتهم، بحسب القائمين عليها.

ويحتاج القطاع الطبي في منطقة شمالي غربي سوريا إلى أكثر من 2000 أسطوانة "أوكسجين" يومياً، في حين أن نسبة العجز وصلت إلى 1000 أسطوانة، أي 50 في المئة، بحسب منظمات طبية عاملة.

صعوبات

يشير "علي" إلى أن عملية تأمين أسطوانة الأوكسجين، تعتبر مهمة شاقة بسبب غياب المعامل المتطورة في المنطقة، ما يؤثر سلباً على إنتاجها، فضلاً عن الكلفة المرتفعة.

وتبلغ كلفة أسطوانة الأوكسجين نحو 150 دولاراً أميركياً بما يشمل كل التجهيزات من تعبئة وساعة وقناع.

ولا تتوقف صعوبات الحملة عند نشاط الدعم المقدم وعملية تأمين أسطوانات الأوكسجين، بل تذهب إلى حجم الخطورة المترتبة على متطوعي الحملة خلال عملية تخديم المريض وإيصال الأسطوانة إلى مسكنه والإشراف على عملية علاجه.

في هذا السياق، يوضح "علي" أنّ الحملة اقتصرت على 10 متطوعين فقط، في محاولة لاحتواء الخطر ضمن صفوف أقل عدد ممكن من المتطوعين بحال تعرضوا لخطر العدوى خلال عملية الاستجابة للمرضى.

 

المخيمات.. 7122 إصابة منذ بداية الذرورة

تمثل المخيمات في الشمال السوري بيئة مثالية لانتشار فيروس كورونا، ما زاد من أعداد الإصابات والضحايا، إضافة إلى تفاقم الأزمة الإنسانية هناك.

وجعلت ظروف تفشي الفيروس من ارتفاع الكثافة، إضافةً إلى تراجع متانة البنى التحتية والخدمات وتدهور الواقع المعيشي لدى الأهالي، من مخيمات النازحين مشاريع "بؤر إصابة" في كل وقت.

وتؤكد إحصاءات مصدرها "شبكة الترصد الوبائي"، حصل عليها موقع تلفزيون سوريا أن أعداد الإصابات بكورونا في مخيمات ريفي إدلب وحلب وصلت إلى 7 آلاف و122 إصابة منذ مطلع آب الماضي إلى 11 تشرين الأول الجاري.

والجدير بالذكر أنه في الـ 11 من الشهر الجاري نفدت مسحات التحاليل، وتوقفت الإحصائيات اليومية المنتظمة.

وتركزت أعلى حصيلة للإصابات خلال الفترة المذكورة، في مخيمات منطقة حارم شمالي غربي إدلب بـ 4144 إصابة، وحلّت بعدها منطقة اعزاز شمالي حلب بـ 1321 إصابة.

والجدير بالذكر، أنّ أعداد الإصابات تشمل الأشخاص الذي خضعوا لاختبار (PCR) فقط، في حين تشير تقديرات السلطات الصحية إلى تسجيل أرقام إصابات أعلى بأضعاف في ظل الموجة القائمة.

وقال بيان سابق لـ"فريق منسقو الاستجابة"، إنّ "تفشي فيروس كورونا في المنطقة عموماً والمخيمات بشكل خاص يمثل حلقة جديدة قد تكون الأخطر في سلسلة الظروف الصعبة التي يعانيها السكان المدنيون منذ سنوات متواصلة".

وزاد البيان، بأن "الكثافة السكانية المرتفعة جداً وازدحام النازحين ضمن المخيمات إلى جانب الافتقار إلى النظافة الصحية غير الملائمة، تشكل خطراً كبيراً على سلامة وصحة هؤلاء الأفراد".

النقل من المخيمات

على اعتبار أن أعداد المقبلين على اللقاح المضاد لـ"كورونا" في المنطقة ما زالت محدودة، حاولت المؤسسات الصحية تشجيع قاطني المخيمات على التطعيم من خلال توفير مبادرة نقل يومية إلى مراكز اللقاح.

وفي هذا السياق، قال مشرف فريق "لقاح سوريا" في إدلب الطبيب رفعت الفرحات، لموقع "تلفزيون سوريا"، إن عملية تلقي اللقاح في مخيمات النازحين تخضع لنظام المنطقة الجغرافية التي تتبع لها، من حيث مركز اللقاح أو الفريق الجوّال.

ويؤكد أن فرق اللقاح تشمل جميع المخيمات على اختلاف انتشارها في منطقة إدلب، سواء من خلال مراكز تطعيم ثابتة أو فرق جوالة أسبوعية.

ولفت إلى أن خدمة النقل من المخيمات التي وفرتها "مديرية صحة إدلب" بالتعاون مع منظمات محلية، مؤخراً، استهدفت المخيمات البعيدة عن مراكز التطعيم، بهدف توفير أجور النقل على الأهالي وتشجيعهم على اللقاح.

 

 

وفي آخر تحديث لـ"صحة إدلب"، 12 تشرين الأول الجاري، أشارت الإحصاءات إلى أن 83 ألفاً و582 مستفيداً تلقوا لقاح "كورونا" في المحافظة.