icon
التغطية الحية

ما هي قصة عامل التنظيف في منزل وزير الدفاع الإسرائيلي الذي جندته إيران؟

2021.11.19 | 04:11 دمشق

rkv48uuwt_0_0_850_479_0_x-large.jpg
صورة تعبيرية (shutterstock)
تلفزيون سوريا - خالد خليل
+A
حجم الخط
-A

قالت السلطات الأمنية الإسرائيلية، أمس الخميس، أنها أحبطت عملية تجسس إيرانية على وزير الدفاع الإسرائيلي، بيني غانتس، بعد اعتقال عامل التنظيف في منزل الوزير، والذي جندته طهران لصالحها، وذلك بعد شهر من إعلان مجموعة قراصنة إلكترونيين (هاكرز) إيرانية تطلق على نفسها اسم "عصا موسى" اخترق حسابات غانتس ونشرت صوراً خاصة له.

وذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت"، أن جهاز الأمن العام "الشاباك" والشرطة الإسرائيلية أعلنت الخميس عن اعتقال عامل التنظيف والصيانة في منزل وزير الدفاع الإسرائيلي بتهمة التجسس لصالح إيران.

ووصفت الصحيفة، العملية بـ "النوعية"، والتي أسفرت عن اعتقال عامل التنظيف في منزل الوزير، عومري غورين غوروكوفسكي.

وبحسب ما رصده موقع "تلفزيون سوريا"، فإن عملية الاعتقال تمت في الرابع من الشهر الحالي، بينما أعلن عنها أمس الخميس، بعد خضوع المشتبه به لجلسة استماع في محكمة اللد الإقليمية، التي مددت اعتقاله إلى حين البت في القضية.

من داخل مكتب الوزير

ووجهت في المحكمة لائحة اتهام ضد غورين تتعلق بالتجسس على مسؤول كبير في الدولة لصالح دولة معادية، جاء فيها أن غورين اقترح على ممثل مجموعة "بلاك شادو" (Black Shadow) الموالية لإيران أن يزرع "دودة إلكترونية" في جهاز الحاسوب الخاص بوزير الدفاع غانتس.

rkKoxyVOt_0_0_850_479_0_x-large.jpg
المشتبه به، عومري غورين غوروكوفسكي (يمين) وزير الدفاع الإسرائيلي، بيني غانتس (يسار) (يديعوت أحرونوت)

 

بحسب لائحة الاتهام، التي نشرتها "يديعوت أحرونوت" وترجم موقع "تلفزيون سوريا" أجزاء منها.

  • يتمتع غورين (37 سنة) من سكان مدينة اللد، بسجل إجرامي حافل، يتضمن خمس جرائم و14 قضية ضده لدى الشرطة الإسرائيلية ما بين 2002 و2013، منها عمليات سطو على بنوك وسرقات منازل.
  • عمل غورين مع زوجته، على مدى سنوات وإلى يوم اعتقاله (قبل أسبوعين)، في الأعمال المنزلية والتنظيف في منزل بني غانتس، الذي يشغل منصب وزير الدفاع الحالي في إسرائيل ونائب رئيس الوزراء في العام الماضي، إضافة لعدد من المناصب الأمنية الحساسة في إسرائيل.
  • كان للمتهم، خلال عمله، إمكانية الوصول إلى جميع غرف منزل وزير الدفاع في مستوطنة "روش هاعين" (رأس العين) شرق تل أبيب.
  • اتصل غورين بالقراصنة الإلكترونيين الموالين لإيران، الذين نشروا صوراً خاصة لغانتس وحسابات تابعة لمئات الجنود في الجيش الإسرائيلي، وعرض عليهم نقل المعلومات عن وزير الدفاع، عبر اختراق جهازه الحاسوب.

وكانت وسائل إعلام إسرائيلية نشرت، الشهر الماضي، تقارير تحدثت عن هجوم سيبراني (قرصنة إلكترونية) نفذته مجموعة "هاكرز" تطلق على نفسها اسم "بلاك شادو" الموالية لإيران ضد أهداف إسرائيلية.

B1x004j3X00Y_0_0_850_479_0_x-large.jpg
لقطات شاشة للصور التي نشرتها مجموعة "عصا موسى" لوزير الدفاع الإسرائيلي (التيلغرام)

 

  • كشف أمر غورين عبر تطبيق "تيلغرام" الموجود في هاتفه المحمول، الذي وجدت فيه السلطات الأمنية "جهة اتصال" لشخصية مرتبطة بأحد أعضاء مجموعة "بلاك شادو".
  • كشفت رسائل "التيلغرام" أن غورين اتصل بالمجموعة تحت اسم مزيف وقدم نفسه على أنه شخص يعمل لدى وزير الدفاع الإسرائيلي، وأشار إلى أنه يمكنه مساعدة المجموعة عبر عدة طرق، لأنه يستطيع الدخول إلى بيت الوزير.
  • طلب غورين مبلغا من المال مقابل نقل المعلومات من المنزل، واقترح على ممثل المجموعة إعطاءه "دودة كمبيوتر" يقوم بنقلها عبر حافظة "USB" لزرعها في حاسوب الوزير.
  • لإثبات قدراته نتيجة تشكيك ممثل المجموعة بالعرض الذي قدمه غورين، قام الأخير في 2 من تشرين الثاني/نوفمبر الحالي بتصوير عدد من الأشياء المهمة في منزل الوزير، منها المكتب والهاتف وجهاز الحاسوب والجهاز اللوحي وبعض الهدايا العسكرية القديمة، وإرسالها إلى ممثل المجموعة عن طريق تطبيق "التيلغرام.
  • التهمة الموجهة لعومري غورين هي التجسس ومحاولة المساس بأمن الدولة.
  • في حين قال المحامي غال وولف الذي يمثل غورين، أن الأخير لم يكن ينوي الإضرار بأمن الدولة، وإن تصرفه كان بسبب ضائقة مالية ".

"عصا موسى" تطول غانتس

يشار إلى أن مجموعة "هاكرز" عرفت عن نفسها في تطبيق "التيلغرام" باسم "Moses Staff" (عصا موسى)، ويُعتقد أنها تابعة لإيران، نشرت قبل ثلاثة أسابيع صوراً وتفاصيل دقيقة عن وزير الدفاع الإسرائيلي.

وهددت المجموعة غانتس بأنه تحت المراقبة، وكتبت على قناة "تيلغرام" التي نشروا من خلالها الصور، "نعلم جميع قراراتك، وأخيراً سنضرب في مكان لن تتوقعه".

ووفقاً لما نشره الطرفان تنتهي قصة الاختراق الإلكتروني نهاية درامية، بالقبض على "العميل غير المتوقع والقادر على التحرك في العمق".

وتعد الحرب السيبرانية إحدى ساحات المواجهة بين إسرائيل وإيران في إطار التنافس الإقليمي بين البلدين، والذي يشهد في الأيام الأخيرة تصعيداً غير مسبوق مع اقتراب الإيرانيين من أعتاب النادي النووي.

وكانت إيران أعلنت نهاية الشهر الماضي أن اختراقاً إلكترونياً تسبب بتعطيل معظم محطات بيع الوقود في البلاد، وعادة ما تحمل طهران المسؤولية عن هذه العمليات للولايات المتحدة وإسرائيل.

وأشارت العديد من التقارير إلى تعرض المنشآت النووية الإيرانية لعمليات اختراق إلكتروني نفذها الموساد الإسرائيلي بالتعاون مع الوحدة 8200 التابعة للاستخبارات العسكرية الإسرائيلية، والتي لا تعلن عنها إسرائيل بشكل رسمي.