icon
التغطية الحية

ما الذي دفع الشعوب الديمقراطي إلى تجديد دعمهم لكليتشدار أوغلو في الجولة الثانية؟

2023.05.27 | 05:35 دمشق

آخر تحديث: 27.05.2023 | 14:34 دمشق

ما الذي دفع الشعوب الديمقراطي إلى تجديد دعمهم لكليتشدار أوغلو في الجولة الثانية؟
كمال كليتشدار أوغلو يلتقي الرئيسين المشتركين لحزب الشعوب الديمقراطي في مقرهما الرئيس بالعاصمة التركية أنقرة (وسائل إعلام تركية)
إسطنبول - حمزة خضر
+A
حجم الخط
-A

أبرم مرشح تحالف الأمة المعارض، وزعيم حزب الشعب الجمهوري، كمال كليتشدار أوغلو، بروتوكول تعاون مع زعيم حزب النصر، أوميت أوزداغ، يحمل في طياته 7 بنود، من بينها البند الرابع الذي ينص على وجوب الوصاية على البلديات التي يثبت على رئيسها التعاون مع الإرهاب، وهو ما أزعج حزب الشعوب الديمقراطي الذين صوتوا لكليتشدار أوغلو في الجولة الأولى من الانتخابات.

اكتسب المرشح الرئاسي عن تحالف الأمة، كمال كليتشدار أوغلو، دعماً كبيراً من الأكراد، بنسبة تصويت تجاوزت الـ 70 في المئة في المناطق التي يعيش فيها الأكراد في الجولة الأولى من الانتخابات، حيث حصل على 71.95 في ديار بكر، و72.32 في هكاري، و75.75 في شرناق، و80.26 في تونجيلي، في حين حصل على نسبة 62.82 في المئة من الأصوات في إزمير المعروفة بكونها قلعة حزب الشعب الجمهوري. 

بعد توقيع البروتوكول بين كليتشدار أوغلو وأوزداغ، أعلن الشعوب الديمقراطي واليسار الأخضر، من تحالف العمل والحرية الذي دعم كليتشدار أوغلو في الجولة الأولى، عن تجديد دعم الأخير في الجولة الثانية من دون ذكر اسمه، مكتفين بالقول إن "أردوغان" لا يعتبر خياراً بالنسبة لهم.

"موقف الناخبين الأكراد لن يتغير"

وصرح الرئيس المشارك لحزب الشعوب الديمقراطي، طيب تمل، في حديثه إلى موقع (Gerçek Gündem) أن موقف الناخبين الكرد لن يتغير بأي شكل من الأشكال في الجولة الثانية، بفرض أن الأكراد يعتبرون أنفسهم ضحايا لسياسات أردوغان: "أردوغان ليس خياراً حتى للناخبين الكرد، بل خيارهم الوحيد هو إبعاد أردوغان، الكرد والناخبون من حزب الشعوب الديمقراطي هم ضحايا النظام الحاكم".

وأكد تمل على أن البروتوكول الموقع لن يؤثر على نسبة مشاركة الناخبين الأكراد في الانتخابات، وبأنهم سينتخبون كليتشدار أوغلو مرة ثانية، وأضاف: "كليتشدار أوغلو ليس موسى ولكنه على الأقل يشعر برغبة في مواجهة فرعون، وهو ما يصب في مصلحة الناخبين الكرد".

تشير تصريحات الشعوب الديمقراطي واليسار الأخضر إلى دعم كليتشدار أوغلو، على الرغم من رفضهم البروتوكول وانتقادهم الحملات العنصرية ضد اللاجئين، إلا أن السؤال الذي يحتاج إلى إجابة هو "ما الذي يدفعهم إلى تجديد دعم كليتشدار أوغلو في الجولة الثانية؟".

هل أضعف غياب المرشح فرص التفاوض؟

أعلن تحالف العمل والحرية الذي يضم الشعوب الديمقراطي واليسار الأخضر إلى جانب أحزاب أخرى، دعمهم كليتشدار أوغلو في الجولة الأولى من الانتخابات التركية، وذلك وفق بيان نشره التحالف على معرفاته يدعو فيه قاعدته الانتخابية بالتصويت لهم في البرلمان ولمرشح تحالف الأمة في الانتخابات الرئاسية.

ويظهر البيان أن تحالف العمل والحرية يهدف إلى إزالة الرئيس التركي الحالي من على رأس هرم السلطة، إلى جانب بناء علاقات جيدة نسبياً مع الرئيس الجديد، وهو ما دفعهم إلى عدم تبني ترشيح أحدهم إلى الرئاسة، ودعم مرشح يمتلك حظوظاً أعلى في كسب الأصوات.

ويمكن القول إن عدم نجاح كليتشدار أوغلو في الجولة الأولى، واستغناء تحالف العمل والحرية عن فكرة طرح مرشحهم الخاص، جعلهم في موقف يصعب عليهم الانسحاب من هذا الدعم، خاصة أن غياب مرشحهم، منعهم أيضاً من فرض شروط على كليتشدار أوغلو الذي كان سيحاول استمالتهم في الجولة الثانية كما فعل مع أوميت أوزداغ.

أزمات تدفع نحو التمسك بالوعود

ويواجه الشعوب الديمقراطي قضية إغلاق للحزب أمام المحكمة الدستورية العليا بتهم تتعلق بدعم المجموعات المصنفة على قوائم الإرهاب التركية، وهو ما يهدد وجودهم على الساحة السياسية التركية، حيث يسعى الحزب إلى تفادي هذا الخطر عبر دخوله الانتخابات البرلمانية ضمن قوائم اليسار الأخضر.

في حين يسعى الحزب إلى تفادي هذا الخطر أيضاً عبر دعم كليتشدار أوغلو، الذي أعلن أكثر من مرة نيته إطلاق سراح الرئيس المشارك السابق، صلاح الدين دميرطاش، من سجن أدرنة، إلى جانب امتناع حزب الشعب الجمهوري عن التصويت لصالح تمديد مهمة القوات التركية في شمالي سوريا والعراق.

وعبرت برفين بولدان، الرئيسة المشتركة لحزب الشعوب الديمقراطي، عن تمسكهم بالوعود التي قطعها كليتشدار أوغلو بالقول: "قد يكون (كليتشدار أوغلو) وقع بروتوكولاً مع أوميت أوزداغ، إلا أننا نعتبر الوعود التي قدمها كليتشدار أوغلو لنا بشأن قضية الوصاية وحل مشكلة الأكراد هي الأساس".

تراجع الأصوات والعزلة السياسية

أظهرت نتائج الانتخابات البرلمانية انخفاضًا في نسبة المصوتين لحزب الشعوب الديمقراطي، حيث حصل الحزب على نسبة 8.78٪ من أصوات الناخبين، في حين حصل على نسبة 11.70٪ في الانتخابات السابقة، وهو الذي أدى إلى تراجع عدد المقاعد التي حصدها الحزب في البرلمان التركي من 67 مقعداً في الانتخابات السابقة إلى 61 مقعداً في هذه الانتخابات، مما يؤثر على تركيبة البرلمان.

ترافق هذا الانخفاض في القاعدة الانتخابية للحزب، تصاعداً في أعداد الناخبين الذين صوتوا للأحزاب القومية، مثل حزب الحركة القومية، حليف العدالة والتنمية في تحالف الشعب، وحزب الجيد الذي دخل الانتخابات البرلمانية بقوائمه الخاصة إلى جانب حزب الشعب الجمهوري تحت مظلة تحالف الأمة المعارض.

ويؤكد رئيس مركز الدراسات الكردية، ريها روهافي أوغلو، على أن الدعم الذي قدمه الشعوب الديمقراطي لمرشح رئاسي من حزب آخر، جعل الناخبين يقتربون من تلك القوى السياسية، وأعطى دفعة للناخبين الأكراد للتقارب مع حزب الشعب الجمهوري، وهذا سمح لبعضهم بالابتعاد عن حزب الشعوب الديمقراطي والتصويت لحزب الشعب الجمهوري.

ويرى البروفيسور في كلية الحقوق التابعة لجامعة دجلة التركية، وهاب جوشكون، أن حزب الشعوب الديمقراطي كان يتوقع أن يلعب دوراً مهماً في الفترة التي تلي الانتخابات البرلمانية، عندما يفشل تحالف الشعب وتحالف الأمة في تحصيل الأغلبية البرلمانية، وهو ما سيدفع الطرفين إلى التفاوض معهم من أجل تحقيق الأغلبية البرلمانية.

وأضاف: "تحالف الشعب حاليًا يحظى بالأغلبية في البرلمان، ويعني ذلك أنه تجاوز العدد 301. ولذا، يمكننا القول إن هناك تآكلاً جدياً في الدور الحاسم الذي كان ينوي حزب الشعوب الديمقراطي أن يلعبه في البرلمان".

يمكن القول إن تراجع الشعوب الديمقراطي في البرلمان، وتنامي أصوات ناخبي الأحزاب القومية، واحتمالية إغلاق الحزب، إلى جانب غياب مرشحهم الخاص في السباق الرئاسي، دفع بحزب الشعوب الديمقراطي للتمسك بقرار مساندة كليتشدار أوغلو في الجولة الثانية، وذلك هرباً من مغبة البقاء داخل قوقعة العزلة السياسية في البرلمان والمناطق التي تحظى بتأييدها شرقي وجنوبي البلاد.