icon
التغطية الحية

ما أسباب التغييرات في الأجهزة الأمنية لنظام الأسد؟

2019.07.09 | 13:07 دمشق

جميل الحسن (أرشيف - إنترنت)
فراس فحام - تلفزيون سوريا
+A
حجم الخط
-A

أجرى النظام السوري تغييرات واسعة في الأجهزة الأمنية ومؤسسة الرئاسة، طالت شخصيات ورموزاً بارزة لعبت دوراً حاسماً في توطيد أركان حكم "الأسد" طوال العقد الماضي، وعلى رأسهم اللواء "جميل الحسن".

وعين النظام اللواء "غسان جودت إسماعيل" المنحدر من بلدة دريكيش بريف طرطوس بديلاً للواء "جميل الحسن" في منصب مدير المخابرات الجوية، كما تسلم اللواء "حسن لوقا" منصب مدير المخابرات العامة (أمن الدولة) بديلاً للواء "ديب زيتون" الذي عين بدوره كمديراً للأمن القومي خلفاً لـ "علي مملوك" الذي جرى ترقيته إلى نائب "بشار الأسد" للشؤون الأمنية.

وشملت التعديلات أيضاً تكليف اللواء "ناصر العلي" ابن منطقة منبج شرق حلب بمهمة إدارة شعبة الأمن السياسي، واللواء "ناصر ديب" مديراً للأمن الجنائي.

وأثارت هذه التعديلات تكهنات كثيرة، خاصة وأنها شملت إحالة أحد أبرز الوجوه الأمنية للنظام "جميل الحسن" إلى التقاعد، وتسمية "مملوك" المعروف بلقب "الصندوق الأسود للنظام" في منصب نائب الرئيس.

خطوة استباقية

رأى الضابط الطيار المنشق "حسن حمادة" الذي يشغل منصب نائب وزير الدفاع في الحكومة السورية المؤقتة أن التغييرات التي أجراها نظام الأسد خطوة استباقية، جاءت بالتزامن مع اقتراب المحاسبة الدولية للشخصيات الأمنية والعسكرية المتورطة بجرائم الحرب، وأيضاً بالتزامن مع الرغبة الدولية بإصلاح الأجهزة الأمنية السورية.

وقال "حمادة" في تصريح لموقع تلفزيون سوريا:" أعتقد أنها خطوة استباقية تقف خلفها روسيا، وهي تمهيد لحل يلوح في الأفق البعيد قليلاً، وتمهيد لمحاكمة بعض الشخصيات المعزولة".

وحول تعيين "علي مملوك" نائباً لـ "بشار الأسد" للشؤون الأمنية أضاف "حمادة": علي مملوك يعتبر بنك معلومات أمنية، ولديه كل الملفات وهو مؤهل للعب دور في المرحلة الانتقالية أو المساهمة في أي حل يطرح مستقبلاً، وسبق أن قام بجولات سرية إلى مصر والسعودية وأرجح أنه التقى شخصيات إسرائيلية خلال جولاته".

تغييرات روتينية

استبعد اللواء المنشق عن جيش النظام السوري "محمد حاج علي" أن تكون هذه التغييرات تحمل دلالات معينة، معتبراً أنها روتينية، وجاءت في الإطار الطبيعي بحكم السن الذي وصل له اللواء "جميل الحسن"، والخبرة التراكمية التي اكتسبها اللواء "ناصر العلي".

وقال "حج علي" في حديث لموقع تلفزيون سوريا:" جميل الحسن وصل إلى عمر 69 عاماً، ونادراً أن يبقى ضابط برتبة لواء على رأس عمله حتى هذا العمر، لكن خدماته الجليلة للنظام دفعته للإبقاء عليه حتى اليوم، بالإضافة لأن وضعه الصحي لا يسمح له بالاستمرار في مهامه، وجاء اختيار البديل بحسب التقليد المتبع بأن يكون مدير المخابرات الجوية وشعبة المخابرات العسكرية من الطائفة الحاكمة نفسها".

وأضاف:" اللواء ناصر العلي المكلف بإدارة المخابرات السياسية أصبح لديه خبرة واسعة بهذا المجال الذي يعمل به منذ 20 عاماً، وجرت العادة أن يتم تعيين مدير شعبة المخابرات السياسية من السنة على اعتبار أنه منصب ليس له تأثير كبير ولا علاقة له بإدارة مؤسسة الجيش كما هي المخابرات الجوية والعسكرية".

تعويم واستيعاب

اعتبر الباحث السياسي السوري "ماهر علوش" أن التعيينات الأمنية التي أجراها النظام السوري مؤخراً هي جزء من استراتيجية أوسع تقودها روسيا لإعادة تعويم النظام عربياً ودولياً.

وقال "علوش" في تصريح لموقع تلفزيون سوريا:" ليس بالضرورة أن يتم تعويم بشار الأسد شخصياً، روسيا يهمها بالدرجة الأولى الحفاظ على بنية النظام الأمنية والعسكرية، وعدم السماح بتفكيك مؤسساته، وتبدي اهتماماً أيضاً باستيعاب مكونات الثورة السورية ودمجها ضمن مؤسسات النظام، وهذا يتطلب منها إجراء تغييرات في بنية النظام تخدم هدفها ولا تكون ذات تأثير سلبي، بحيث تسمح هذه التغييرات بتصحيح أوضاع النظام على المستويين العربي والدولي ومن ثم إجراء التحول السياسي الذي تسعى له موسكو وفق رؤيتها للحل بسوريا".

ورأى "علوش" أن تعيين "علي مملوك" نائباً لرئيس الجمهورية قد يكون مقدمة لمشروع تعمل عليه بعض القوى الدولية خلاصته تنحي "بشار الأسد" عن منصبه ونقل صلاحياته و مهامه لنائبه بحسب الدستور، مؤكداً وجهة نظره هذه بقوله:" مملوك أبرز شخصية أمنية لدى النظام، ومخول بالقيام بلقاءات خارجية مع الدول العربية والأجنبية، بعضها حصل بشكل سري والبعض الآخر تم الإعلان عنه في وقته أو بعد فترة كزيارته إلى السعودية والإمارات ومصر وإيطاليا وإيران، وجرى الحديث عن زيارته لتركيا أيضاً".

وتأتي هذه التغييرات في قيادة المؤسسات الأمنية للنظام السوري بعد أسابيع قليلة من الاجتماع الأمني في تل أبيب الذي جرى في الرابع والعشرين من شهر حزيران / يونيو الماضي وجمع مسؤولين من روسيا وإسرائيل والولايات المتحدة لنقاش الأوضاع في سوريا، حيث أكد مسؤول أمني إسرائيلي لموقع "المونيتور" – طلب عدم كشف اسمه- بأنه تم الاتفاق على الخطوط العريضة في سوريا وأبرزها إخراج الميليشيات الأجنبية ومنع ترسيخ نفوذ إيران فيها.