icon
التغطية الحية

لوفيغارو: كبتاغون النظام السوري يعيث فساداً في قطاع غزة

2023.07.19 | 14:55 دمشق

لوفيغارو: كبتاغون النظام السوري يعيث فساداً في قطاع غزة
كبتاغون النظام السوري
تلفزيون سوريا - إسطنبول
+A
حجم الخط
-A

قالت صحيفة لوفيغارو الفرنسية، إن الكبتاغون الذي ينتجه النظام السوري يعيث فساداً في قطاع غزة جنوبي فلسطين المحتلة، رغم التشديد الإسرائيلي على آلاف الشاحنات التي تدخل إلى القطاع يومياً.

وأفادت الصحيفة في تقرير لها، يوم الأربعاء، أن كل الطرق في غزة تنتهي حتماً عند سفح جدار غير أن هناك استثناء واحداً لهذه القاعدة: شارع صلاح الدين، الشريان الرئيسي لهذا الشريط من الأرض المحصورة بين البحر و"السياج الأمني" الذي تسيطر عليه إسرائيل، حيث يربط شارع صلاح الدين نقطتي تماس بين قطاع غزة وبقية العالم.

ظاهرة كبيرة

ويقع إلى الشمال من غزة معبر إيريز وإلى الجنوب معبر رفح، مع مدخل إلى الأراضي المحتلة والآخر إلى مصر. تمر آلاف الشاحنات من هناك كل يوم لتزويد سكان غزة البالغ عددهم مليوني نسمة. 

هذه المنطقة تخضع لرقابة شديدة، للحصار الإسرائيلي منذ سيطرة حركة حماس عليها في عام 2007. ومع ذلك، يَنجح مهربو المخدرات في نقل حمولتهم إلى هناك.

ويعد النظام السوري وإيران وحزب الله من أكبر موردي المخدرات إلى العالم، حيث فرضت عليهم العديد من الدول بما فيها الولايات المتحدة عقوبات بسبب ذلك.

وتساءت الصحيفة، كم من سكان غزة يلجؤون إلى الكبتاغون كطريقة لنسيان حياتهم اليومية من الفقر والحبس وانعدام الحرية؟.. لا توجد إحصاءات، يجيب التقرير، لأن تعاطي المخدرات ليس من المحرمات في غزة فحسب، بل هو جريمة تعاقب عليها حركة حماس بشدة والتي تحكم القطاع بحكم الأمر الواقع منذ عام 2007.

وأضافت الصحيفة، أن المضبوطات التي تمت على الحدود تعطي فكرة عن حجم الظاهرة، مشيرة إلى أن الحكومة الإسرائيلية، التي تتواصل بحذر بشأن هذا الموضوع، أعلنت في شهر كانون الثاني الماضي عن مصادرة عدة آلاف من حبوب الكبتاغون مخبأة في ثلاجة في طريقها إلى غزة.

وتابعت الصحيفة، أنه على جانب غزة، تتولى إدارة مكافحة المخدرات بجهاز الشرطة بشكل خاص هذه المهمة، بحيث تعمل في جميع أرجاء القطاع، لكن مقرها الرئيسي في مدينة غزة ويخضع لحراسة مشددة.

قد تصل العقوبة إلى الإعدام

من جهته، قال العميد أحمد القدرة، مدير هذه الإدارة، التي تضم 40 شرطياً من أصل 8500 شرطي في قطاع غزة: "أنشطتنا الرئيسية تتمثل في زيادة الوعي بمخاطر المخدرات ومحاربة العرض والطلب. عندما نمسك شخصاً يحمل القليل من المخدرات، نقوم بفتح ملف ونتركه يذهب. من ناحية أخرى، إذا قبضنا عليه مرة أخرى، فإننا نضعه في السجن. وهناك محاكمة وعقوبة يمكن أن تتراوح من ستة أشهر إلى السجن المؤبد. وقد يُعاقب على الصفقة بالإعدام".

الجدير بالذكر أن تاريخ تطبيق آخر حكم بالإعدام على الاتجار بالبشر يرجع في قطاع غزة إلى عام 2021.

وتجاوزت تدفقات الكبتاغون، بحسب الشرطي، تدفقات الحشيش والترامادول. تدخل هذه المواد إما عبر معبر إيريز، في أمتعة المسافرين العائدين من الخارج، أو عبر معبر كرم أبو سالم للشاحنات الذي تسيطر عليه إسرائيل. وتدخل معظم المخدرات عبر الحاويات من إسرائيل، وفق العميد أحمد القدرة.

وبحسب الأمم المتحدة، فقد دخل قطاع غزة في شهر أيار الماضي نحو 6900 شحنة من البضائع المصرح بها من قبل إسرائيل عبر معبر كرم أبو سالم. وقال العميد أحمد القدرة، في هذه الصدد: "نحتاج إلى جهاز أشعة إكس لفحص هذه الشحنات، لكن الإسرائيليين لا يريدون أن يكون لدينا هذا الجهاز".

الصحيفة اتصلت بالسلطات الإسرائيلية لكن هذه الأخيرة رفضت التعليق والرد على تصريحات مدير إدارة مكافحة المخدرات بجهاز الشرطة.

وبسبب عدم وجود جهاز أشعة إكس، يقوم عناصر شرطة حماس بإجراء فحوصات عشوائية مع الكلاب، حيث أعلنوا أنهم عثروا، خلال فصل الشتاء الماضي، على 50 ألف حبة في شحنة من الخشب. كما اكتشفوا أيضاً حشيشاً مخبأً في فضلات بشاحنة مبردة: كان المهربون يأملون في خداع كلابنا".

ويضيف أحمد القدرة، موضحاً: "في شهر حزيران الماضي، فتشنا شحنة من القنابل الرغوية المخصصة للاحتفال، وعثرنا على حبوب الكبتاغون داخل 35 منها، بما يعادل مليون شيكل (نحو 250 ألف يورو). ويتم حرق المنتجات المضبوطة بانتظام أمام الصحفيين في غزة.

كلفة مرتفعة

ونقلت الصحيفة عن محمد أبو مغيصيب، الذي عمل في غزة لمدة عشرين عاماً مع منظمة أطباء بلا حدود، قوله: "استخدام هذه المخدرات يجد مصدره جزئياً في الصراع مع إسرائيل، مذكّراً أنه قبل عام 2007، لم يكن أحد يهتّم بالترامادول، التي كانت متوافرة من دون وصفة طبية في كل صيدلية".

ومنذ أن شددت حماس سيطرتها على المخدرات، أصبح من المستحيل تقريباً العثور على المخدرات، حتى في السوق السوداء. فحبة ترامادول تكلف هناك 100 شيكل (نحو 25 يورو)، مع العلم أن متوسط الراتب في غزة يصل إلى نحو 420 يورو في الشهر.

وفي إحدى الأمسيات على طاولة سرية في الطابق العلوي من أحد مقاهي الشيشة المطلة على البحر الأبيض المتوسط، التقت الصحيفة بشاب من غزة يدعى محمد، تحدث لها، قائلاً: "في البداية كنت أدخن الحشيش […] بعد ذلك نصحني بعضهم بأخذ الترامادول لأنه يمنحني الطاقة اللازمة للعمل.. كنت أتناول ثلاث حبات في اليوم، لكن حركة حماس منعتها، لذا التفت إلى التجار. كان الأمر سهلاً بالنسبة لي لأنني كنت أعرفهم لفترة طويلة، إذ نجدهم في كل مكان. عندما أشتري المخدرات، أحتفظ بها في يدي، وعندما أرى رجال الشرطة أسقطها على الأرض".

ويؤكد محمد أنه تم القبض عليه مرة واحدة، مما أدى إلى سجنه لمدة ثلاثة أشهر، موضحاً أنه "في السنوات الخمس الأخيرة، انفجرت كلفة الترامادول حيث وصلت كلفة الواحدة إلى 20 شيكلاً فقط. والآن نجد الترامادول في كل مكان! لكن لا يمكنني تناول سوى نصف حبة من الكبتاغون كل يوم، بسبب آلام العظام التي يسببها لي".