قال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أغلو : إن العملية التركية المرتقبة "وحدات حماية الشعب"، لن تتأجل بعد تصريحات مسؤولي الولايات المتحدة الأمريكية، مبينًا أن بلاده لا تتمنى أن تكون حليفتها ضدها في هذا الصدد.
وتطرق جاويش أوغلو خلال مشاركته في برنامج على قناة "سي إن إن تورك"، اليوم الخميس 18 من كانون الثاني إلى استعدادات تركيا لإطلاق عملية عسكرية تستهدف الوحدات الكردية في منطقة عفرين شمال سوريا.
تنسيق لاستخدام المجال الجوي
وقال الوزير التركي : إن هناك حاجة للتنسيق مع القوى الفاعلة الأخرى في سوريا بشأن الغارات الجوية خلال العملية العسكرية، وأشار جاويش أوغلو إلى وجود قواعد ونشاط لبعض الدول في "عفرين"، مبينًا أن ذلك يتطلب تنسيقًا جيدًا لمنع وقوع الحوادث.
"علينا أن ننسّق معاً بشأن التدخل الجوي مثلما فعلنا في تأسيس نقاط المراقبة في إدلب ضمن اتفاق أستانة".
وبيّن أن رئيس الأركان التركي خلوصي آكار، ومسؤولين آخرين، توجّهوا إلى العاصمة الروسية موسكو، بهدف بحث ومناقشة هذه الأمور مع نظرائهم المعنيين.
وأكّد جاويش أوغلو أن تركيا تدافع دائمًا عن وحدة الأراضي السورية، وأنه ينبغي على روسيا أن لا تعارض أي عملية تركية على عفرين. ولفت إلى أن بلاده تجري في هذا الإطار، مباحثات مع روسيا وإيران بشأن استخدام المجال الجوي خلال العملية المرتقبة.
وأضاف الوزير التركي: "علينا أن ننسّق معّا بشأن التدخل الجوي، مثلما فعلنا في تأسيس نقاط المراقبة في إدلب، ضمن اتفاق أستانة".
وعن مشاركة حزب "الإتحاد الديمقراطي" في مؤتمر سوتشي الذي سيعقد في روسيا نهاية الشهر الحالي.أكد جاويش أوغلو أن الحزب لن يشارك، وبيّن أن الجماعات الكردية الأخرى منزعجة من "الاتحاد الديمقراطي ".
وأشار إلى أن هناك جماعات كردية ستشارك في المؤتمر لتمثيل الأكراد، مؤكداً أن الجهات التي ستشارك في المؤتمر سيكون بتوافق الدول الثلاث تركيا وروسيا وإيران.
ورداً على سؤال حول الصعوبات أمام إنشاء نقاط المراقبة لها في محافظة إدلب المشمولة بخفض التصعيد، أجاب جاويش أوغلو "لقد نشرنا مراقبينا في ثلاث مناطق، والمنطقة ليست ساحة سهلة، وفيها عدد كبير من المدنيين".
إدلب صعبة وملغمة
ولفت أن المنطقة صعبة وملغمة لوجود "تنظيمات إرهابية" فيها أيضاَ، ولذلك فإن تحقيق تقدم في إنشاء نقاط مراقبة يتطلب اتخاذ تدابير أمنية، مبيناً أن المراقبين الأتراك سينتشرون في نقاط أخرى أيضاً، وأنه تباحث الموضوع مع نظيره الروسي سيرغي لافروف.
ولفت جاويش أوغلو إلى أن هناك بلداناً منزعجة من مسار مفاوضات أستانة، والخطوات التي اتخذت في 2016، والتي أسهمت بشكل كبير في وقف الاشتباكات بسوريا، دون أن يسمي تلك البلدان.
التطمينات الأمريكية غير مقنعة لأنقرة
قال وزير الخارجية التركي، مولود جاويش أوغلو : إن تصريحات نظيره الأمريكي ريكس تيلرسون، ووزير الدفاع الأمريكي جيمس ماتيس، بشأن عدم رغبة بلديهما في اتخاذ خطوات تُزعج تركيا، "لم تكن مقنعة".
"إن إنشاء جيش إرهابي سيلحق ضررًا لا يمكن التراجع عنه بالنسبة للعلاقات بين البلدين، وسيتطوّر الأمر نحو أبعاد مختلفة للغاية"
وأضاف جاويش أوغلو أن الولايات المتحدة قالت سابقًا : إن علاقاتها مع " وحدات حماية الشعب" ستنتهي بعد هزيمة تنظيم الدولة في الرقة، وأنها ستتوقف عن تقديم الدعم لهم، لكن ذلك لم يتحقق.
وأوضح أن ماتيس وتيلرسون أبلغاه بأن الإعلان المتعلق بإنشاء "وحدات حدودية سورية"، صدر عن بعض الصحف وبالتالي ينبغي عدم تصديقه، وأنه بدوره أبلغهما بأن الإعلان صدر عن بعض العسكريين وليس الصحف.
وتابع وزير الخارجية التركي: "إن إنشاء جيش إرهابي سيلحق ضررًا لا يمكن التراجع عنه بالنسبة للعلاقات بين البلدين، وسيتطوّر الأمر نحو أبعاد مختلفة للغاية، ونحن ننتظر خطوات ملموسة من الأمريكيين".
وقال وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون، الخميس : إن بلاده لا تعتزم إنشاء أي قوة حدودية في سوريا، في معرض تعليقه على أنباء في هذا الخصوص، كما ذكرت وزارة الدفاع الأمريكية "بنتاغون" أن "القوة الأمنية الحدودية" المخطط تشكيلها في سوريا، ليست "جيشًا جديدًا"، أو "قوة حرس حدود تقليدية".
وبدأت تركيا الحشد لعملية عسكرية في عفرين السورية، كما صعّد المسؤولون الأتراك من تصريحاتهم السياسية بعد إعلان التحالف الدولي عزمه تشكيل قوات أمن حدود مؤلفة من 30 ألف مسلح، بالتنسيق مع "قوات سوريا الديمقراطية" التي تتزعمها وحدات حماية الشعب الكردية.
أعلن التحالف الدولي ضد تنظيم الدولة الثلاثاء 16 من كانون الثاني، أن مدينة عفرين شمالي سوريا تقع خارج نطاق مسؤولياته، كما نفت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) دعم وحدات حماية الشعب في المنطقة بالسلاح أو التدريب.