icon
التغطية الحية

لماذا يفكر لاجئون سوريون في غزة بمغادرتها؟

2021.12.14 | 18:52 دمشق

untitled.jpg
(AFP)
إسطنبول ـ وكالات
+A
حجم الخط
-A

أفاد تقرير نشرته وكالة الأنباء الفرنسية، اليوم الثلاثاء، عن رغبة عدد من اللاجئين السوريين بمغادرة قطاع غزة، الفقير والمُحاصر من قبل الاحتلال الإسرائيلي.

ونقلت الوكالة عن اللاجئ السوري عماد الحيسو الذي لجأ إلى قطاع غزة منذ نحو عشر سنوات، شعوره بأنّه عالق في "سجن غزة" - بحسب وصفه - لكنه لا يمتلك أوراقا ثبوتية تُمكّنه من مغادرته.

ونصيحة أحد أصدقاء "الحيسو" بأنّه يمكنه العيش بأمن في قطاع غزة، دفعته إلى تسّلل للقطاع مع عشرات السوريين، قادماً من مصر بشكل غير قانوني عبر الأنفاق المحفورة بين الجانبين، قبل أن يغلقها الجيش المصري، عام 2013.

وتحدّث "الحيسو" عن رحلته إلى قطاع غزة أملاً بحياة أفضل، مع اعتقاده بإمكانية المغادرة في الوقت الذي يريده، لكنه لم يتمكن من ذلك، مشيراً إلى أنّ السلطات المصرية من المحتمل أن تمنعه ​​من الدخول وقد تعتقله إذا حاول مغادرة غزة عبر معبر رفح، لذلك يجد نفسه محاصراً دون أي طريق لمغادرة المنطقة التي تعاني من الفقر والبطالة، فضلاً عن انتهاء مدة وثائقه ووثائق عائلته الثبوتية السوريّة.

وعن حياته في قطاع غزة، قال "الحيسو" إنه يعمل أحياناً في "التبليط" لإعالة أطفاله الخمسة، مضيفاً أنه "لا يوجد عمل ولا يمتلك المال، ولا يمكنه الاستفادة من الرعاية الصحية وتعليم أبنائه".

وبيّن أنه فوجئ عندما وجد الوضع في غزة "أسوأ مما هو عليه في سوريا"، واصفاً القطاع بأنه "أكبر سجن في العالم"، لأنه إن تمكن الشخص من دخول القطاع فلن يتمكن من الخروج منه، وفقاً لقوله.

وبحسب "الحيسو" فإنّ وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" التي تقدم مساعدات لللاجئين الفلسطينيين، لا تقدم  مساعدات للاجئين السوريين في غزة، باعتبار أنّهم "خارج نطاق مسؤوليتها"، ولكنها تساعدهم بشكل جزئي فقط.

 

 

بدورها، قالت دنيا المنياراوي - زوجة "الحسيو" - إن "أونروا" لا تعترف بأولادها، ويقولون لها "أنتم لاجئون سوريون ونحن نعتني باللاجئين الفلسطينيين".

وتابعت: "عندما وصلنا غزة اعتقدنا أنه مكان جيد للعيش فيه، لكن الوضع كان مخالفاً لتوقعاتها فهو (بائس)". مشيرةً إلى أنها عانت من عدة أمراض ولم تتمكن من العلاج.

وأفادت لينا حسون (52 عاماً) - فلسطينية كانت تعيش في سوريا - أنها جاءت إلى قطاع غزة بهدف زيارة أختها والبقاء لمدة شهر، حيث دخلت القطاع برفقة ابنها نورس (24 عاماً) عبر نفق، عام 2012.

وأضافت "حسون" أن "السبل انقطعت بهم عندما أُغلق النفق الذي مروا به، كما انتهت صلاحية وثائق سفرهم منذ ذلك الحين"، موضحةً أن الحياة في غزة "صعبة للغاية ومن المستحيل السفر والعمل فيها"، وأنّه "لا يوجد استقرار في سوريا أو في القطاع".

وعلى مدار السنوات العشر الماضية، فشلت محاولات "حسون" وابنها نورس بالعودة إلى سوريا، حيث بقي زوجها وأولادها، موضحاً "نورس" بالقول: "منذ ذلك الوقت لم أرَ أبي وإخوتي، تركت المدرسة ولم أذهب إلى واحدة هنا".

ويشير "نورس" إلى عمله في تصوير حلقات للطاهي السوري اللاجئ في غزة أيضاً وريف قاسم (41 عاماً)، وبثّها على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث يُقدّم "قاسم" دروساً في الطبخ.

وأعرب "قاسم" عن امتنانه لكرم ضيافة أهل قطاع غزة وتقديره لمطبخهم، لكنه وصف الوضع في القطاع بـ"المعقد"، قائلاً: "نحن نبذل قصارى جهدنا للالتفاف على التحديات".

Untitled_0.jpg

وبحسب وكالة الأنباء الفرنسية فإنّ مفوضية اللاجئين التابعة للأمم المتحدة أخرجت، العام الفائت، تسع عائلات سورية من قطاع غزة عبر مطار  "تل أبيب" الإسرائيلي.

قطاع غزة المحاصر منذ 15 عاماً

يفرض الاحتلال الإسرائيلي حصاراً خانقاً ومشدّداً براً وبحراً وجواً على قطاع غزة، منذ العام 2007، حيث يخضع الوصول إلى القطاع لسيطرة مشددة من قبل إسرائيل ومصر، التي دمّر جيشها بعض الأنفاق تحت الأرض، بين عامي 2012 و2013.

وقطاع غزة الفلسطيني عبارة عن شريط ساحلي ضيّق يسكنه أكثر من مليوني نسمة، معظمهم هُجّروا من بلداتهم الأصلية التي احتلتها إسرائيل، عام 1948، فيما يكرّر الاحتلال الإسرائيلي مزاعمه بأنّ حركة حماس تستخدم الأنفاق لتهريب الأسلحة ومهاجمة قواتها، مشيراً إلى أن حصار غزة "ضروري لاحتواء التهديدات"

ويعتمد غالبية سكّان غزة على مساعدات وكالة "أونروا"، ولا يمكن للسكّان المرور عبر المعابر نحو الأراضي الفلسطينية التي تحتلها إسرائيل إلا بموجب أذونات صعبة، ومنفذ القطاع الوحيد إلى العالم الخارجي هو "معبر رفح" - الحدودي مع مصر - الذي يفتح بانتظام، ويعاني الفلسطينيون كثيراً للحصول على إذن للخروج منه، كما يدفعون مبالغ مالية كبيرة لذلك.

يذكر أنّ قرابة 150 عائلة سورية لاجئة في قطاع غزة، تفاقمت أوضاعهم  بعد العدوان الأخير على القطاع، إضافة إلى وقف"أونروا"، شهر حزيران 2018، صرف مبلغ 200 دولار كبدل إيواء لتلك العائلات التي تعيش معظمها في بيوت بالإيجار.