icon
التغطية الحية

لماذا شارك الرئيس الأوكراني في القمة العربية؟

2023.05.20 | 18:43 دمشق

آخر تحديث: 21.05.2023 | 00:21 دمشق

فولوديمير ويلينسكي
الرئيس الأوكراني فولوديمير ويلينسكي في قمة جدة ـ رويترز
تلفزيون سوريا ـ سامر القطريب
+A
حجم الخط
-A

انتقد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي القادة العرب المجتمعين في المملكة العربية السعودية يوم الجمعة لتجاهلهم الجرائم الروسية في أوكرانيا، متطلعا في الوقت نفسه إلى دعمهم للخطة الأوكرانية للسلام، ومشيرا إلى أهمية بلاده في تصدير الحبوب إلى المنطقة العربية التي لا تستغني في غذائها عن رغيف الخبز.

رسائل إلى الجامعة العربية

مشاركة الرئيس الأوكراني قمة جدة يوم الجمعة، تزامنت مع حضور بشار الأسد في القاعة، وذلك عندما دان زيلينسكي روسيا لضمها القرم ودونيتسك، وبدا أن وفد النظام السوري لم يستمع إلى الترجمة الفورية لخطابه. بحسب صحيفة وول ستريت جورنال الأميركية.

وقال زيلينسكي "لسوء الحظ، هناك البعض في العالم وهنا بينكم، من يغض الطرف عن تلك الأقفاص وعمليات الضم غير القانونية"، في إشارة إلى السجون الروسية.

وفي آذار الماضي فرض زيلينسكي عقوبات على رئيس النظام السوري بشار الأسد، وعلى مئات الكيانات والأفراد من سوريا وروسيا وإيران.

زيلينسكي لم يكن الضيف الوحيد على القمة العربية، فالرئيس الروسي فلاديمير بوتين بعث برسالة خاصة إلى المجتمعين، في إشارة لتزايد نفوذه ومن خلفه الصين في المنطقة التي انشغلت عنها واشنطن مؤخرا.

وقال بوتين في رسالته "تولي روسيا تقليديا أهمية كبيرة لتطوير العلاقات الودية والشراكة البناءة مع بلدان الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، بما في ذلك في إطار الحوار مع جامعة الدول العربية من أجل التصدي الفعال للتهديدات والتحديات التي تواجه البشرية المعاصرة".

وتابع "نعتزم مواصلة دعم الجهود الجماعية لحل سلمي للمشكلات الإقليمية الحادة، بما في ذلك الأزمات في السودان واليمن وليبيا وسوريا، مع احترام سيادة الدولة والمعايير الحالية للقانون الدولي".

لماذا شارك زيلينسكي في القمة العربية؟

زيلينسكي الذي يحمل خطته للسلام المكونة من عشر نقاط، شارك في قمة جدة قبل أن يلقي كلمة في هيروشيما خلال انعقاد قمة مجموعة السبع، التي فرضت عقوبات جديدة على روسيا وأكدت رفضها التطبيع العربي مع النظام السوري وإعادته إلى جامعة الدول العربية وملاحقة المسؤولين عن الهجمات الكيميائية في سوريا. حيث تدفع إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن شركاءها في الخليج العربي إلى بذل مزيد من الجهد لدعم أوكرانيا والتخفيف من الأزمة الاقتصادية الناتجة عن الغزو الروسي الذي عطل بشدة سلاسل التوريد العالمية.  

وفي العام الماضي، ساعد ولي العهد السعودي محمد بن سلمان في إطلاق سراح 10 أجانب اعتقلتهم روسيا في أوكرانيا. ويبدو أن هذه الخطوة كانت ممكنة بفضل علاقاته الوثيقة مع بوتين.

لكن دولا خليجية في مقدمتها السعودية والإمارات انتهجت سياسات إنتاج نفط عززت صندوق حرب موسكو، وامتنعت عن بعض تصويتات الأمم المتحدة على الحرب وسمحت لبعض الأفراد والشركات الروسية بالتهرب من العقوبات الغربية.

وفي محاولة للعب دور متوازن بين كييف وموسكو، قالت المملكة في وقت سابق إنها ستقدم 400 مليون دولار كمساعدات إنسانية لأوكرانيا، بعد الموافقة على خفض إنتاج النفط الذي رفع أسعار الطاقة العالمية وساعد موسكو المصدرة للنفط على تحمل تكاليف حربها على أوكرانيا.

فهل يستطيع خطاب زيلينسكي لجامعة الدول العربية وعقوبات مجموعة السبع، تغيير علاقات المملكة العربية السعودية القوية مع روسيا؟

صحيفة وول ستريت جورنال قالت إن المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة تشتريان المنتجات البترولية من روسيا بتخفيضات كبيرة.

كما أصبحت دول الخليج، وخاصة الإمارات، مراكز تخزين وتجارة رئيسية لمنتجات الطاقة الروسية التي لا يمكن شحنها بسهولة في جميع أنحاء العالم بسبب الحرب.

وتقوم روسيا بشحن 100 ألف برميل يوميا إلى المملكة العربية السعودية أو أكثر من 36 مليون برميل سنويا. بحسب الصحيفة.

وفي وقت سابق من العام الجاري، أعلنت السعودية وحلفاؤها عن خفض إنتاج النفط بهدف رفع الأسعار، متجاهلين اعتراضات البيت الأبيض على أن ارتفاع الأسعار يساعد آلة الحرب الروسية.

"منبوذون دوليون"

رغم أن خطاب زيلنيسكي انتقد بشكل غير مباشر وجود بشار الأسد حليف موسكو في الجامعة العربية، من خلال الإشارة إلى دول أعضاء تساند موسكو، إلا أن بشار الأسد بدا غير معني بخطاب الرئيس الأوكراني لأنه للمرة الأولى منذ 12 عاما لم يعد "منبوذا عربيا"، في حين يسعى بوتين لكسر عزلته الدولية.

وكان الممثل الدائم لروسيا لدى منظمة حظر الأسلحة الكيميائية، ألكسندر شولجين قال عقب اجتماع للمنظمة في لاهاي"الغربيون قاموا بتسييس عمل المؤتمر بشكل كبير، وطرحوا قضايا لا علاقة لها، ومع ذلك فشل الأميركيون والبريطانيون والفرنسيون في تصوير روسيا وسوريا على أنهما منبوذتان من المجتمع الدولي..". وهو ما يسعى زيلينسكي لتعزيزه عقب تخطيطه للقاء زعماء دول لا تنأى بنفسها عن روسيا مثل الهند والبرازيل وغيرها من "دول جنوبي الكرة الأرضية".