icon
التغطية الحية

للتهدئة مع الدول الإسلامية.. مشروع قانون في الدنمارك يجرم حرق القرآن

2023.08.25 | 17:35 دمشق

آخر تحديث: 25.08.2023 | 17:35 دمشق

المملكة المتحدة تمنع دخول متطرف سويدي ينوي حرق نسخة من القرآن الكريم على أراضيها
راسموس بالودان (BBC)
 تلفزيون سوريا - إسطنبول
+A
حجم الخط
-A

الملخص:

  • تعتزم الدنمارك تشريع قانون جديد يجرم حرق القرآن أو غيره من الكتب الدينية.
  • قد تواجه من يحرق القرآن عقوبة تصل إلى عامين في السجن.
  • تأتي هذه الخطوة في إطار خطط حكومية تهدف إلى تهدئة أزمة مع الدول الإسلامية.
  • تواجه الدنمارك والسويد انتقادات دبلوماسية حادة من العالم الإسلامي بسبب حرق القرآن مراراً وتكراراً.

تعتزم الدنمارك تشريع قانون جديد يشدد العقوبة على من يحرق المصحف أو غيره من الكتب الدينية، وذلك ضمن خطط حكومية تهدف إلى تهدئة أزماتها مع الدول الإسلامية التي صعدت لهجتها ضد الدول الإسكندنافية.

وقالت صحيفة "فاينانشال تايمز" إنه وفقاً لمشروع القانون الجديد الذي سيقدمه، التحالف الوسطي في كوبنهاغن، سيتم تشديد العقوبات على من يحرقون المصحف أو غيره من الكتب الدينية، حيث قد يواجه هؤلاء عقوبة تصل إلى عامين في السجن.

ونقلت الصحيفة عن وزير العدل الدنماركي بيتر هوميلغارد قوله: مشروع القانون يحظر التعامل غير المناسب مع الأشياء ذات الأهمية الدينية الكبيرة في الأماكن العامة.

وقد رفعت كل من الدنمارك والسويد مستوى تهديداتهما الإرهابية وواجهتها انتقادات دبلوماسية حادة من العالم الإسلامي بسبب حرق القرآن مراراً وتكراراً وأحياناً التوراة والكتاب المقدس أمام السفارات الأجنبية.

وقال هوميلغارد: "هذه إهانات لا معنى لها ولا غرض منها سوى خلق الفتنة والكراهية. عندما يحرق الأفراد المصحف، فهذا استهزاء وسلوك بغيض. إنه يضر الدنمارك ومصالحها ويعرِّض أمن الدنماركيين في الخارج للخطر".

متطرفون يتهمون المشروع بالمساس بحرية التعبير

ومن المتوقع وفقاً لـ "فاينانشال تايمز" أن يثير اقتراح العقوبة القصوى لمدة عامين جدلاً عميقاً في الدنمارك، التي تمتلك تقليداً طويلاً من حماية حرية التعبير. وقد واجهت البلاد غضباً من العالم الإسلامي من قبل عندما نشرت صحيفة دنماركية اثني عشر كاريكاتيراً للنبي الكريم محمد في عام 2005، ولكن حينها رفضت الحكومة الخضوع للضغوط وتعديل حماية حرية التعبير.

وجميع الدول المسلمة الـ 57 في منظمة التعاون الإسلامي دعت الدنمارك والسويد إلى اتخاذ إجراءات صارمة لوقف حرق الكتب الدينية، وقد حذر مدافعون عن حرية التعبير الحكومتين من أنه إذا استسلموا الآن، قد يواجهون ضغوطاً أخرى في المستقبل.

وكتب حزب "الميثاق الليبرالي" المعارض على منصة وسائل التواصل الاجتماعي: "تهانينا لتنظيم القاعدة والجماعات المشابهة. يوم حزين للدنماركيين. يوم جيد للمتطرفين".

وقد أكد راسموس بالودان، (شخصية دنماركية متطرفة حرقت المصحف في السويد والدنمارك)، بأنه سيجد طرقاً للتحايل على أي حظر.

السويد متخوفة من تأخير انضمامها إلى الناتو

وتبحث السويد أيضاً في كيفية وقف حرق المصحف خشية أن يؤدي ذلك إلى تأخير انضمامها إلى حلف الناتو بسبب المعارضة التركية المرتبطة بالقضية، وقال رئيس وزراء السويد أولف كريسترسون، إن قوات الأمن قد حالت دون وقوع هجمات إرهابية في الأسابيع الأخيرة وصفها بأنها أسوأ حالة أمنية واجهتها البلاد منذ عقود.

وأضاف هوميلغارد أن الرسومات الساخرة لن تشملها الحظر، وسوف تظل حماية حرية التعبير واسعة، لكنه أضاف أنه سيتعين على المحاكم أن تقرر ماذا يعني "التعامل غير المناسب"، قائلاً إنه قد يشمل "الحرق والتلويث والدوس على الأشياء".

وقال وزير الخارجية لارس لوك راسموسن إنه تم إجراء 170 مظاهرة في الأسابيع الأخيرة، وشملت العديد منها حرق المصحف أمام سفارات الدول الإسلامية.

وأضاف راسموسن: "حرق المصحف يعيق الجهود السياسية لبناء تحالفات، سواء بما يتعلق بحرب أوكرانيا أو غير ذلك. إنه لا يقدم لنا سوى الانقسام في وقت نحن فيه بحاجة إلى الوحدة".

وسبق أن صرحت رئيسة الوزراء الدنماركية، مته فريدريكسن، بداية الشهر الجاري، بأن فرض قيود محتملة على حرق الكتب المقدسة لن يقيد حرية التعبير، وبأن حرق الكتب المقدسة يعرض بلادها للعزلة الدولية. 

وأوضحت فريدريكسن أنها لا تعتقد أن منع حرق كتب الآخرين يعتبر قيداً على حرية التعبير، وذلك بحسب موقع "بوليتيكو" الإخباري.

وفي سياق متصل، أعلنت الحكومة الدنماركية أخيراً عزمها على دراسة سبل قانونية للحد من الاحتجاجات التي يتخللها أحياناً حرق نسخ من الكتب المقدسة، حيث أكدت فريدريكسن أن ذلك لن يسبب مشكلة.

وتعقيباً على الاعتداءات الأخيرة التي استهدفت نسخة من القرآن الكريم في الدنمارك، أبدت فريدريكسن قلقها حيال الخطر الأمني الملموس الذي يمثله ذلك، مشيرة إلى أن هذا الخطر يعرض بلادها للعزلة دولياً.

وأضافت: "هذا يمثل إشكالية بشكل خاص في وقت نبذل فيه كثيراً من الجهود لبناء شراكات وتحالفات".

وشهدت السويد والدنمارك أخيراً حوادث إساءة للمصحف من قبل يمينيين متطرفين أمام سفارات دول إسلامية، مما أثار غضباً رسمياً وشعبياً في الدول العربية والإسلامية.

وفي الشهر الماضي، اعتمدت الأمم المتحدة قراراً يدين جميع أعمال العنف ضد الكتب المقدسة، معتبرة تلك الأعمال انتهاكاً للقانون الدولي.