تخلى رجل لبناني عن طفلته وأعطاها لعنصر في قوى الأمن الداخلي في مدينة صيدا جنوبي البلاد، بسبب الفقر وعدم قدرته على توفير الطعام لها، قبل أن يتراجع باكياً.
وانتشر مقطع مصور لمواطن لبناني على وسائل التواصل الاجتماعي، أظهرته وهو يحمل طفلته الرضيعة ويتوجه بها إلى أحد عناصر قوى الأمن الداخلي اللبناني محاولاً إعطاءه الصغيرة.
وقال الرجل لعنصر الأمن: "خود طعميا، ما بدنا ياها.. خذوها إلى الميتم ما هي مش عم تاكل ومحفضا بالنايلون".
وبقي المواطن يصرخ بسبب عدم تمكنه من توفير حفاضات لها وتوفير الطعام لها، ودخل في نوبة من البكاء والصراخ وهو يسأل: "شو بدها تاكل".
#لبنان_ينهار بعد قيام القوى الأمنية والبلدية بإزالة بسطات الفقراء التي يعتاشون منها في مدينة صيدا جنوب لبنان
— صوت الذين لا صوت لهم (@aboaymankhaledk) February 17, 2022
قام الوالد بتسليم طفلته لقوى الأمن الداخلي لأنه عاجز عن تأمين الحليب لها
* الله ينتقم من كافة المسؤولين الذين سرقوا ودمروا وافلسوا لبنان وأوصلوا الناس للجوع والذل هم أحرار pic.twitter.com/8ot73DudJO
هي نفسها البدلة اللي منعت إحضار #رياض_سلامة بأمر من #العماد_عثمان واتصال لدعم عثمان ورياض من #بهيه_الحريري ب #نجيب_ميقاتي كمان نفس البدلة عملت حملة على اصحاب الدرجات عمال الدلفري في صيدا.
— Ahed Madi عاهد ماضي (@77ahed) February 17, 2022
الفقراء الهدف الاول للسلطة في كل لبنان pic.twitter.com/zWMnmIi3xe
وبحسب القصة التي انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي، فإن الحادثة وقعت في مدينة صيدا بعدما قام عناصر من قوى الأمن بإزالة بسطات لبيع السمك كانت موضوعة على الرصيف، باعتبار أصحابها مخالفين للنظام.
وكانت واحدة من تلك البسطات تعود للرجل الذي ظهر في الفيديو وهو يقدم طفلته لعنصر من قوى الأمن ليقوم بإعالتها، بعد أن حُرم من بسطة السمك التي تعد وسيلة العيش الوحيدة لديه.
يبدو أن الدولة في بلدنا ، قوية على الفقراء و المعدمين فقط ، كإزالة بسطات السمك على كورنيش صيدا ، دون تأمين بدائل ..؟؟ pic.twitter.com/92ByVdE9bS
— Mohammad Ftouni (@MohammadFtouni2) February 17, 2022
ومنذ عامين، يعاني لبنان أزمة اقتصادية طاحنة غير مسبوقة أدت إلى انهيار قياسي في قيمة العملة المحلية مقابل الدولار، فضلاً عن شح في الوقود والأدوية، وانهيار القدرة الشرائية لمواطنيه.
ومطلع حزيران الماضي، وصف البنك الدولي الأزمة في لبنان بأنها "الأكثر حدة وقساوة في العالم"، وصنفها ضمن أصعب ثلاث أزمات سجلت في التاريخ منذ أواسط القرن التاسع عشر.
وفي 24 كانون الثاني الماضي، اتهم البنك الدولي "قيادات النخبة" في لبنان بالتسبب بكساد الاقتصاد في البلاد، مشيراً إلى دورها في تعريض السلم والاستقرار الاجتماعي للخطر.
وقال البنك الدولي في تقريره له، إن إيرادات الحكومة اللبنانية انخفضت إلى النصف تقريباً في 2021، وإنه يقدر أن إجمالي الناتج المحلي الحقيقي هبط 10.5%.