icon
التغطية الحية

لاجئ سوري يقاضي حرس الحدود الكرواتي أمام المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان

2023.12.26 | 12:48 دمشق

آخر تحديث: 26.12.2023 | 14:54 دمشق

سامي البركل
تعتبر قضية اللاجئ السوري سامي البركل "استثنائية" وتتحدى سياسات الصد في كرواتيا
 تلفزيون سوريا - إسطنبول
+A
حجم الخط
-A

ملخص

  • اللاجئ السوري يتهم حرس الحدود بالاعتداء ومنع المهاجرين وإجبارهم على العودة.
  • الشاب التقط صوراً ومقاطع فيديو لانتهاكات حدثت على الحدود مع البوسنة.
  • الدعوى تتعلق بانتهاكات لحقوق الإنسان والصد التي تمارسها كرواتيا.
  • مقطع الفيديو يفضح تعذيب وسوء المعاملة من قبل حرس الحدود الكرواتي.
  • قضية اللاجئ تعتبر "استثنائية" وتتحدى سياسات الصد في كرواتيا.

رفع شاب سوري لاجئ في ألمانيا دعوى ضد حرس الحدود الكرواتي أمام المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان، بتهمة الاعتداء على المهاجرين وممارسة عمليات الصد والإعادة ضدهم، بعد أن استطاع تصوير الانتهاكات التي يتعرض لها طالبو اللجوء على الحدود مع البوسنة.

وكان سامي البركل قد التقط صوراً ومقاطع فيديو بشكل سري لحرس الحدود الكرواتيين في أثناء ضرب رفاقه خلال رحلة الهجرة واجتياز الحدود من البوسنة إلى كرواتيا، وفق ما نقلت صحيفة "الغارديان" البريطانية.

وقال البركل إنه "لا أستطيع أن أنسى تلك التجربة على الحدود"، مضيفاً أنه "صنعت هذا الفيديو لأني أردت أن يفهم الناس ما كان يحدث لنا وكيف يلعبون بحياتنا كما لو أنها لا تساوي شيئاً. ماذا يمكننا أن نفعل لجعله يتوقف؟ لك لدي آمال كبيرة في المحكمة. هل نريد حقاً حدوداً محاطة بالجدران والعنف والصدأ؟ أم أننا نريد إيجاد طريقة أكثر إنسانية؟".

غادر البركل بلدته عين العرب شمالي سوريا في العام 2014 عندما كان عمره 13 عاماً برفقة عائلته التي عادت بعد فترة من الوقت، لكنه لم يتمكن من العودة، حيث وجد عملاً في تركيا في حصاد وتعبئة الخضراوات، وعندما أدرك أنه لا يستطيع الاستمرار على هذا المنوال قرر الانضمام إلى المئات من طالبي اللجوء في رحلة الهجرة واللجوء إلى الاتحاد الأوروبي عبر طريق البلقان.

وذكرت "الغارديان" أن العديد من طالبي اللجوء يتم إيقافهم من قبل حرس الحدود الكرواتي، ويتم تفتيشهم ويتعرض بعضهم للسرقة قبل إعادتهم بعنف إلى البوسنة، حيث تتقطع السبل بالآلاف من طالبي اللجوء في درجات حرارة متجمدة.

وأشارت الصحيفة البريطانية إلى أن "عمليات الإرجاع هذه تمثل انتهاكاً للقانون الدولي، الذي ينص على أنه يجب أن تتاح لطالبي اللجوء فرصة تقديم طلب اللجوء بمجرد وجودهم داخل حدود الدولة".

"الشرطة الكرواتية تعذبهم.. إنهم يكسرون عظام الناس"

وعن رحلة اللجوء والانتهاكات التي تعرض لها المهاجرون على حدود كرواتيا مع البوسنة، قال البركل إن "الوضع كان كارثياً، لم يكن هناك أي دعم على الإطلاق، وانتهى بنا الأمر بالنوم في حقل من الوحل، كان لدي خيمة، لكن كان على الكثيرين أن يفترشوا أكياس القمامة"، مشيراً إلى أنه "اعتمدنا على المتطوعين والسكان المحليين للحصول على الطعام والاستحمام".

وفي تشرين الثاني 2018، قرر البركل محاولة عبور الحدود من البوسنة إلى كرواتيا مع مجموعة أخرى من طالبي اللجوء، ولأنه الأصغر في المجموعة، اقترح الكبار عليه البقاء في حالة إيقافهم من قبل الشرطة الكرواتية، موضحاً أنه سمع صراخاً يتردد صداه في هواء الليل البارد، فقرر الاختباء بين الأشخاص وتصوير ما يحدث.

وفي مقطع الفيديو الذي صوره من هاتفه، يهمس البركل وهو يسمع أصوات الهراوات وهي تضرب طالبي اللجوء "الشرطة الكرواتية تعذبهم. إنهم يكسرون عظام الناس"، فيما يخرج بعد دقائق ثلاثة رجال من الغابة بوجوه مصابة بالكدمات وأفواه وأنوف دامية وأضلاع مكسورة.

وذكر البركل أنه "كنت خائفاً جدًا لأننا كنا نسير في هذا الاتجاه، لكن كان علي أن أصوّر بعضاً منه حتى يفهم الناس ما يجري على الحدود"، موضحاً أنه "في البداية سمعنا الصراخ، ثم ظهر هذا الرجل ووجهه ينزف. ثم لم يكن لدي المزيد من الكلمات. كنت غير قادر على التحدث. كنت أرتجف حرفياً. لقد تركنا الحرب وجئنا إلى هنا بحثاً عن الأمان، ثم يحدث هذا".

ولم تكن هذه هي المرة الأولى التي يُجبر فيها البركل على العودة، حيث أوقفه حرس الحدود الكرواتي مع مجموعة من اللاجئين السوريين في أثناء استراحتهم في مبنى مهجور، قبل الحادثة بنحو شهر.

وقال البركل إن الشرطة "فتشتنا وصادرت ممتلكاتنا ثم اصطحبتنا إلى شاحنة بيضاء وأعادتنا إلى الحدود"، مضيفاً أنه "عندما فُتحت أبواب الشاحنة رأينا مجموعة من ضباط الشرطة المسلحين ينتظرون في الخارج، وأشاروا لنا بالتحرك دون أن يقولوا كلمة واحدة".

"قضية استثنائية"

وعن الدعوى أمام المحكمة الأوروبية، قال المحامي الشريك في "المركز الأوروبي للحقوق الدستورية وحقوق الإنسان"، كارستن جيريك، إنه سيمثّل البركل وسوريان اثنان آخران في قضيتهم أمام المحكمة.

وأوضح المحامي جيريك أن موكليه شرحوا كيف أنهم تعرضوا للطرد الجماعي، ولم يُمنحوا فرصة لشرح وضعهم بشكل فردي، وأجبروا على العودة معاً دون أي تقييم، كما لم تتح للبركل أي فرصة للطعن في إعادته، على الرغم من أنه كان قاصراً.

وأشار إلى أن "قضية البركل تتحدى سياسة الصد التي تتبعها كرواتيا على نطاق أوسع، حيث يتعامل الضباط الكرواتيون بشكل روتيني مع الأشخاص خارج إطار القانون، ولا يسجلون أي سجلات رسمية لوجود اللاجئين والمهاجرين على أراضيهم، ويحتجزونهم بمعزل عن العالم الخارجي، ويعرقلون وصولهم إلى وجهتهم".

ووفقاً لـ "المركز الأوروبي للحقوق الدستورية وحقوق الإنسان"، فإن قضية البركل "استثنائية، حيث شهد العديد من الأشخاص الآخرين مواقف مماثلة، لكن حالات قليلة فقط تصل إلى المحاكم الدولية بسبب العقبات اللوجستية التي تنطوي عليها".

ويتعين على المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان الآن أن تقرر ما إذا كانت كرواتيا انتهكت حقوق سامي البركل بطرده بشكل غير قانوني إلى البوسنة عندما كان قاصراً، كما سيُطلب منها ضمان عدم تكرار مثل هذه الانتهاكات مرة أخرى، وسيتعين عليها وضع خطة عمل وتقديم تقارير عن تنفيذها.

يشار إلى أن السلطات في كرواتيا تنكر بشكل دائم أي علم لها بالعمليات العنيفة وغير القانونية من قبل شرطتها ضد طالبي اللجوء نحو دول الاتحاد الأوروبي، إلا أن موقع "لايتهاوس ريبورتس" كشف في تقرير له أن كبار المسؤولين الكرواتيين كانوا جزءاً من مجموعة سرية على تطبيق "واتساب"، شاركوا هذه الأنشطة وشجعوا على القيام بها.

وسبق أن قضت المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان بأن الشرطة الكرواتية مسؤولة عن وفاة فتاة أفغانية تبلغ من العمر ست سنوات، بعد أن أجبرت عائلتها على العودة إلى صربيا عن طريق عبور خطوط القطارات دون السماح لهم بطلب اللجوء.