icon
التغطية الحية

لاجئة سورية مرشحة للفوز بجائزة التميّز "UAF" في هولندا

2022.11.02 | 16:38 دمشق

لاجئة سورية
اللاجئة السورية في هولندا لبنى عبدو (UAF)
هولندا - أحمد محمود
+A
حجم الخط
-A

رشحت منظمة "UAF" المهتمة بتقديم الدعم للطلاب والمهنيين اللاجئين في هولندا، اللاجئة السورية لبنى عبدو للفوز بجائزة "التمييز" لعام 2022 مع خمسة مرشحين آخرين.

وصلت السورية لبنى عبدو (46 عاماً) الحاصلة على درجة البكالوريوس في الاقتصاد وكانت تُدرّس الرياضيات واللغة الإنجليزية في دمشق، إلى هولندا من خلال "لم شمل" الأسرة مع أطفالها الثلاثة في عام 2017. بحسب موقع "UAF".

ولدى لبنى ولدان يدرسان وابنة تبلغ من العمر 14 عاماً تعاني من إعاقة ذهنية نادرة، وتقول لبنى عنها: "إنها تمنحنا كثيرا من الدفء، إنها حقاً روح منزلنا".

اضطرت العائلة إلى الفرار من سوريا إلى هولندا بسبب الحرب، وبعد وصولها إلى هولندا، بدأت لبنى في تعلم اللغة، وفي غضون تسعة أشهر كانت بالفعل في المستوى "B2" وهو مطلوب لإكمال الدراسة في التعليم العالي، لكن لم يُسمح لها بمواصلة الدراسة في البداية، حيث طلبت منها البلدية قبول عمل أقل من مستواها وهو تقديم القهوة في مركز مجتمعي، لكن لم تكن ترغب في ذلك إلى أن حصلت على إذن للدراسة.

تقول لبنى "لقد شعرت بالارتياح حقاً بعد ذلك، على الرغم من أن شهاداتي صالحة هنا، إلا أنني شعرت بعدم ثقة أصحاب العمل بها، لهذا السبب اعتقدت أنه من المهم الحصول على شهادة هنا مرة أخرى، لإظهار ما يمكنني فعله، لذلك حصلت على شهادة كامبريدج (C1 Advanced) لإثبات أن لغتي الإنجليزية جيدة".

وتدرس لبنى حالياً علم "اللغويات" في جامعة أمستردام مع التركيز على NT2 (الهولندية كلغة ثانية) وتعدد اللغات، ولم يسبق أن أكمل "قادم جديد" درجة الماجستير هذه في جامعة أمستردام.

أول متخصص سوري في NT2!

وتقول لبنى لموقع "UAF"، "قد أكون أول متخصص سوري في NT2، ولولا دعم UAF، لم أكن لأتمكن من الذهاب إلى الجامعة أو شراء الكتب الضرورية وغيرها من المواد التعليمية، كما نصحتني مستشارة مسار التعلم خلال اختيار البرنامج الدراسي، بحيث اختفت شكوكي حول هذا الماستر، أنا أيضاً أحصل دائماً على دعم معنوي منها".

وكانت لبنى قد أجرت فترة تدريب في بلدية أمستردام وكانت تشعر وكأنها في منزلها هناك، وستبدأ قريباً كمستشارة سياسات في فريق سياسة الاندماج واللغة في البلدية نفسها، وهي فخورة جداً بذلك. وفق الموقع الهولندي.

وبالإضافة إلى دراستها التي تأخذ منها 11 ساعة في اليوم، تواصل لبنى رعاية عائلتها حيث تقوم بترتيب أمور أطفالها وزوجها، وتقول: "نظراً لأن العديد من الوافدين الجدد لا يتقنون اللغة بشكل كافٍ، فهم يعتمدون على أطفالهم وبالتالي تحرمهم من حريتهم ومستقبلهم، وأنت تحرم نفسك من الاستقلالية، أطفالي هم حافزي وأريد أن أكون قدوة لهم".

اللغة مفتاح البلد

وتعتبر لبنى أن "اللغة هي المفتاح عندما تنتقل إلى بلد آخر، فكيف يمكنك الاستمرار إذا كنت لا تتحدث اللغة؟ لا يمكنك الاندماج حقاً، لذا لا يمكنك التقدم في المجتمع، ولا يمكنك العمل بمستواك، لذلك يجب أن يكون لدى الجميع رغبة في إتقان اللغة".

وتحلم لبنى بتحسين تعليم "NT2" وجعله أكثر انسجاماً وتطابقاً مع تصور الوافد الجديد. وتستغرب لبنى لماذا يجد الناس صعوبة في اللغة الهولندية أو يعتبرونها ليست جميلة، وتضيف أن "اللغة الهولندية غنية جداً، وهناك كثير من الفروق الدقيقة فيها، وهذا رائع! أعتقد أنه من المؤسف أن يستخدم الهولنديون الكلمات الإنجليزية كثيراً، سأصبح بطل اللغة الهولندية".

وتتحدث لبنى عن اللغة الهولندية بحماس وحب وتقول إن "اللغة الهولندية تعني لي الكثير، فعندما كنت أعيش في سوريا، اعتقدت أنني أعرف من أكون، لكن الآن فقط أعرف من أنا، لقد وقعت في حب اللغة الهولندية، لقد وجدت نفسي من خلال اللغة".

وتقول لبنى إن "العمل والدراسة مهمان للغاية بالنسبة لي، حيث يمنحاني الأمل والاستقلال المالي، وإذا كان بإمكاني أيضاً مساعدة الآخرين في هذا الأمر، مثل متعلمي اللغة الثانية واللاجئين الذين لا يستطيعون حالياً العثور على مكانهم في المجتمع، فهذا يجعل الأمر أفضل".

يشار إلى أن جائزة "التميز" في "UAF" هي جائزة سنوية تنظمها المؤسسة التي تساعد الطلاب من ذوي الخلفية اللاجئة ممن هم فوق سن الثلاثين في التعليم أو إيجاد فرص تدريب أو عمل في هولندا.