icon
التغطية الحية

كيف ينظر كليتشدار أوغلو إلى روسيا والاتحاد الأوروبي في ضوء سياسته الخارجية؟

2023.05.12 | 16:50 دمشق

مرشح تحالف الأمة وزعيم حزب الشعب الجمهوري كمال كليتشدار أوغلو (رويترز)
مرشح تحالف الأمة وزعيم حزب الشعب الجمهوري كمال كليتشدار أوغلو (رويترز)
+A
حجم الخط
-A

تسبب انسحاب المرشح الرئاسي عن حزب البلد، محرم إنجة، بظهور تصريحات من سياسيين استهدفت روسيا، وذلك عبر اتهامها بفبركة مقاطع "جنسية" مصورة تستهدف إنجة، على الرغم من أن إنجة نفسه اتهم جماعة فتح الله غولن بالوقوف وراء المقاطع المنتشرة.

وجاء اتهام روسيا على لسان زعيم حزب الشعب الجمهوري ومرشح تحالف الأمة المعارض، كمال كليتشدار أوغلو، والذي نشر تغريدة، مساء يوم أمس الخميس، على حسابه الشخصي، حيث دعا الروس، واصفاً إياهم بالأصدقاء، إلى رفع أيديهم عن الدولة التركية.

وأكد كليتشدار أوغلو أن حزبه لديه دليل ملموس على مسؤولية روسيا في إطلاق محتوى "ديب فايك" عبر الإنترنت قبل الانتخابات الرئاسية يوم الأحد.

وظهرت روسيا مرات عدة في خطابات المرشح الرئاسي كليتشدار أوغلو في الآونة الأخيرة، إذ إنه وعلى الرغم من توجيه الاتهامات إليهم يوم أمس، أكد على استمراره في تأييد التعاون والصداقة مع روسيا، وهو ما ذكره مراراً في أوقات سابقة.

وصرح كليتشدار أوغلو في مقابلة أجراها مع (DW) التركية، عن نيته تغيير سياسة تركيا الخارجية بنسبة 180 درجة، إذ يسعى للتقرب من الغرب، مع الحفاظ على علاقة وصفها بـ "الطيبة" مع روسيا والرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

وفي تصريح مشابه أدلى به إلى موقع (BBC) الإنجليزية، شدد  كليتشدار أوغلو على أن أولوية تركيا ستكون في العلاقات مع الدول الغربية بدلاً عن الكرملين، إلا أنه وجه انتقادات إلى الرئيس التركي الحالي أردوغان في علاقته مع روسيا.

"روسيا تدعم أردوغان"

وتطرق كليتشدار أوغلو خلال كلمة ألقاها في تجمع انتخابي بولاية أسكي شهير إلى حادثة مقتل جنود أتراك إثر استهدافهم من قبل طائرات النظام السوري في إدلب خلال المعارك التي شاركت فيها قوات من الجيش التركي في شباط 2020.

وعقب هذا الاستهداف، عقد اجتماع ثنائي بين الرئيس التركي رجب طيب أردوغان والرئيس الروسي فلاديمير بوتين في موسكو، والذي وصفه كليتشدار أوغلو بأنه خضوع أمام الرئيس الروسي.

وأوضح كليتشدار أوغلو أن الرئيس الذي سيختاره الشعب في الانتخابات المقبلة "لن يتخذ أي موقف خضوع أمام أي قوة" بحسب تعبيره.

وفي تصريح لافت صباح يوم الجمعة، قال نائب زعيم حزب الشعب الجمهوري، فايق أوزتراك، أن موسكو تدعم حكومة الرئيس التركي أردوغان للنجاح في الانتخابات: "روسيا أجلت ديون الغاز الطبيعي المستحقة على تركيا، هناك دعم روسي كبير للحكومة الحالية"، إلا أن الكرملين نفى هذه الاتهامات في بيان أصدره عقب هذه التصريحات.

وفي الوقت الذي يؤكد الشعب الجمهوري على تورط روسيا في دعم أردوغان في الانتخابات التركية، وإظهار رغبتهم في المحافظة على علاقات طيبة معهم، وتوجههم نحو العودة إلى بناء علاقات مهمة مع الاتحاد الأوروبي، فإن تصريحات كليتشدار أوغلو لا تدعم هذا السياق.

يكرر كليتشدار أوغلو ضمن وعوده الانتخابية على إعادة اللاجئين السوريين، وذلك وفق خطة مؤلفة من أربع مراحل، تستند في أساسها على أموال الاتحاد الأوروبي، إذ يطالب الاتحاد بدفع مبالغ مالية وإقامة مشاريع في الشمال السوري.

ويؤكد كليتشدار أوغلو في وعوده على مساهمة الشركات التركية في إعادة إعمار سوريا بأموال الاتحاد الأوروبي، ودفع السوريين إلى تلك المناطق خلال عامين، ويطلق وعوداً بإلغاء تأشيرة الدخول إلى الاتحاد بعد وصوله إلى سدة الحكم.

تقارب مع الغرب وتهديد بفتح الحدود

وتتضارب هذه الوعود مع وعده بالانسحاب من اتفاقية "الإعادة" الموقعة بين تركيا والاتحاد الأوروبي، والتي دخلت حيز التنفيذ في عام 2016 والقاضية بإعادة المهاجرين الذين يصلون إلى الجزر اليونانية بإعادتهم إلى الأراضي التركية لقاء مبالغ مالية تعهد بها الاتحاد للحكومة التركية لقاء إعادة استقبال المهاجرين مرة أخرى.

وتنص الاتفاقية أيضاً على منح تسهيلات في منح تأشيرات للمواطنين الأتراك لدخول الاتحاد الأوروبي، وهو ما يسعى إليه كليتشدار أوغلو عبر وعوده الانتخابية، إلا أنه يهدد بالانسحاب منها في الوقت نفسه.

وبينما يدعو كليتشدار أوغلو الاتحاد الأوروبي إلى تحمل مسؤولياته تجاه اللاجئين السوريين في تركيا، أطلق تصريحات توعد فيها الاتحاد بفتح الحدود ليصل ملايين السوريين إلى أراضيها في حال امتنع عن دفع الأموال المطلوبة لخطته في إعادة السوريين.

وقال: "يجب على الاتحاد الأوروبي تقديم هذه الأموال. لماذا؟ إذا لم تقدم هذه الأموال، فلن أحتفظ بهؤلاء الناس هنا، سأفتح الأبواب وليذهبوا إلى أي مكان يريدون".

تؤكد التصريحات الأخيرة لتحالف المعارضة التركية على التراجع عن كثير من سياسات أردوغان والعودة إلى المعايير التقليدية للسياسة الخارجية التركية، والتي تتضمن التوجه نحو الغرب والعلاقات القوية مع الاتحاد الأوروبي.