كيف فشل العرب في مساعدة فلسطينيي غزة؟

2023.12.06 | 06:54 دمشق

كيف فشل العرب في مساعدة فلسطيني غزة؟
+A
حجم الخط
-A

اجتمع في الرياض، يوم السبت 11 تشرين الثاني/نوفمبر، في قمة عربية وإسلامية استثنائية قادة الدول العربية والإسلامية بهدف تشكيل جبهة موحدة في إدانة الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، والتي بدأت في 7 تشرين الأول/أكتوبر.

لكن هذه القمة التي أنتجت بيانا يدين الحرب الإسرائيلية على غزة فشلت في صياغة رؤية مشتركة لإنهاء الحرب ورسم أفق قابل للتحقيق يقوم على تصور حل الدولتين.

فالقمة المشتركة غير العادية لجامعة الدول العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي كانت في حد ذاتها غير مسبوقة. لجهة عودة القضية الفلسطينية إلى مركز الاهتمام العربي والإسلامي ولوقف حمام الدم الجاري في غزة بشكل يومي على يد الاحتلال الإسرائيلي.

سلطت نتائج القمة المشتركة لجامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي في العاصمة السعودية الضوء على الانقسامات الإقليمية حول كيفية الرد على الحرب حتى مع تزايد المخاوف من احتمال جر دول أخرى إليها

لقد دان الزعماء العرب والمسلمون الأعمال "الهمجية" التي تقوم بها القوات الإسرائيلية في غزة، لكنهم رفضوا الموافقة على خطوات اقتصادية وسياسية عقابية ضد إسرائيل بسبب حربها ضد حماس. فقد سلطت نتائج القمة المشتركة لجامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي في العاصمة السعودية الضوء على الانقسامات الإقليمية حول كيفية الرد على الحرب حتى مع تزايد المخاوف من احتمال جر دول أخرى إليها.

لقد رفض الإعلان الختامي المزاعم الإسرائيلية بأنها تتصرف "دفاعا عن النفس" وطالب مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة بتبني "قرار حاسم وملزم" لوقف "العدوان" الإسرائيلي. كما دعت إلى وقف مبيعات الأسلحة لإسرائيل ورفضت أي حل سياسي مستقبلي للصراع من شأنه أن يبقي غزة منفصلة عن الضفة الغربية التي تحتلها إسرائيل.

لكن القمة عقدت وفق مبدأ كل شيء أو لا شيء وهو مكمن الفشل في عقد القمة، حيث اعترضت دول عربية مثل الجزائر ولبنان وطالبتا باستخدام سلاح النفط كما حدث في عام 1973، وهو ما رفضته دول خليجية كما طالبت دول أخرى بقطع العلاقات مع إسرائيل فورا وهو ما رفضته دول مثل الإمارات والبحرين اللتين كانتا جزءا مما يسمى اتفاقيات إبراهيم التي طبعت العلاقات مع إسرائيل خلال رئاسة ترامب دون أي فائدة على الفلسطينيين، وإنما كانت اتفاقيات أشبه باتفاقيات عمل اقتصادية للحصول على تمويل ودعم أميركي وتحولت بعدها الإمارات إلى أشبه براعي رسمي لهذه الاتفاقيات التي تروج للتطبيع مع إسرائيل، وتحض دولا أخرى من مثل المغرب والسودان على السير بنفس الخطا.

المشكلة الرئيسية أن العرب اعتادوا أن يعتبروا قممهم بلا قيمة لأنها لا يصدر عنها شيء ذو قيمة، ولذلك يتعامل معها العالم والدول الرئيسية الكبرى على هذا الأساس

لكن القمة فشلت في تقديم خطوات عملية يمكنها أن تساعد الفلسطينيين في غزة اليوم، فقد فشل العرب في تقديم خطوات عملية على الأقل في تخفيف آثار العدوان اليوم بشكل سريع وحاسم من مثل تنسيق المساعدات الطبية والإنسانية فضلا عن آليات سياسية من أجل الضغط على إسرائيل لوقف عدوانها، والضغط على الولايات المتحدة من أجل تغيير موقفها والمطالبة بوقف فوري لإطلاق النار، فضلا عن خطط عملية من أجل مساعدة النازحين الذين يفوق عددهم المليون أجبرتهم إسرائيل على النزوح من بيوتهم في الشمال إلى جنوبي غزة، وفشلوا في رفع قدرة المعابر على إدخال المساعدات بشكل يساعد الفلسطينيين في صمودهم في غزة.

المشكلة الرئيسية أن العرب اعتادوا أن يعتبروا قممهم بلا قيمة لأنها لا يصدر عنها شيء ذو قيمة، ولذلك يتعامل معها العالم والدول الرئيسية الكبرى على هذا الأساس، فقد فشل العرب في التنسيق في مواقفهم مع دول أميركا اللاتينية أو الدول الأوروبية التي دانت الحرب الإسرائيلية العشوائية على الفلسطينيين في غزة. والظهور بموقف عربي ودولي يمكن أن يشكل بديلا للموقف الأميركي – الأوروبي الداعم لإسرائيل بشكل مطلق.

السياسة كما يقال دوما فن الممكن لكنها بالنسبة للعرب لم تكن سوى فن اللاممكن حيث يكتفون بخطابات لا قيمة لها أو معنى على أرض الواقع، ولا تستجيب للرأي العام العربي الذي يطالب بخطوات عملية من أجل مساعدة الفلسطينيين في محنتهم وصمودهم الأسطوري ضد الاحتلال الإسرائيلي.