icon
التغطية الحية

كيف تنظر الأحزاب الكردية في سوريا إلى قرار الانسحاب الأميركي؟

2019.01.04 | 17:01 دمشق

أعضاء أحزاب سياسية يتلون البيان الختامي لاجتماع بحث التهديدات التركية بشن عملية عسكرية على شرق نهر الفرات (إنترنت)
باز بكاري - تلفزيون سوريا
+A
حجم الخط
-A

أحدث القرار الأخير للرئيس الأميركي فيما يخص الوجود الأميركي العسكري في سوريا ضجة كبيرة في المنطقة والعالم، فالقرار من حيث التوقيت وآلية التنفيذ شكل صدمة لحلفاء الولايات المتحدة الأمريكية وحتى لأعضاء في الإدارة الأمريكية في واشنطن، لكن كان وقع القرار الأمريكي بانسحاب كامل وسريع للقوات الأمريكية من سوريا، كبيراً على حلفاء واشنطن في سوريا وهي قوات سوريا الديمقراطية القوة العسكرية التابعة للإدارة الذاتية المعلنة في شمال سوريا.

قرار الانسحاب جاء في وقت صعدت فيه تركيا من لهجتها التهديدية بشن هجوم عسكري واسع يستهدف مناطق سيطرة قسد، بحجة القضاء على وحدات حماية الشعب التي تعتبرها أنقرة امتداداً لحزب العمال الكردستاني المصنف على لائحة الإرهاب التركية.

 

قرار متوقّع

من جهته أوضح عضو المكتب السياسي للحزب  الديمقراطي التقدمي الكردي في سوريا وممثله في إقليم كردستان- العراق علي شمدين أن القرار الأمريكي بالانسحاب من سوريا، لم يكن مفاجئاً بالنسبة لهم وإنما "كان متوقعاً في أيّة لحظة، وذلك بالاستناد إلى منطق الأمور، إذ أن السياسة الأمريكية وكما هو معروف تقودها المصالح وليس المبادئ، ولهذا لايمكن لأمريكا أن تستبدل دولة مثل تركيا بطرف كردي مهما عظم دوره العسكري ومهما قدم لها من خدمات وتضحيات، ثم إن أمريكا لم تخفِ مستوى علاقاتها مع هذه الطرف أبداً، لابل كانت تكرر باستمرار وبشكل واضح وصريح بأن علاقاتها معه لن تلامس الجانب السياسي، وإنما هي محصورة في الجانب العسكري فقط، وتحديداً في قضية محاربة تنظيم الدولة ليس إلاّ".

وتابع  شمدين في حديثه لموقع تلفزيون سوريا بأن "هذه العلاقات ستنتهي بالقضاء على تنظيم الدولة، ولا شك بأنّ التهديدات التركية باجتياح المناطق الكردية في كوباني والجزيرة عجلت من اتخاذ الرئيس ترامب مثل هذا القرار الحساس والخطير، هذه التهديدات التي تزامنت مع بلوغ الحرب ضد منظمة تنظيم الدولة إلى مرحلتها الأخيرة في منطقة هجين التابعة لدير الزور، وهي بقرارها هذا سحبت البساط من تحت أقدام الجميع، ودفعت بالأوضاع في سوريا عموماً وفي المناطق الكردية بشكل خاص من جديد نحو ما تسمى بـ ( الفوضى الخلاقة)، حيث يكون الكرد فيها الخاسر الأكبر مع الأسف الشديد، لأنهم بسبب هذا القرار الأمريكي باتوا أمام خيارين لاثالث لهما: إما المقاومة غير المتكافئة والخاسرة مع تركيا كما شهدناه في تجربة عفرين".

وعن التحركات الدبلوماسية التي قامت بها تيارات الحركة السياسية الكردية في سوريا أوضح شمدين أنه "لاشك بأن هذه التطورات الدراماتيكية الخطيرة تجري في ظل غياب تام للموقف الكردي الموحد، الذي إن توفر لربما كان له دور مؤثر في الحد من هذه المخاطر".

وعلى الصعيد الكردي-الكردي أكد شمدين أنهم في الحزب الديمقراطي التقدمي الكردي في سوريا دقوا جرس الإنذار، مناشدين الأطراف المعنية للإسراع في التلاقي والتحاور حول خطورة التهديدات التي أطلقتها تركيا وجديتها باجتياح المناطق ذات الأغلبية الكردية في سوريا.

 

محاولة ابتزاز جديدة

من جانبه اعتبر القيادي في المجلس الوطني الكردي وعضو المكتب السياسي في حزب المساواة الديمقراطي الكردي في سوريا علي بكاري في تصريح خاص بموقع تلفزيون سوريا أنّ "القرار الأخير للرئيس الأميركي بالانسحاب من سوريا، شكل تخوفاً حقيقياً لدى مختلف التيارات السياسية الكردية في سوريا، خاصة وأن تركيا تلوح بالتوغل العسكري، الأمر الذي يعرض أمن المنطقة برمته للخطر والفوضى في حال تحولت لساحة حرب، خاصة وأن تجربة عفرين الفاشلة ما تزال مستمرة ومأساة أهلها مستمرة حتى الآن"، وفق تعبيره.

ويكمل بكاري قائلاً " لكننا نقرأ القرار أيضاً من زاوية أخرى، بأنها محاولة ابتزاز أمريكية أخرى للدول الخليجية وعلى رأسها السعودية، لتتكفل بتكاليف الوجود الأمريكي في سوريا إضافة لتكاليف إعادة الإعمار، وهذا ما يستدل عليه من خلال إبداء الإدارة الأمريكية شيئاً من الليونة والتراجع غير المعلن عن القرار، بعد أن أعلن ترمب في إحدى تغريداته أن السعودية تكفلت بدفع تكاليف إعادة إعمار سوريا، ومن ثم جاء تصريح ليندزي غراهام بأن ترامب سيراجع القرار مرة أخرى للتأكد من صوابية قراره من عدمها.

و فيما يخص التحركات الدبلوماسية للحركة السياسية الكردية لضمان أمن واستقرار المنطقة ذات الأغلبية الكردية في سوريا أوضح بكاري أن "الحركة الوطنية الكردية والمجلس الوطني الكردي، وحتى التيارات السياسية غير الكردية، بدأت التحرك على صعيدين أولهما داخلي، لحلحلة الأوضاع والأزمات السياسية بين الأطراف الكردية، وعلى صعيد آخر بدأت التحرك للقاء بالدول ذات الشأن لشرح الوضع، ومدى خطورة القرار الأخير من وضع المنطقة أمام مصير مجهول، خاصة وأن تنظيم الدولة لم يتم القضاء عليه بالفعل، وأي فراغ سيتركه الانسحاب الأمريكي من المنطقة سيعطي التنظيم فرصة أخرى للعودة، لكن نؤكد أن التحرك الدبلوماسي الكردي حتى الآن ليس بالمستوى المطلوب خاصة في ظل وجود الخلافات بين الفرقاء الكرد".

 

" لقاءات للاستهلاك الإعلامي"

وعن التحركات السياسية الداخلية، للخروج بموقف مشترك قال بكاري إنه "كانت هناك مبادرة من الحزب الديمقراطي التقدمي الكردي في سوريا لاجتماع التيارات والأحزاب الكردية، ونحن في حزب المساواة الديمقراطي الكردي في سوريا وفي المجلس الوطني الكردي  لم نرفض اللقاء من حيث المبدأ، لكن نقطة الإشكال كانت عدم وجود برنامج عمل فعلي للوصول لتوافق وقرار موحد، ومن وجهة نظرنا إن هكذا لقاءات إن لم تكن مدروسة بما فيه الكفاية، فلن تتعدى كونها لقاءات للاستهلاك الإعلامي، ونحن ناقشنا نقاطاً آنفة الذكر مع الرفاق في "التقدمي" وأوضحنا موقفنا من المبادرة في لقاءات سبقت الموعد الذي حدد للقاء الموسع".

ونبه السياسي الكردي  إلى أن أي عمل عسكري يستهدف المنطقة سيهدد استقرارها، وأكد ضرورة حل الأزمة السورية حلاً سياسياً مع دفع اللجنة الدستورية للانطلاق في عملها لوضع دستور يضمن حقوق كل مكونات البلاد وخاصة حقوق الشعب الكردي وفق العهود والمواثيق الدولية.

رئيس المجلس السرياني الوطني في سوريا بسام سعيد إسحق رد القرار الأميركي لأسباب داخلية تتعلق بسياسات الولايات المتحدة الأمريكية قائلاً "بتقديري جاء قرار الانسحاب لاعتبارات السياسة الداخلية الأمريكية ونحن في المجلس السرياني الوطني تواصلنا مع أصدقائنا في الولايات المتحدة وأوروبا لإيصال صوتنا ومطالبنا و بيان أهمية بقاء القوات الأمريكية حتى القضاء النهائي على تنظيم الدولة وأهمية وضع حد للتهديدات التركية بالدخول إلى الأراضي السورية".