icon
التغطية الحية

كيف تفاعل سكان وصحفيون في دمشق مع حراك مدينة السويداء؟

2022.02.15 | 13:47 دمشق

artboard_3.jpeg
محتجون أمام مقام "عين الزمان" في مدينة السويداء - تلفزيون سوريا
دمشق - جوان القاضي
+A
حجم الخط
-A

يشهد حراك مدينة السويداء جنوبي سوريا تفاعلاً داخلياً وخارجياً منذ نحو أسبوع، وسط دعوات علنية للتظاهر في مختلف المناطق الخاضعة لسيطرة نظام الأسد، من قبل محتجي السويداء على الأرض وناشطين في مواقع التواصل الاجتماعي. 

وبعد نحو عشرة أيام من انطلاق الاحتجاجات على خلفية قرار النظام رفع الدعم عن آلاف العائلات في السويداء وغيرها من المدن السورية، كيف يرى سكان وناشطون وصحفيون في دمشق مظاهرات السويداء، وماذا عن منشورات وسائل التواصل الداعية للتظاهر؟

"تأييد الحراك"

رامي (49 عاماً) وهو اسم مستعار لصحفي مقيم في دمشق قال لموقع تلفزيون سوريا: "ما يحدث في السويداء مهم جداً لناحية إعادة ضبط تجاوزات السلطة الحاكمة ومحاولتها إذلال السوريين وتقسيمهم بين مدعوم وغير مدعوم". وعبَّر عن تأييده للحراك ودعمه لكنه لا يجرؤ على إعلان ذلك خوفاً من اعتقاله.

وأوضح أنَّ النظام عبر إرساله لتعزيزات عسكرية وأمنية للمحافظة يسعى "لحرف مسار التظاهر وتحويله إلى حراك مسلح كي يستطيع التدخل بقوة، لكن ذلك يبقى مرهونا بخصوصية المحافظة وعدم قدرة النظام على استعمال العنف فيها كما فعل في غيرها من المدن السورية".

وشهد حراك السويداء تأييداً واسعاً على مواقع التواصل الاجتماعي إذ عبر معظم الناشطين عن تعاطفهم ودعمهم لأهل السويداء في "مطالبهم المحقة" من خلال منشورات في موقع فيس بوك.

ورفع حراك السويداء شعارات تطالب "بوحدة السوريين وتحقيق حلمهم في دولة مدنية ديمقراطية تحفظ حقوق مواطنيها دون أي تمييز"، و"بدولة يحصل فيها المواطنون على لقمة عيشهم دون إذلال واستغلال، كما طالبوا بتطبيق القرار 2254.

"شيطنة الحراك"

ويرى ناشطون أن النظام يحاول شيطنة هذا الحراك واتهامه القائمين عليه بالعمالة كأي حراك مدني قام به السوريون في كل بقعة من جغرافيا البلاد.

ويقول عامر (35 عاماً) وهو ناشط مدني يعمل في دمشق لموقع تلفزيون سوريا: "لا يمكن لنا إلا أن نتعاطف ونؤيد حراك السويداء لكونه حراكل مطلبيل يعبر عن مطالب ملايين السوريين في مناطق سيطرة النظام".

ويخشى صحفيون في دمشق من إعلان تأييدهم العلني في مواقع التواصل الاجتماعي لحراك السويداء خوفاً من تعرضهم للاعتقال أو الفصل من عملهم في حال كانوا يعملون في وسائل إعلام حكومية أو حتى خاصة.

وهنا عبَّر عامر عن تخوفه من اندفاع كثير من سكان دمشق وناشطي المجتمع المدني لتأييد الحراك عبر منشورات في مواقع التواصل الاجتماعي، خصوصاً في ظل مراقبة النظام وأجهزته لكل كلمة تكتب في موقع فيس بوك وتتعلق بحراك السويداء وبالوضع المعيشي والاقتصادي، مُذكراً بما حدث مع الصحفي كنان وقاف أخيراً. 

كذلك انتشر كثير من الصور التي تدعو للتظاهر على وسائل التواصل، من مختلف المناطق السورية وحتى من داخل مؤسسات النظام، إذ نشرت صفحة عامة على فيس بوك تحمل اسم (الماغيرو) الكثير من الصور التي تحمل عبارات منها "عاشت سوريا حرة أبية"، "يسقط الأسد"، "الثورة مستمرة". 

وعلى الصعيد الشعبي حظي الحراك بتأييد ضمني من معظم سكان دمشق لكونه يعبر عن مطالبهم المعيشية. ويرى مازن (40 عاماً) وهو من سكان مدينة جرمانا بريف دمشق أنَّ "النظام كان يتخوف من امتداد رقعة الاحتجاجات إلى مناطق في دمشق وريفها كمدينة جرمانا وأشرفية صحنايا وعرنة وحضر". 

وأوضح "أنَّ حال مدينة جرمانا مشابه لحالة السويداء، إذ حرم الكثير من سكان جرمانا من الدعم إضافة لسوء الخدمات وانقطاع المياه والكهرباء". 

أما تيسير، وهو رجل في الستين من عمره، فقال لموقع تلفزيون سوريا: "يا أخي لن نعيش حياة كريمة طالما بقي الأسد في السلطة"، مضيفاً أنَّ النظام يتقصد "إصدار قرارات اقتصادية لخنق الشعب وجعله يلهث وراء لقمة عيشه". 

بالمقابل، قرر منظمو الحراك الشعبي في بيان لهم وقف الاحتجاجات ضد تردي الأحوال المعيشية مؤقتا وإعطاء فرصة لحكومة النظام السوري لتنفيذ وعودها، وأصدروا بيانا قالوا فيه إنهم قرروا إعطاء "مهلة لتنفيذ قرارات أهلنا المحقة ضمن دولة القانون والمؤسسات لا دولة الفساد والمفسدين".

وبحسب البيان، فإن هذا الإيقاف لا يعني توقف الحراك الشعبي "فنحن مستمرون، ولكن لن نسمح لأحد بأن يفوت علينا هذه الوقفة لغايات ومقاصد نحن لا نسعى لها. وبعد هذه المهلة يتم التعامل حسب معطيات الواقع".