كيف تحول ترامب إلى "مشكلة" للحزب الجمهوري؟

2023.06.20 | 06:11 دمشق

كيف تحول ترامب إلى "مشكلة" للحزب الجمهوري؟
+A
حجم الخط
-A

تحول الرئيس السابق دونالد ترامب إلى عقبة أمام نجاح الحزب الجمهوري في الوصول إلى البيت الأبيض، فقد خسر ترامب الانتخابات في عام 2020 أمام الرئيس بايدن بأقل بـ 3 ملايين صوت، ومع التهم الجنائية التي يواجهها ترامب في نيويورك وميامي بفلوريدا لا أعتقد أن عاقلا يتوقع أن ترامب سيفوز على بايدن في الانتخابات القادمة عبر إقناع الثلاثة ملايين صوت بالتصويت لترامب مجددا على حساب التصويت لبايدن.

ترامب ذاته يعرف هذه الحقيقة لكنه يعاند نفسه ويريد تحويل الحملة الانتخابية إلى ماكينة مالية لحملته، فهو يحصل على دعم قوي داخل قاعدة الحزب الجمهوري، ومن المؤكد أنه سيحصل على ترشيح الحزب الجمهوري في مقابل كل المرشحين المنافسين من نائب الرئيس السابق بنس إلى حاكم ولاية فلوريدا دي سانتوس إلى نيكي هيلي مندوبة الولايات المتحدة في الأمم المتحدة وغيرهم، حيث بلغ عدد المرشحين للحصول على تأييد الحزب الجمهوري أكثر من عشرة أشخاص وكلما زاد العدد زادت فرصة ترامب في الترشيح وهزيمة أكبر منافسيه وهو حاكم ولاية فلوريدا دي سانتوس الذي يبدو أن ترامب يتفوق عليه الآن بأكثر من 20 نقطة.

يخضع ترامب لمحاكمة جنائية في نيويورك وفي ميامي على انتهاكه للقانون الانتخابي الفيدرالي وانتهاكه للقانون الخاص بالأرشيف، وبذلك يكون أول رئيس أميركي سابق يحاكم بتهم جنائية، بالرغم من أن هناك أكثر من تحقيق بحق ترامب في أكثر من ولاية كجورجيا ونيويورك وواشنطن العاصمة، لكن من الواضح وبسبب الانقسام السياسي الكبير في واشنطن فإن ترامب يستفيد من هذا الانقسام من أجل تعزيز شعبيته داخل الحزب الجمهوري، ويجمع المزيد من التبرعات بحجة استهدافة من قبل اليسار الراديكالي والإعلام اليساري.

لو ثبتت التهم بحق ترامب وهذا سؤال كبير ومشروع فالسؤال الآن كيف سيكون مستقبل مرشح الحزب الجمهوري في الانتخابات الرئاسية القادمة في عام 2024

لكن فيما لو ثبتت التهم بحق ترامب وهذا سؤال كبير ومشروع فالسؤال الآن كيف سيكون مستقبل مرشح الحزب الجمهوري في الانتخابات الرئاسية القادمة في عام 2024 حيث من شبه المؤكد أن يحصل ترامب على ترشيح الحزب بسبب شعبيته الكبيرة داخل قواعد الحزب الجمهوري الشعبية في الولايات الحمراء، لكنه من المستحيل أن يفوز بالانتخابات على المستوى الوطني حيث شعبيته في الحضيض داخل الولايات الزرقاء والأهم أنه لا يملك شعبية ضمن الناخبين المستقلين الذين غالبا ما يحسمون الصراع الانتخابي.

وبالتالي من المؤكد أن ترامب سيحصل على ترشيح الحزب الجمهوري إذا استمرت الأمور وفق ما هي عليه، حيث لا ينص الدستور الأميركي على أي عقبات بشأن تهم جنائية بحق المرشح أو الرئيس وبالتالي سيستمر الرئيس في ترشيحه مهما طالت فقرة التهم الموجهة له أو زادت، إذ يتوقع أن يقدم المدعي العام في جورجيا تهما جديدة بحق ترامب فيما يتعلق بالتدخل في نتائج الانتخابات وأحداث السادس من يناير التي قادت إلى العنف على الكونغرس في ذلك التاريخ، فستزداد لائحة الاتهامات لترامب لكنه إلى الآن ينجح في تحويل هذه الاتهامات إلى حملات مالية للحصول على مزيد من الأموال من ناخبيه ومؤيديه فقد حصل على أكثر من عشرة ملايين دولار بعد توجيه لائحة الاتهام لديه في نيويورك، وبعد لائحة الاتهام في فلوريدا توجه فورا من أجل حملة دعائية في نيوجرسي حصل خلالها على كثير من الدعم المالي وربما ستتوضح الأرقام في الأيام المقبلة.

الخلاصة، أن ترامب يسيطر تماما على الحزب الجمهوري وهو مرشحه الوحيد بالرغم من كل ما حصل وسيحصل، لكنه سيخسر أي انتخابات عامة ممكن أن تجري، وهو ما سيكلف الحزب الجمهوري خسارة البيت الأبيض مجدداً حيث سيخسر مرشح الحزب الجمهوري ترامب أمام المرشح الديمقراطي جو بايدن بالرغم من تحفظات كثير من الديمقراطيين على سن وعمر المرشح بايدن الذي سيصبح 86 إذا ما أنهى الولاية الثانية كاملة في البيت الأبيض.

القيادات التقليدية داخل الحزب الجمهوري لا تستطيع أن تفعل شيئا لتغير من هذه الحقيقة، إلا إذا نجحت في دعم سانتوس بشكل كبير وتمكن من اللحاق بترامب وربما التغلب عليه

تحول ترامب إلى عقبة أمام الحزب الجمهوري للوصول إلى البيت الأبيض وسيكون السبب أمام خسارة الجمهوريين ربما في أي انتخابات عامة تتعلق بالكونغرس، هذه هي الحقيقة وللأسف فإن القيادات التقليدية داخل الحزب الجمهوري لا تستطيع أن تفعل شيئا لتغير من هذه الحقيقة، إلا إذا نجحت في دعم سانتوس بشكل كبير وتمكن من اللحاق بترامب وربما التغلب عليه في استطلاعات الرأي وإن كان ذلك يبدو مستبعداً تماما في ظل فارق الأصوات الكبير بينه وبين المرشح ترامب.

طبعا هذا له تداعيات على مستقبل الحزب الجمهوري على المستوى البعيد وربما لن يتمكن من الفوز مجددا بالبيت الأبيض ما دام ترامب يمسك بخناق الحزب.