icon
التغطية الحية

كيف اختبأ زعيم "داعش" مع أسرته في شمال غربي سوريا؟

2022.02.05 | 09:06 دمشق

2022-02-04t133736z_1694699645_rc2ycs90wv8r_rtrmadp_3_syria-security-operation-hideout.jpg
أشارت الجارة أمينة إلى أنها بعد عملية الإنزال ومقتل القرشي صدمت كيف لم تلحظ ندرة ظهور العائلة - رويترز
إسطنبول - وكالات
+A
حجم الخط
-A

قالت وكالة "رويترز" إن زعيم "تنظيم الدولةأبو إبراهيم الهاشمي القرشي، كان مختبئاً مع أسرته في بلدة أطمة شمال غربي سوريا، على مرأى من الجميع وفي مكان مكتظ بالنازحين من دون أن يثير انتباه أحد، وذلك بمساعدة رجل نازح من حلب.

وفي تقرير لها، أوضحت الوكالة أن القرشي كان يدفع إيجار المنزل الذي يسكن فيه بشكل منتظم في وقته المحدد، في حين فرضت أسرته طوقاً من العزلة على نفسها في المكان الذي لا يتطفل فيه الجيران على ماضي بعضهم بعضاً.

وحتى ما قبل مقتله، اعتقد جيران الأسرة أن القرشي كان تاجراً نازحاً من مدينة حلب، جاء مع عائلته إلى مدينة أطمة طلباً للأمان النسبي بعيداً عن خطوط الصراع الأمامية.

ونشر موقع تلفزيون سوريا صباح عملية الإنزال تقريراً حصرياً عن العائلات الثلاثة التي كانت تقطن في المنزل المؤلف من 3 طوابق.

وحينها قال مالك المنزل، إن امرأة أرملة وابنتها تقطنان في الطابق الثاني العلوي، أما في الطابق الأول يسكن شقيق المرأة الأرملة وزوجته وأبناؤه الثلاثة. 

وفي القبو كانت تسكن عائلة ليس لها ارتباط مع من يقطنون فوقها، ولم يصب أي من أفرادها بأذى في عملية مقتل القرشي.

لكن أحد الجيران أوضح لموقع تلفزيون سوريا بأن الطابق العلوي تسكنه امرأة روسية أو شيشانية وتتحدث العربية وتعيش بلا زوج بينما في الطابق الذي تحتها تعيش أسرة حلبية وأن رب الأسرة الحلبية كان موكلاً بكلا المنزلين، فيؤمن لهما لوازمهما واحتياجاتهما اليومية، وربما يكون فعلاً مرافقاً للشخصية المستهدفة سواء كانت المرأة الأجنبية أو أحد غيرها يعيش في المنزل ولا يعلم الجيران بوجوده.

والرجل الحلبي اسمه مصطفى شيخ موسى، ووقع عقد آجار المنزل منذ 11 شهراً بقيمة 130 دولاراً أميركياً في الشهر.

وأكد الجيران أنهم لم يلحظوا ما يثير الريبة في الرجل أو زوجته أو أطفاله الـ 3، ويمتلك شاحنة هونداي يعمل عليها بأعمال مختلفة كنقل البضائع وغيرها.

وقالت وكالة رويترز في تقريرها إنه في المبنى الذي كانت تسكنه العائلة، لم يكن هناك شيء لافت للانتباه، حيث يقع البناء المكون من ثلاثة طوابق على أطراف المدينة، استأجر القرشي الطابق الأول فيه قبل عام، قبل أن يستأجر الطابق العلوي أيضاً.

ونقلت "رويترز" عن سيدة كانت تعيش في الطابق الأرضي من البناء، قولها إنها تعرف جيرانها على أنهم عائلة أبو أحمد، مشيرة إلى أن "الأطفال كانوا يتصرفون بشكل جيد عموماً، وغالباً ما كانوا يبتعدون عن الأنظار، وفي بعض الأحيان يرافقون والدتهم إلى المتاجر".

وأضافت السيدة، التي قالت إن اسمها أمينة، أن "العائلة بقيت في حالها، أحياناً يلعب أطفالنا مع أطفالهم، لكن لم يحدث أي تواصل معهم على الإطلاق"، مشيرة إلى أنها تلقت في إحدى المرات دعوة لتناول الشاي من قبل أم أحمد، إحدى زوجات القرشي، التي قالت لأمينة إن زوجها تاجر من حلب، وفر من المدينة خلال الحرب فيها.

وأشارت أمينة إلى أنها بعد عملية الإنزال ومقتل القرشي، صدمت كيف لم تلحظ ندرة ظهور العائلة.

من جانبه، قال ابن صاحب المنزل إن مبلغ الإيجار لكل شقة كان 160 دولاراً في الشهر، مشيراً إلى أن والده أوكل إليه مهمة تحصيل الإيجار، ومساعدة العائلة إذا كانت تشكو من أي مشكلات في المياه أو الكهرباء أو الإنترنت.

أحمد السلوم، وهو نجار يعيش بالقرب من المنزل، قال إنه غالباً ما كان يرى امرأة تعلق الغسيل من شرفة في الطابق الثاني، مضيفا أن "العائلة لم تثر أي شك على الإطلاق".

الاختباء بالقرب من العدو

وفي منطقة يقطنها عشرات الآلاف من النازحين من مختلف أرجاء البلاد، لم يكن من اللافت للانتباه أن الأسرة ليست من بلدة أطمة.

توضح السيدة أمينة أنه "اعتقدنا أن الأسرة مرت بالكثير قبل نزوحها إلى هنا، لكن كما تعلم، كل شخص هنا يعاني من مأساة، ونادراً ما يتحدث الناس عما حدث لهم خلال السنوات الماضية، ويفضل الجميع الاحتفاظ بذلك لأنفسهم".

كسلفه، أبو بكر البغدادي الذي قتل أيضاً خلال غارة شنتها قوات كوماندوس أميركية في إدلب، كان القرشي يختبئ بالقرب من نقطة تفتيش تابعة لـ "هيئة تحرير الشام"، التي تسيطر على معظم مناطق إدلب، وهي إحدى خصوم "تنظيم الدولة".

كما أن موقع سكن القرشي لم يكن بعيداً عن حاجز تفتيش ونقطة مراقبة تتبع للقوات التركية في منطقة عفرين شمال غربي سوريا، وعلى الرغم من ذلك كان ذلك المخبأ مكاناً جيداً نسبياً للقرشي، الذي كان يسعى لإحياء "تنظيم الدولة".

يقول سوريون قاطنون في أطمة إنه "من السهل على الغرباء المرور في المنطقة من دون أن يلاحظهم أحد، فبالإضافة إلى النازحين داخلياً، تستضيف المنطقة أيضاً مهاجرين أجانب قدموا إلى البلاد في أثناء الحرب كمقاتلين أو متطوعين مدنيين".

وعقب عملية الإنزال، قال "الدفاع المدني السوري" إن 13 شخصاً قتلوا، بينهم أربع نساء وستة أطفال، في حين قال الجيران إنه تم إنقاذ أربعة أطفال بعد الهجوم، بينهم فتاة تبلغ من العمر 12 عاماً وصبيان يبلغان من العمر 7 و4 سنوات وطفل رضيع، من دون أن يتضح ما إذا كانوا على صلة بالقرشي.