icon
التغطية الحية

كيف أرشد برنامج القذافي النووي إسرائيل إلى مفاعل الكبر السوري؟

2022.10.10 | 19:05 دمشق

صورة بالأقمار الصناعية لمنشأة يعتقد أنها المفاعل النووي السوري بدير الزور الذي دمرته إسرائيل عام 2007 (الأوروبية)
صورة بالأقمار الصناعية لمنشأة يعتقد أنها المفاعل النووي السوري بدير الزور الذي دمرته إسرائيل عام 2007 (الأوروبية)
إسطنبول - متابعات
+A
حجم الخط
-A

كشفت إسرائيل، اليوم الإثنين، معلومات جديدة تؤكد أن مخابراتها اكتشفت بالمصادفة نية سوريا بناء مفاعل نووي، يساهم في إنشائه خبراء كوريون شماليون في دير الزور، وأنها كانت متخوفة من شن رئيس النظام السوري حرباً ضد إسرائيل بعد تدمير المفاعل.

ونقلت صحيفة "تايمز أوف إسرائيل" العبرية عن الرئيس السابق للموساد أمنون صفرين قوله إن "البريطانيين والأميركيين تمكنوا في كانون الأول 2003 من إقناع الرئيس الليبي الراحل معمر القذافي بالتخلي عن خططه للأسلحة النووية مقابل رفع العقوبات، أو مهاجمة المنشآت في حال الرفض".

وأضاف أن معلومات استخباراتية حصلت عليها أميركا وبريطانيا تؤكد أن الشخص الذي كان يقف وراء المشروع في ليبيا هو عالم الفيزياء الباكستاني عبد القادر خان​، فبدأت إسرائيل في هذه اللحظة بتتبع خان لمعرفة الدول التي زارها في المنطقة، ليتبين أنه زار كلاً من مصر والسعودية وسوريا.

 

عبد القادر خان، العالم النووي الباكستاني الشهير، المعروف بـ "أبو القنبلة الباكستانية" (EPA)
عبد القادر خان، العالم النووي الباكستاني الشهير، المعروف بـ "أبو القنبلة الباكستانية" (EPA)

بدء مراقبة نشاط سوريا النووي

وأشار إلى أن المخابرات الإسرائيلية استبعدت على الفور السعودية ومصر، وتم تكليف باحثين اثنين ليعودا بعد شهر ونصف من العمل باستنتاج جلي يفيد بأن سوريا لديها برنامج نووي، لكنهما لم يتمكنا تحديده بالتفصيل.

وأكد صفرين أن الاستنتاج كان حاسما: هناك نشاط يعني أن (السوريين) يشيدون قدرات نووية، ليصدر الموساد في شباط 2004، أول تحذير حول احتمال وجود مشروع نووي في سوريا، متورط فيه العالم الباكستاني عبد القادر خان، إلا أنها اكتشفت أخيراً أنها مخطئة، حيث توصل الإسرائيليون في ذلك الوقت إلى أن الافتراض الرئيس المتوفر لديهم يتعلق بأجهزة الطرد المركزي في حين أن "الاتجاه الصحيح هو في الواقع مفاعل بلوتونيوم".

وأشار إلى أن الموساد قام بجهود استخباراتية حتى بدؤوا في تكوين فكرة حول وجود عدة أماكن بها نشاط مشبوه إلا أنه لم تتمكن إسرائيل من تحديد ما الموجود في كل مكان، إلا أنها كانت متأكدة من وجود نشاط نووي".

وأكد أنه أبلغ رئيس الوزراء حينها إيهود أولمرت بأن سوريا على وشك أن تصبح دولة ذات قدرة نووية في غضون أسابيع قليلة.

وتابع: "كانت الاستخبارات العسكرية والموساد تعملان بعمق في عملية استخبارات عالمية لفهم نوايا رئيس النظام السوري بشار الأسد، حيث تضاعفت اجتماعات المؤسستين لمناقشة الوضع وتزايدت".

وأضاف أن التخصيب في مفاعل البلوتونيوم يتم عن طريق انشطار قضبان معدنية يتم إدخالها في قلب المفاعل، ويلزم لهذا الغرض، بناء مفاعل بغطاء من الرصاص والخرسانة حوله لمنع التسرب، وعلى عكس أجهزة الطرد المركزي لتخصيب اليورانيوم التي يمكن نشرها في أي مكان، يُبنى مفاعل البلوتونيوم بالقرب من مصدر للمياه للسماح بتبريده المستمر.

كوريا الشمالية تساعد الأسد في بناء المفاعل النووي

وأضاف: "تم القيام بكل شيء بعيداً عن أعين المخابرات الإسرائيلية أو الأميركية، حيث كوريا الشمالية وتحت ستار المساعدة في صناعة الصواريخ تمكنت من خداع الغرب مرة أخرى. كان المفاعل السوري نسخة طبق الأصل من المفاعل النووي في كوريا الشمالية.

وأشار إلى أن الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية توصلت إلى أن المفاعل النووي السوري لا يتفق مع النموذج الباكستاني بل الكوري الشمالي.

وتابع: "أن إسرائيل وبعد رصدت في تلك المرحلة نشاطا للكوريين الشماليين في سوريا، دخلت في سباق مع الزمن خشية أن تكون شحنة البلوتونيوم موجودة بالفعل في سوريا وأن المفاعل سيتم تشغيله. إذا كان الأمر كذلك، فإن أي هجوم عليه سيعني انفجاراً نووياً لا يمكن السيطرة عليه.

 

أجهزة طرد مركزي لتخصيب اليورانيوم (ويكيميديا)
أجهزة طرد مركزي لتخصيب اليورانيوم (ويكيميديا)

 

وأكد أن رئيس الوزراء أولمرت ناشد الجانب الأميركي لمهاجمة الموقع، إلا أن الرئيس الأميركي السابق جورج بوش الابن رفض، لينهي أولمرت الحديث بجملة تقول (إسرائيل ستفعل ما يجب عليها أن تفعله)".

 

التخوف من شن الأسد لحرباً ضد إسرائيل

وأضاف أن إسرائيل بدأت بالتحضير لتدمير المفاعل النووي السوري في دير الزور وهل ستتم بالطائرات أم بالسفن؟، وسط افتراض شبه أكيد أن الأسد بعد قصف المفاعل، سيبدأ حربا ضد إسرائيل.

وأشار إلى أنه كان يدور الحديث حول ذخائر خاصة استجلبت من الولايات المتحدة لاستعمالها في قصف المفاعل النووي السوري، وقد نقلتها سفينة أميركية رست في جزيرة كريت بدلا عن ميناء أشدود بسبب حجمها الضخم، وأنه وعلى مدار ثلاثة أيام قامت السفن الإسرائيلية بتحميل الشحنة في الجزيرة ونقلها إلى إسرائيل دون أن يلاحظ أحد النشاط الإسرائيلي المكثف في البحر الأبيض المتوسط.

وأضاف أنه وفي عملية سماها الإسرائيليون"خارج الصندوق"، قصف الجيش الإسرائيلي في 6 أيلول 2007 المفاعل السوري ودمره بالكامل، وأكد أن المشروع النووي السوري لم يبدأ مع بشار الأسد بل مع والده حافظ الأسد، وربما كان ذلك في منتصف الثمانينيات، وأن التفكير والتخطيط كان للأب حافظ.