icon
التغطية الحية

كمائن الموت.. معارك حي الشجاعية تكلف الجيش الإسرائيلي خسائر فادحة

2023.12.14 | 07:46 دمشق

جنود إسرائيليون يجلون قتلى وجرحى للجيش الإسرائيلي خلال معارك في قطاع غزة (الإنترنت)
جنود إسرائيليون يجلون قتلى وجرحى للجيش الإسرائيلي خلال معارك في قطاع غزة (الإنترنت)
 تلفزيون سوريا ـ خالد خليل
+A
حجم الخط
-A

ملخص:

  • صحيفة "يديعوت أحرونوت" تنقل تصريحات مصادر في الجيش الإسرائيلي تؤكد على دموية المعارك وصعوبة تدمير كتيبة الشجاعية بالقصف الجوي.
  • خبير إسرائيلي يشير إلى فشل التوغل البري في حي الشجاعية ذي الكثافة بالأبنية واستخدام حماس للأفخاخ والتكتيك الدفاعي.
  • حركة حماس تعلن عن تكبيد الجيش الإسرائيلي خسائر فادحة وتؤكد استمرار المقاومة.
  • حصيلة الخسائر خلال 24 ساعة في حي الشجاعية تشمل مقتل 10 عسكريين، منهم ستة ضباط وإصابة نحو 21 آخرين.
  • خبير إسرائيلي يؤكد إحكام مقاتلي حماس السيطرة على حي الشجاعية وتحضيرهم لمواجهة التقدم الإسرائيلي.
  • الجيش الإسرائيلي يُعلن عن ارتفاع إجمالي الخسائر إلى 444 قتيلاً و1704 جرحى منذ بداية الحرب.

نقلت صحيفة "يديعوت أحرونوت" عن مصادر في الجيش الإسرائيلي أن المعارك في حي الشجاعية دامية جدا، ومن المستحيل تدمير كتيبة الشجاعية التابعة لحركة حماس بقصف من الجو.

ومنذ فجر أمس الأربعاء، توالت بيانات الجيش الإسرائيلي معلنة عن حصيلة خسائره خلال الـ 24 ساعة الماضية في حي الشجاعية شمالي قطاع غزة، والتي بلغت 10 عسكريين من بينهم ستة ضباط وإصابة نحو 21.

وقال محلل الشؤون الأمنية البارز في صحيفة "يديعوت أحرونوت"، رون بن يشاي، لا يزال مقاتلو حماس في حي الشجاعية يسيطرون على الأرض، مع اقتراب إسرائيل من السيطرة الكاملة على شمالي قطاع غزة.

وأضاف بن يشاي، المعروف بصلاته الوثيقة بالمؤسسة الأمنية والعسكرية في إسرائيل، أن حي الشجاعية محاصر ومليء بالأفخاخ المتفجرة والعبوات الناسفة، والتي تسبب العديد منها في خسائر فادحة في صفوف القوات الإسرائيلية.

خسائر فادحة للجيش الإسرائيلي في الشجاعية

يؤكد بن يشاي في تقرير نشره اليوم الأربعاء عن إحكام مقاتلي حماس على الحي واستعداداتهم لمواجهة القوات الإسرائيلية المتوغلة عبر نصب الكمائن التي أودت بحياة 10 عسكريين إسرائيليين بينهم ستة ضباط وهي أعلى حصيلة يومية يعلن عنها الاحتلال بعد السابع من تشرين الأول/أكتوبر الماضي.

وبالفعل، نشرت معظم وسائل الإعلام الإسرائيلية من بينها "يديعوت أحرونوت" خبراً، يوم أمس الأربعاء، بدأته بعبارة "سُمح بالنشر"، في إشارة إلى الموافقة الأمنية على إعلان حجم الخسائر في صفوف الجيش، مفاده مقتل 8 عسكريين، شمالي القطاع، بينهم خمسة ضباط معظمهم قادة في "لواء جولاني".

وبعد ساعات أعلن الإعلام الإسرائيلي مقتل عسكريين اثنين أحدهم ضابط، وفي بيان ثالث أُعلن عن إصابة 21 عسكرياً أيضاً في الشجاعية.

يديعوت أحرونوت
صور 9 ضباط وجنود من أصل 10 أعلن الجيش الإسرائيلي مقتلهم يوم الأربعاء 13 كانون الأول/ديسمبر 2023 في حي الشجاعية شمالي قطاع غزة (يديعوت أحرونوت)

 

في المقابل، أصدرت حركة حماس، عبر معرفاتها على تطبيق "تليغرام"، بيانات تؤكد تكبيد الجيش الإسرائيلي خسائر فادحة، وقالت إن "إعلان جيش الاحتلال مقتل 10 أغلبهم ضباط يؤكد حجم خسارة وفشل قادة الكيان وجيشه في مواجهة بأس المقاومة الفلسطينية".

وأضاف بيان حماس، نقول للصهاينة إن قيادتكم الفاشلة لا تلقي أي اعتبار لحياة جنودكم ولا خيار لكم سوى الانسحاب من غزة، وأن مجاهدي كتائب القسام يوفون بوعدهم بجعل غزة مقبرة للغزاة.

كمائن الموت

يوضح الخبير الإسرائيلي رون بن يشاي أن حي الشجاعية في غزة ربما يكون المعقل الأخير للربع الشمالي لحماس، وليس من المستغرب أنهم (مقاتلو حماس) أعدوا العدة واتخذوا كل الخطوات للحفاظ على بعض مظاهر السيطرة بينما كانت فصائل الجيش الإسرائيلي تحتشد بالقوات والدبابات وناقلات الجنود المدرعة والمدفعية.

ويقول بن يشاي، إن مقاتلي حماس فخخوا المباني التي كانوا يتحصنون فيها، على أمل إغراء أكبر عدد من جنود جيش الإسرائيلي بالموت، وهو ما فعلوه. حيث قُتل ما لا يقل عن 9 ضباط من جولاني والوحدة 669، في أثناء محاولتهم الوصول إلى موقع كان من الممكن أن يشتبكوا منه بشكل مباشر مع حماس.

ويتابع بن يشاي قوله، نظراً لكون المنطقة كثيفة البناء، ومترامية الأطراف مع مجموعة ضيقة من المباني والأزقة الضيقة بشكل غير مريح، كان من المستحيل تقريباً إدخال جرافة في هذه الأجزاء الخانقة من الحيز الجغرافي.

بحسب الخبير الإسرائيلي، فإن فشل إدخال جرافات لتمهيد الطريق حرم الجيش الإسرائيلي من تظهير خطوط الرؤية، الأمر الذي كان من الممكن أن يسمح بمزيد من التقدم وزيادة التخطيط والسيطرة ويمنع إسرائيل من خسارة تسعة من "خيرة محاربيها" على حد وصف بن يشاي.

كما أن خيار إمطار المنطقة بالقصف الجوي والتغطية النارية لم يكن ليخدم أي غرض يذكر، حيث إن حماس على دراية جيدة بهذا النوع من التهديد، حيث يستفيد مقاتلوها من الأنفاق للمناورة والاحتماء تحت الأرض قبل أن تسقط القنابل والعودة إلى سطح الأرض بعد انتهاء القصف، وفقاً لتقديرات بن يشاي.

ويذهب الخبير الإسرائيلي إلى توضيح الفشل العسكري الإسرائيلي في حي الشجاعية وخاصة التوغل البري في الأحياء ذات الكثافة بالأبنية.

ويقول بن يشاي، داخل دهاليز حي الشجاعية، يُنصح المرء بعدم دخول أي مبنى من المدخل الأمامي، حتى وإن تم اتباع تكتيك "تخفيف" المقاومة داخل المبنى من خلال السماح لدبابة بتفجير المدخل المذكور، مما قد يؤدي إلى مقتل أي مقاتلين ينتظرون نصب كمين للجنود الإسرائيليين بمجرد وصولهم.

ويضيف، ولكن إدخال دبابة في وضع يسمح لها بإطلاق النار على المبنى في المقام الأول هو اقتراح صعب، والإصرار على القيام بذلك قد يؤدي إلى إبطاء الأمور بشدة، مما يمنح مقاتلي حماس مزيدا من الوقت لنصب مزيد من الفخاخ.

ويشير بن يشاي إلى جحم الضغوط السياسية والدولية في تأخر تحقيق أي إنجاز عسكري خلال الحرب التي امتدت إلى أكثر من شهرين.

ويقول، أمام هذا المأزق يجب ألاّ ننسى بأن إدارة بايدن بدأت تفقد صبرها ببطء، ولكن بثبات تجاه التوغل البري الإسرائيلي، ولم يكن لدى بقية العالم هذا القدر من الصبر في البداية. وسواء تم توضيح ذلك أم لا، فإن القادة على الأرض يشعرون بالضغط.

كما أشار الخبير الإسرائيلي إلى سيناريو مماثل تعرضت له القوات الإسرائيلية قبل، يومين، في خانيونس وسط القطاع، أسفر عن مقتل خمسة من ضباط وجنود الاحتياط في الجيش الإسرائيلي في القتال بسبب عبوة ناسفة في إحدى المدارس.

ويقول بن يشاي، يتم نصب هذا النوع من الأفخاخ بالآلاف في جميع أنحاء الشجاعية، ولم تتوصل القيادة العليا في الجيش الإسرائيلي بعد إلى مسار أكثر فائدة لتأمين الدخول إلى هذه المباني بدلاً من إطلاق الأفخاخ بأمان ومن ثم السير فوق الأنقاض.

خسائر الجيش الإسرائيلي بالأرقام

مع إعلان الجيش الإسرائيلي مقتل 10 عسكريين اليوم الأربعاء، يرتفع عدد قتلاه إلى 444 ضابطا وجنديا منذ بدء الحرب في 7 أكتوبر الماضي، وفق بيانات رسمية.

ولفت الجيش الإسرائيلي إلى أن من بينهم 115 ضابطا وجنديا قتلوا منذ بدء التوغل البري في غزة يوم 27 تشرين الأول/أكتوبر الماضي.

في حين، ارتفع عدد الضباط والجنود الجرحى منذ 7 أكتوبر الماضي إلى 1704، بينهم 267 بجروح خطيرة و481 متوسطة و956 طفيفة.

ويجدر التنويه إلى أن الجيش الإسرائيلي يحصي من يتم السماح بنشر أسمائهم فيما يتعلق بالقتلى من الجنود والضباط، أي أن هذه حصيلة الأرقام المعلنة والمصرح بنشرها.

يذكر أنه في 7 تشرين الأول/أكتوبر الماضي، وردا على "اعتداءات إسرائيلية يومية بحق الشعب الفلسطيني ومقدساته"، شنت حركة "حماس" هجوم "طوفان الأقصى" ضد مستوطنات وقواعد عسكرية إسرائيلية بمحيط غزة.

ومنذ ذلك اليوم، يشن الجيش الإسرائيلي حربا مدمرة على غزة خلّفت أكثر من 18 ألف قتيلاً وأكثر من 50 ألف مصاب، معظمهم أطفال ونساء، ودمارا هائلا في البنية التحتية و"كارثة إنسانية غير مسبوقة"، بحسب مصادر رسمية فلسطينية.