icon
التغطية الحية

كلية الموسيقى بجامعة أيوا الأميركية تقيم حفلاً خيرياً لضحايا زلزال سوريا وتركيا

2023.02.27 | 14:56 دمشق

بهري كاراجاي (إلى اليسار) وفولكان أورهون (إلى اليمين) وهما يعزفان في الحفلة الموسيقية
بهري كاراجاي (إلى اليسار) وفولكان أورهون (إلى اليمين) وهما يعزفان في الحفلة الموسيقية
The Daily Iowan- ترجمة: ربى خدام الجامع
+A
حجم الخط
-A

في الوقت الذي عكست فيه أشعة الشمس ألوان الزجاج المعشق للنوافذ المقامة على جدران الكنيسة، كان الأساتذة في كلية الموسيقى بجامعة أيوا يقدمون برفقة موسيقيين آخرين وصلات تثير المشاعر والعواطف، وذلك في حفل خيري أقيم من أجل التبرع للمتضررين بزلزال تركيا وسوريا.

تطرق العزف الموسيقي خلال هذا الحفل الذي أقيم عصر يوم السبت لمواضيع تتصل بالدمار والأمل في ظل الأحداث الراهنة، إذ مع وصولنا ليوم 24 شباط الجاري، بلغ عدد الحضايا بسبب الزلزال في تركيا وسوريا نحوَ 50 ألفاً.

قام الأستاذ فولكان أورهون من كلية الموسيقى بجامعة أيوا بتنظيم هذا الحفل الموسيقي، كما أطلق أورهون حملة للتبرع عبر الشابكة جمع من خلالها أموالاً لصالح منظمة أطباء بلا حدود.

يعزف أورهون ويدرس الآلات النفخية، وقد حاز العديد من الجوائز وعزف برفقة موسيقيين بارزين وفرق مشهورة مثل فرقة Emerson String Quartet.

وعن ذلك الحفل يقول: "لم تكن حماستي كبيرة، إلا أني فكرت بأن علينا أن نفعل شيئاً عاجلاً غير آجل لأن الكارثة ماتزال حية في عقول الناس".

خطط أورهون للسفر إلى تركيا في أواخر شهر آذار ليقدم عزفه هناك، لكنه رغب بتقديم شيء في مدينة أيوا قبل سفره، ومع استئثار تلك المأساة باهتمام عامة الناس في مختلف أنحاء أميركا، قرر أورهان نشر الوعي بالزلازل بين أهالي مدينة أيوا مع منحهم فرصة المشاركة والمساعدة إن أمكنهم ذلك، وعن ذلك يقول: "إن ذلك لن يعيد أرواح من ماتوا، إلا أننا سنساعد إلى حد ما بلم شتات أسرهم أو بيوتهم أو المدن التي عاشوا فيها مع العمل على عودتها إلى وضعها الطبيعي، وكل ما يحمله ذلك من معان".

أعرب أورهون عن استعداده لتقديم كل ما بوسعه، وقد شاركه في مشاعره الطيبة تلك غيره من العازفين الذين ذكروا بأن الموسيقى هي الشيء الذي بوسعهم تقديمه للجمع بين الناس على كلمة واحدة أو هدف واحد.

وأغلب هؤلاء العازفين يعملون لدى كلية الموسيقى بجامعة أيوا، مثل الأستاذ نيكول إيسبوزيتو وبينجامين كويللو وكورتني ميلر، حيث يعزف إيسبوزيتو على الفلوت وكويللو على آلة الباسون النفخية، وميلر على المزمار، وجميعهم دعاهم أورهون للعزف معاً.

بمجرد أن فتحت أبواب الكنيسة، امتلأت مقاعدها بالحضور فيما بقي آخرون يبحثون عن مكان ليجلسوا فيه إلى أن ملأ صوت فلوت إيسبوزيتو أرجاء القاعة، وعن ذلك يخبرنا فيقول: "تعرف هذه المقطوعة باسم كومرو أي الحمامة ومن المعروف أنها رمز للسلام، ولهذا نأمل أن يغمر السلام في هذا الوقت العصيب على كل من الشعبين التركي والسوري".

أي أن اسم تلك المقطوعة يعبر عن طبيعتها المفعمة بالتفاؤل والأمل، والتي تزخر بألحان ملؤها السلام عبر عنها إيسبوزيتو بعزفه المتمكن، حيث يقول: "كنا على استعداد لفعل كل ما يجب علينا فعله من أجل هذه الحفلة الموسيقية".

يشاطر بقية العازفين إيسبوزيتو في مشاعره، إذ يقول كويللو بأن من فوائد تلك الحفلة أنها قدمت فرصة عظيمة للموسيقيين الذين لا يعزفون سوية بالعادة حتى يتجمعوا ويقدموا عرضاً واحداً معاً، ويضيف: "إننا على استعداد للعزف على الدوام، لأن تلك طريقة جميلة لحشد إمكانيات كلية الموسيقى عبر تقديم عرض يخدم قضية مهمة".

وهنا يخبرنا كويللو بأنه اختار تقديم مقطوعة: "ثلاث رقصات فالس من أجل عزف منفرد على الباسون" للموسيقار فرانسيسكو ميجنوني نظراً للرسالة التي تحملها، بما أن أول رقصتي فالس تعبران عن الحزن والشوق، فيما تقدم الثالثة نظرة متفائلة.

قدمت تلك الحفلة تنوعاً في الموسيقى، حيث اشتملت على أداء صوتي وعزف على الآلات الموسيقية، بيد أن كل مقطوعة كانت تشترك مع بقية المقطوعات بالنغمة والفكرة، وكلها تعزف على أوتار الحزن والأمل والأسى.

حيث عزفت ميلر مقطوعة سبق أن ألفتها خلال فترة تفشي جائحة كوفيد-19، وتعكس تلك المقطوعة حالة الخراب وقتها ولهذا تمنت أن تربط تلك المشاعر بهذا السياق أيضاً، حيث قالت: "اخترت مقطوعة وجدت بأنها تشتمل على ألحان جميلة حقاً تبث حالة من الارتياح، لكنها في الوقت ذاته تشعرك باضطرابات عاطفية".

اختتمت الحفلة الموسيقية بمقطوعة مبهرة قدمها أورهون أظهرت براعته في العزف على آلته الموسيقية وخلقت أجواء ومشاعر إيجابية في القاعة بكاملها.

المصدر: The Daily Iowan