icon
التغطية الحية

"كروموسوم الحُب 21 قيراط".. قصائد يهديها كمال جمال بِك للقلوب الطيبة

2024.05.24 | 15:19 دمشق

آخر تحديث: 25.05.2024 | 14:41 دمشق

7688989
 تلفزيون سوريا
+A
حجم الخط
-A

"كروموسوم الحُبّ 21 قيراط"، عنوان المجموعة الشعرية الجديدة للشاعر السوري كمال جمال بِك، والصادرة حديثاً عن دار "النخبة العربية" للطباعة والتوزيع والنشر في القاهرة.

مع اختلاف أساليبها الفنية والجمالية، وتعدد مضامينها بين ضفتي الذات والعام، إلا أن المجموعة تفرد جناحيها منذ العنوان ثم المقدمة وفصل منها لقضية إنسانية عن ذوي القدرات الخاصة لمتلازمة "داون سيندروم"، متلازمة الحب.

صفحة كاملة بيضاء تسبق مقدمة حملت عنوان "القلوب الطيبة" وجاء فيها:

"الصفحة بيضاء مثل قلوبهم، لا تحمل رقماً ظاهريّاً لكن ما سبقها وما يليها يفرط من دونها. تماماً مثل الكروموسوم 21 كنز الطيبة عيار 21 قيراط، في عقد متلازمة الحبّ والسعادة.

أجل أيُّها (الدكتور) ما يشغلك هو صفاتهم الشكلية المتقاربة، لتطلق عليهم صفة استعلائية تنسبهم لشعب طيّب أيضا، وهي ميزة، غير أنَّك تلهو بها كشتيمة بجهل عنصري.

أجل أيُّها (الفنّان) هذا ليس ذاك، فالبله والهبل وسواهما، حتى وإن توفَّرت شروطهم الإنسانية لا يثيروا (مخيلة فنية) أو (وجداناً) لتعقد قران التشبيه بين الابتسامة الدائمة على الوجه اللطيف، وبين القباحة على وجه رضيع الإجرام أو ابن القاتل أوالقاتل، إلا إذا أسقطت الريشة حين حكَّتك قرعتك، فلوَّثت نفسك بيديك.

الصفحة البيضاء، يرفع قدرها أنَّها صفحة بيضاء، وتتجَّمل بالأصيل والنبيل، ولا تنتقص سخريةٌ من قيمتها، ولا يحاول الإساءة إليها إلا كلّ ابن حرام.

مع تفتُّح أزهار الربيع في 21 آذار، واحتفالات النيروز، واليوم العالمي للشّعر، وهو اليوم العالمي لمتلازمة داون، ترتدي الشعوب الواعية الجرابات الملوَّنة المغايرة في كلّ قدم، إيمانا بالاختلاف، وقد تمَّ اختيار الجرابات لأنها تشبه شكل الكروموسوم.

خارج هذا الأفق الإنساني، وبعيداً عن طيف ألوانه، رجلي وأرجل واحد من كلّ ألف ولادة حيّة، من ذوي متلازمة الحب بالعالم".

45645646

من أجواء المجموعة

يجمع تصميم الغلاف الذي صنعته دار النشر نشاطات عدة، منها جماعية لفرقة مسرحية في مدينة سويدية ممثلوها من السيندروم معهم ابن الشاعر "محمد جمال بِك"، وصورته تتوج الغلاف الأخير وهو يحمل إحدى نتائجه المدرسية في السويد، وسيرة مختصرة عنه: "محمد جمال بك، الممثل المسرحي والفنان في الموسيقا والرسم" ومقطع من قصيدة مختارة:

"من خيالِ الخلقِ لا من خللِ الجيناتِ

هذا الطيّبُ القلبِ أتى ذاتَ نخيلٍ وفراتْ

هو سرُّ الشَّجرِ اليابسِ في النَّهرِ،

وسرّي الأخضرُ اليانعُ في نار الحياةْ

يا مُحَمَّدْ

يا فتى الأحلام، يا وعلاً فُراتيَّاً بغابات المنافي

لم يعد عندي من الأيام منجـمْ

إنَّ في نبضك نبعي يتجدَّدْ

والحكاياتُ عن الحاضرِ

لا الماضي ولا المستقبلِ المأسورِ بالحُكم المؤبَّدْ

فبساط الرّيح في المعتقلاتْ

روحُهُ منزوعةٌ، والسّندبادْ

شامُهُ، لا شامَ، أو بغدادُهُ بغدادْ!".

في المتن تجمعت أربع قصائد ملونة من هذا النسيج: (كروموزوم الحب 21 قيراط، ذات نخيل وفرات،

يا محمّد! البدر المكسور). وفي خاتمتها خمس قصائد لم تنشر من البدايات هناك وهنا: (قطرة عطر في سطر شامي،  صباح الورد للشهداء، ومض لسورية من سيّدة النوّر، تراتيل عشق، الولادة).

وتتناول ضفاف القصائد التالية الهمّ العام في الكارثة السورية وما بعدها، وفيها توثيق شعري لوقائع مرّة ومضيئة من اليتيمة مهرة آذار: (من دزّينة للذكرى، إلى حرّ السويداء والكوفيات ليست للزينة، ومابينهما مطر.. بل دم، من غياث مطر، باسل شحادة، حمزة الخطيب، فدوى سليمان، خلدون شقير، الأب باولو، مشعل تمّو،  والعزيزون الخيّرون).

وما بين فاتحة "قلوبنا مناطق منكوبة" وخاتمة "الولادة" المتجددة؛ تتقاذف مراكب اثنتين وأربعين قصيدة أمواج 105 صفحات:

" قلوبنا مناطق منكوبةُ، على أهالينا، ومن يرفع من أنقاضها، يدٌ محبَّةٌ وأُخرى بالعطاء

هشاشةٌ مريبةٌ في قارَّة وعالمٍ وهيكلٍ، كأنَما يُراد فيه أن نُبادَ كالهنود الحمرِ،

من قال بأنَّ الموت ما يجمعنا، فالموتُ -غير الحبّ- من دون غطاء!".    

كمال جمال بك

شاعر وإعلامي سوري من مواليد مدينة البوكمال بمحافظة دير الزور، عام 1964. حاصل على دبلوم في الفلسفة من جامعة دمشق.

عضوٌ في اتحاد الكتّاب السويديين، وفي رابطة الكتاب السوريين. نشر عشر مجموعات شعرية بين عامي 1992-2024، وهي:

فصول لأحلام الفرات، سنابل الرماد، بعد منتصف القلب، فاتحة التكوين، مرثية الفرات العتيق، جسر الضلوع.. وهذه قصيدتي، ذئب المنفى وعصافير الثلج، لاجئ في المشفى (لها ترجمتان إنكليزية وسويدية)، ماري عطر الشّرق، كروموسوم الحُبّ 21 قيراط.

له العديد من القراءات النقدية الشعرية المنشورة في الصحف والمواقع الإلكترونية المختصة بالأدب، بالإضافة لأجزاء من سرديات بعنوان وجه الخير.