icon
التغطية الحية

كاليدونيا الجديدة.. احتجاجات عنيفة وفرنسا تعمل على فرض سيطرتها

2024.05.22 | 11:01 دمشق

آخر تحديث: 22.05.2024 | 11:58 دمشق

546543
فرنسا تسعى لفرض سيطرتها على الجزيرة على وقع احتجاجات عنيفة
 تلفزيون سوريا - إسطنبول
+A
حجم الخط
-A

تستمر الاحتجاجات العنيفة في دولة كاليدونيا الجديدة الواقعة في شرق أستراليا والقابعة تحت السيطرة الفرنسية رغم بعدها عن أراضيها أكثر من 16 ألف كم.
واندلعت الاحتجاجات بسبب مشروع قانون جديد تبناه المشرعون في باريس، قبل نحو أسبوع، وسيسمح للمواطنين الفرنسيين الذين عاشوا في كاليدونيا الجديدة لعشر سنوات بالتصويت في الانتخابات المحلية. ويخشى بعض القادة المحليين من أن هذه الخطوة ستقوض قدرة تصويت السكان الأصليين من الكاناك.

وتحول غضب السكان الأصليين من الكاناك تجاه التعديل على قانون الانتخابات إلى اضطرابات قد تعقد خطة الرئيس إيمانويل ماكرون لزيادة نفوذ فرنسا في منطقة المحيط الهادي التي تشهد صراعا على الهيمنة بين الصين والولايات المتحدة.

وتوجه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الأربعاء إلى كاليدونيا الجديدة، مع مرور أكثر من أسبوع على بدء في وقت تكثر الدعوات إلى تأجيل تعديل دستوري لمن يحق له الاقتراع في الانتخابات، والتي أدت إلى احتجاجات ترافقت مع أعمال شغب في الأرخبيل الذي استعمرته فرنسا في القرن التاسع عشر.

وأقلعت طائرة إيمانول ماكرون مساء الثلاثاء بحسب القصر الرئاسي الفرنسي بهدف تشكيل "بعثة" على ما أوضحت الناطقة باسم الحكومة بريسكا تيفنو من دون أن تحدد تشكيلتها أو أهدافها.

في منطقة العاصمة نوميا كانت ليلة الثلاثاء الأربعاء "أكثر هدوءا من الليلة السابقة رغم اندلاع حريقين" على ما جاء في بيان للمفوضية السامية للجمهورية.

وأعلن المفوض السامي الفرنسي في الأرخبيل لوي لوفران إرسال قوات إضافية للجم "أعمال العنف" التي تهز المنطقة احتجاجا على مشروع تعديل دستوري يعارضه المنادون بالاستقلال.

وأعلنت أجهزته عبر منصة إكس توقيف 22 شخصا الثلاثاء ونشر تعزيزات دائمة في ثلاثة أحياء في منطقة نوميا.

وفي حي راق في نوميا لم تطله "أعمال الشغب"، يتناوب جان البالغ 57 عاما مع جيرانه لحراسة حاجز يهدف إلى منع عمليات توغل محتملة.

ورأى أن مجيء الرئيس الفرنسي "نبأ سار. الوضع معطل تماما نأمل بأن يسمح ذلك بتهدئة الخواطر وبإيجاد مخرج" من الأزمة.

مطار مغلق حتى السبت

ولا تزال الإجراءات الاستثنائية المتخذة في إطار فرض حالة الطوارئ، معمول بها وبينها حظر التجول ليلا ومنع التجمعات ونقل الأسلحة وبيع الكحول ومنع تطبيق تيك توك.

ولجأ المدافعون عن الحريات إلى مجلس الدولة وهو أعلى سلطة إدارية في فرنسا الذي منح الحكومة الثلاثاء 24 ساعة إضافية لتبرير حظر هذا التطبيق وتقديم أدلة على الدور الذي تقول السلطات إنه يضطلع به في إطار أعمال الشغب.

وفي دليل على صعوبة السيطرة على الوضع الأمني، أعلن مطار الأرخبيل الفرنسي الدولي أنه سيبقى مغلقا أمام الرحلات التجارية حتى صباح السبت.

وأخرج نحو مئة سائح من كاليدونيا الجديدة على ما أفادت المفوضية السامية الأربعاء. وخصصت أستراليا ونيوزيلندا رحلات لإعادة مئات من رعاياهما العالقين في الأرخبيل الفرنسي.

- استمرار التعبئة -

وبحسب الرواية الفرنسية، فقد لحقت أضرار بنحو 400 شركة ومتجر في منطقة نوميا والمدن المجاورة لها منذ بدء ما تسميه السلطات "أعمال الشغب".

وعند الحواجز المنصوبة، تبقى التعبئة قوية رغم الانتشار الكثيف للقوى الأمنية.

من جهتها، دعت الشخصيات الرئيسية غير المنادية بالاستقلال في الأرخبيل في مؤتمر صحفي عقدته في نوميا الثلاثاء إلى مواصلة النظر في التعديل الدستوري الذي يثير جدلا ويفترض أن يقر قبل نهاية حزيران/يونيو.

وأكد النائب عن كاليدونيا الجديدة نيكولا متزيدورف أن سحب مشروع التعديل "سيكون خطأ فادحا" وسيدعم موقف "المخربين ومثيري الشغب".

إلا أن الدعوات كثرت من كل الأطياف السياسية وحتى من رئيسة بلدية نوميا غير المنادية بالاستقلال للمطالبة بتأجيل هذا التعديل الذي من شأنه تهميش أصوات السكان الأصليين الكاناك على ما يؤكد المنادون بالاستقلال.

وتشكل كاليدونيا الجديدة منطقة استراتيجية لفرنسا في جنوب المحيط الهادئ لأنها تسعى إلى تعزيز نفوذها في منطقة آسيا المحيط الهادئ وبسبب غناها بالموارد الطبيعية لا سيما النيكل وهو مادة أساسية في صنع الآليات العسكرية.