icon
التغطية الحية

قصة امرأة تترأس فريقا لإزالة الألغام في سوريا

2021.03.10 | 16:13 دمشق

0_ltr_dsf_080321halotrust_01.jpg
ديلي ريكورد- ترجمة: ربى خدام الجامع
+A
حجم الخط
-A

تخبرنا المرأة الشجاعة التي تعمل بإزالة الألغام في أخطر دول العالم بأنها فخورة بتحطيمها لتلك الخرافة التي ترى بأن هذا العمل الخطير حكر على الرجال.

فقد قامت ميري كانينغهام التي تترأس جمعية هالو ترست المتخصصة بإزالة الألغام الفريق الذي يعمل على تخليص مناطق في سوريا من العبوات القاتلة، وسبق لهذه السيدة أن عملت في مناطق ساخنة مثل كمبوديا، والصومال ومنطقة أبخازيا المتنازع عليها في القوقاز.

وكشفت هذه المرأة البالغة من العمر 32 عاماً في لقاء أجري معها بمناسبة يوم المرأة العالمي بأنها ماتزال تتعرض لمواقف بسبب العقليات القديمة ونظرتها للمرأة التي تعمل في مجال إزالة الألغام، إذ قالت: "لا أريد أن أرسم صورة سلبية عن هذا المجال، ولكنه ليس بالمجال السهل أو السلس. ولسوء الحظ تعرضت لسلوكيات شوفينية وتمييزية على أساس الجنس، بل إنني تعرضت للكثير من تلك المواقف، كما أن الأسئلة التي أطرحها والقضايا التي أثيرها تثير دهشة الرجال ضمن أطر معينة في معظم الأحيان، إذ تراهم يقولون: كيف عرفت بذلك؟ وأنا أقول: اطلعت على ذلك بحكم التدريب الذي تلقيته، لكوني أوجد في حقول الألغام، كما أنني أجريت عمليات تخلص من الألغام، وأنا أعرف تماماً عما أتحدث. هنالك تحد كبير تواجهه المرأة في مجال الإدارة إن كانت تتعامل مع الحكومة أو الجيش، صحيح أن أحداً لم يرفض التعامل معي بشكل صريح، ولكني أحس في بعض الأحيان بشيء من التبرم من قبلهم".

اقرأ أيضا: فريق بريطاني سري يفكك عبوات داعش شمال شرقي سوريا |صور

يذكر أن ميري عملت لمدة عامين تقريباً في منصب نائب مدير برنامج جمعية هالو في القوقاز حيث تعاملت مع ما خلفه الانفجار الهائل لمستودع للذخيرة في أبخازيا بالقرب من الحدود الروسية، وقد نجم عن ذلك الانفجار ما يقدر بنحو 100 ألف قطعة من الذخائر التي لم تنفجر والتي انتشرت على مساحة تقدر بـ450 هكتاراً.

وحول ذلك تخبرنا فتقول: "في القوقاز، قد تظهر الثقافة الذكورية التقليدية، إلا أن النساء لعبن دوراً حيوياً في اكتشاف وتدمير نحو 100 ألف قطعة لم تنفجر، وذلك لأن النساء يمثلن 30% من فريقنا.

 

وتتابع بالقول: "خلال زيارتي للموقع كل بضعة أيام، كنت أحس بأني محصنة وأنا أرى قذائف الهاون والقنابل المضادة للطائرات والقذائف وهي منتشرة على الأرض في كل مكان... أما في سوريا، فلدينا فريق يضم الجنسين وذلك أمر ضروري للوصول بشكل أكبر إلى تلك المجتمعات، إذ في ثقافتهم لابد من وجود نساء في الفريق حتى يتحدثن إلى النساء من الأهالي هناك".

وقد اعترفت ميري بأن حتى مواطنيها في أسكوتلندا تصيبهم الدهشة عندما يعرفون أنها تعمل في هذه المهنة الخطرة، لكنها أخبرتنا بأن والديها لم يحاولا أن يعترضا سبيلها عندما قررت أن تضطلع بهذا الدور مع تلك الجمعية، وعنهما تقول: "لم يحاول والداي البتة أن يبعداني عن ذلك، إذ بما أن أخي يعمل في الجيش لذا لم يعاملاني بصورة مختلفة عنه، أي أنني لم أواجه أي مشكلة أبداً معهما بالنسبة لهذا المجال، وبالنسبة لي كامرأة لا حدود تمنعني من القيام بما أريده... أعتقد أن أهلي يحترمون العمل الذي أزاوله ويفخرون بي، لكني أحس أنهما لا يرغبان بسماع كثير من التفاصيل حول ما أراه أو أقوم به أثناء عملي".

يذكر أن ميري انضمت إلى هالو في عام 2018 وبدأت بعملها كمديرة لهذا المشروع في سوريا في شهر كانون الأول الماضي، وحالياً تشرف على فريق يضم 80 موظفاً من مدينة عمان بالأردن، غير أنها تنتظر فريق الإزالة الدولي لينضم إلى فرق منظمتها بشكل ميداني في شمال غربي سوريا بأقرب وقت ممكن.

المصدر: ديلي ريكورد