icon
التغطية الحية

قصة الأسير البريطاني جون كانتلي الذي تحول إلى ناطق باسم تنظيم الدولة

2022.08.13 | 11:51 دمشق

المصور الصحفي البريطاني جون كانتلي
المصور الصحفي البريطاني جون كانتلي
تايمز - ترجمة: ربى خدام الجامع
+A
حجم الخط
-A

كتب الصحفي أنطوني لويد عن هذا الرجل:

لم يلق أي منا التحية على الآخر في آخر مرة رأيت فيها جون كانتلي. كان ذلك ذات أمسية خريفية في الجنوب التركي قبل عشر سنوات، بعد مهمة أنجزتها على الجانب الآخر داخل الحدود السورية، ولهذا جلس ذلك الصحفي المصور البريطاني على كرسيه بلا أي حراك عند طاولة في مطعم بأنطاكيا، بينما وقفت بالقرب من العتبة عشية قطع الحدود عائداً من سوريا، بعدما قررت ألا أسير نحوه أو أتحدث إليه إن لم ينهض ويبادرني بالكلام. إلا أن من غادر مقعده حينذاك هو الأميركي الرائع جيمس فولي الذي كان يجلس بجانب كانتيلي، وسار نحوي ليملأ المسافة بيننا بابتسامته السلسة الواثقة.

لم أكن أدري يومها في تلك الأمسية بالتحديد بأني سأتورط بتحقيق يستهلك مني كل وقت وجهد طوال السنين القادمة، أي ذلك التحقيق الذي بدأ باغتيال فولي على يد تنظيم الدولة واختفاء كانتلي، والذي جعلني أعود إلى الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بحثاً عن أي دليل عن مصير هذا الأسير البريطاني، ولأسجل حوارات في القارات الأربع مع أشخاص قابلوه عندما كان أسيراً، أو اطلعوا على قضيته وتأثروا بها كثيراً، وبينهم عناصر وأسرى سابقون لدى تنظيم الدولة سبق أن تشاركوا معه الزنزانة ذاتها، وآخرون تفاوضوا بشأن الأسرى، وغيرهم من الجنود في القوات الخاصة، وأصدقاؤه وزملاؤه، كل ذلك بحثاً عن شيء يدلنا على مصير كانتلي.

أسباب التقارب

على الرغم من أني وجدت فيه شخصية صاخبة ورعناء خلال المرات القليلة الأولى التي التقيته فيها، إلا أن هنالك أسبابا كثيرة تجعل من شخصية كانتلي تستحق كل هذا العناء، فهو أحد الصحفيين القلائل الذين غطوا الحرب في مناطق المعارضة بسوريا، وهؤلاء اختاروا طريقاً قلما يختاره الصحفيون ليعملوا عليه، وتلك هي النقطة التي جمعت بيننا. لأنني كدت أن أغيب قسرياً في مناسبتين اثنتين، إحداهما عندما اعتقلت عند حاجز سوري يتبع لتنظيم الدولة، والمرة الثانية عندما خطفتني عصابة متخصصة، وهذا ما فتح عيني على العواقب المريعة للأخطاء التي ترتكب على الأرض. بالإضافة إلى اطلاعي المسبق على عيوب وزارة الخارجية البريطانية، التي تعجز غالباً في تعقب المعلومات، ولهذا تحاول أن تخفيها وأن تظهر بموقف دفاعي عندما تحس بعجزها أمام ملف الرهائن في سوريا، وتلك العيوب والنقائص هي التي زادت من شكوكي على مدار السنوات التي عملت فيها هناك.

ولكن في الجوهر، لدي ميل لأعرف ولأخبر العالم عن قصة كانتلي، ويعود هذا الميل لتمتع هذا الملف بالجدارة والاستحقاق بدلاً من كونه محط إجماع للآراء أو لأن مكاناً واحداً جمعني بهذا الشخص الذي كانت رحلته التي قطعها وحيداً أشبه بملحمة صراع من أجل البقاء ضد كل المتناقضات، ولهذا فهي جديرة بأن تحكى بدلاً من أن يتم التكتم عليها كما تم فعلاً وكأنها شيء تافه ومحرج في تاريخ الحرب على تنظيم الدولة ، أو مجرد حاشية مربكة حول فشل السياسة المتبعة تجاه الرهائن.

بعد مرور بضعة أسابيع على تلك الأمسية الخريفية في ذلك المطعم في عام 2012، اختُطف هذان الصحفيان إبان عودتهما إلى سوريا، فكانت ثاني مرة يرى فيها العالم فولي عبر فيديو انتشر في عام 2014، عندما كان هذا الأميركي على وشك الذبح على يد جزار بريطاني يتبع لتنظيم الدولة اسمه محمد إموازي، والذي يعرف باسم جون الجهادي، فكانت تلك أول جريمة ضمن سلسلة جرائم القتل التي استهدفت الرهائن الأميركيين والبريطانيين.

الحياة فرصة

ظهر كانتلي بعد شهر من مصرع فولي، ليحرف في مصير زملائه من الرهائن، حيث ظهر في أول مقطع فيديو من سلسلة الفيديوهات التي خصصها لتنظيم الدولة، ولقد استمرت تلك المقاطع والمقالات التي كتبها كانتلي لصالح مجلة دابق الإلكترونية الخاصة بتنظيم الدولة، بالظهور لمدة سنتين إلى أن اختفى كانتلي في الموصل بالعراق، وذلك في شهر كانون الأول 2016 عندما بلغت المعركة الساعية لاسترجاع تلك المدينة من سيطرة تنظيم الدولة أوجها، ولم يعد له أي أثر بعد ذلك الحين.

خلال السنوات الأربع التي علمنا فيه أنه مايزال حياً بين يدي تنظيم الدولة، سمعت بأنه تعرض لمحنة شديدة، إلا أن رد فعله أتى استثنائياً، فقد تعرض لتعذيب شديد في المرتين اللتين حاول فيهما أن يهرب، لدرجة دفعته لعدم الخوض في أي حديث حول الهرب لأنه لم ينس ما حل به وكم عانى بسبب ذلك، لكنه رأى 15 أسيراً أوروبياً عندما تم إطلاق سراحهم من الزنزانة التي احتجزهم فيها تنظيم الدولة، في الوقت الذي كان فيه كل أسير قادم من المملكة المتحدة والولايات المتحدة يساق ليلقى حتفه ذبحاً. وبما أنه كان الناجي الوحيد، ولأنه كان يحلم بأن يعيش مثل أي إنسان آخر، لذا استجمع كانتلي قوته واستحضر ذكاءه ليستغل أي فرصة أمامه بوسعها أن تبقيه على قيد الحياة، على أمل أن ينال حريته يوماً ما.

متعاون أم أسير؟

ولكن للأسف، وبسبب الصمت الخانق الذي فرض على مصير هذا الرجل من قبل وزارة الخارجية البريطانية، خلقت حالة عدم توفر حقائق ومعلومات حول قصة كانتلي شكوكاً وريبة أتت من فراغ، إذ بدلاً من الاحتفاء بهذا الشخص الذي بذل أقصى ما لديه ليبقى على قيد الحياة، تم الحكم عليه ضمن أوساط كثيرة بناء على العمل الدعائي الذي قدمه لتنظيم الدولة، فتعرض لذم وقدح كثير لكونه غير مبادئه، بدلاً من أن ينظر إليه على أنه شخص قامر بكل ما لديه ليبقى حياً.

 

إندبندنت: الصحافي لدى تنظيم الدولة جون كانتلي حي يرزق

كانتلي عند استغلاله دعائياً من قبل تنظيم الدولة

إن ذلك الصمت الخانق الذي أحاط بقصة كانتلي خلق حالة صراع حتى تجاه ذكراه، إذ أثارت شتلة زيتون غرست منذ مدة قريبة في مسجد النوري بالموصل إحياء لذكرى ذلك الصحفي غضب كثير من العراقيين في تلك المدينة، لأنهم لا يعرفون القصة الخفية لهذا الأسير، إذ اعتبروه متعاوناً مع تنظيم الدولة.

يقول الناشط البارز صقار الزكريا من أهالي الموصل: "لا ندري كيف نصنف جون كانتلي نظراً لوجود كثير من الشكوك والأسئلة المريبة التي تحيط به والتي بقيت دون أي إجابات"، ويخبرنا بأنه التقى به بالقرب من المسجد قبل شهرين، ثم يضيف: "كل ما نعرفه هو أن جون كانتلي أتى لمدينتنا برفقة تنظيم الدولة، فبدا لنا كمن يعمل لصالح ذلك التنظيم خلال وجوده هنا، والآن بعدما علمنا بغرس شتلة إحياء لروحه في هذا المكان، ثارت ثائرة غالبية الأهالي، لأننا نريد أن نعرف هل غرست تلك الشتلة إحياء لروح عنصر من عناصر تنظيم الدولة أم لروح أسير؟"
إن هذا السؤال يبين بكل جلاء الحاجة لنشر قصة كانتلي، إذ بدون إجابات حقيقية، لابد أن تطوى قصة هذا الأسير المفقود في غياهب النسيان، ليحكم عليه بأنه كان أحد المتعاونين، ولتبقى قصته عالقة ضمن هذا الخواء من الصمت الذي لم يسهم في إنقاذه ولو قليلاً.

هل تغير ذلك الأسير حقاً خلال السنوات الأربع التي أمضاها بين يدي تنظيم الدولة ليصبح رسول الدعاية لهذا التنظيم بملء إرادته، كما يعتقد بعض المسؤولين لدى المؤسسة الأمنية البريطانية؟ وكيف اختار هذا المصور الصحفي أن ينجو بنفسه من تنظيم الدولة في الوقت الذي قتل فيه جميع زملائه من الأسرى البريطانيين والأميركيين؟ وهل تعتقد الحكومة البريطانية فعلاً بأن كانتلي نجا من حالة الحصار المميت التي فرضت على تنظيم الدولة في الموصل وفر بجلده إلى سوريا كما يعتقد وزير الأمن بين والاس الذي أعلن عن ذلك في عام 2019 بعد مرور عامين على الظهور الأخير لكانتلي؟

لقد حان الوقت لنسرد قصته، بعد انتهاء المحاكمات التي أجريت لاثنين من خاطفي كانتلي، وهما عضوان في العصابة البريطانية التابعة لتنظيم الدولة، والتي أطلق عليها ذلك الصحفي البريطاني لقب: "الخنافس"، في شهر نيسان من هذا العام بالولايات المتحدة الأميركية، حيث حكم على أليكساندا كوتي، 38 عاماً، بالسجن المؤبد، وذلك بعد إدانته بثماني تهم تتصل بخطف الرهائن الغربيين في سوريا وتعذيبهم وقطع رؤوسهم، أما الشافعي الشيخ، 34 عاماً، فقد أدين بتهم مماثلة وسيصدر حكم بحقه خلال هذا الشهر.

أتى كلا هذين الرجلين من غربي لندن، وثمة شخص ثالث أتى من هناك وهو آيني دافيز، 38 عاماً، بعد اتهامه بالانضمام لتنظيم الدولة وبأنه عضو في عصابة الخنافس، وقد تم اعتقاله في مطار لوتون خلال هذا الأسبوع، حيث وجهت إليه تهمة ارتكاب جرائم شنيعة، ونقل إلى مخفر للشرطة جنوبي لندن.

سياسة عدم التفاوض

على الرغم من أن كانتلي كان ضحية لتنظيم الدولة في بداية الأمر، إلا أن السلطات البريطانية لم تسد له أي معروف يذكر، وذلك لأن السياسة الرسمية القائمة على عدم التفاوض والتي انتهجتها حكومتا المملكة المتحدة والولايات المتحدة مع ملف الرهائن المحتجزين لدى إرهابيين ساعدت بصورة جزئية على إعدام جميع الرهائن الستة البريطانيين والأميركيين الذين كانوا محتجزين إلى جانب كانتلي، في الوقت الذي خرج فيه زملاؤهم من الرهائن الأوروبيين لينتسموا عبق الحرية بعدما تم تحريرهم مقابل فدية.

كان هنالك اشمئزاز تجاه تنظيم الدولة من قبل الشارع البريطاني في ذلك الحين، ولهذا لم يظهر أي احتجاج شعبي وقتها إزاء الفرق الواضح بين مصير الرهائن البريطانيين والأوروبيين. ثم إن الحكومة البريطانية بررت وقتها سياستها القائمة على عدم التفاوض كما تفعل اليوم، وذلك عبر تأكيدها بأن دفع أي فدية لابد أن يمد سوق الرهائن بالأموال ويساعد الإرهابيين على القيام بهجماتهم وتمويلها.

قد يكون ذلك صحيحاً، إلا أن ما ذكر كان جزءاً من الحجة لا كلها، إذ خلال أزمة الأسرى في سوريا، لم تردع سياسة عدم التفاوض البريطانية تنظيم الدولة من احتجاز مواطنين بريطانيين، كما لم تسهم بإنقاذ أرواح الأسرى بعد احتجازهم. ولهذا يرى كثير من المحللين أن تنظيم الدولة كسب المزيد من التمكين وحقق المزيد من النجاح عند تصوير العالم له وتأطيره ضمن رسائل الإرهاب التي أرسلها من خلال تصوير عمليات قطع الرؤوس التي تمت بحق رهائن بريطانيين وأميركيين. وهذا ما ضاعف أعداد المنتسبين إليه، وزاد من التبرعات التي أرسلتها الدول الغنية لصالحه، فاستفاد تنظيم الدولة من ذلك أكثر من أي فدية نقدية يمكن أن تدفع له.

سياسة قائمة على النفاق

أصبح غضب كانتلي المبرر من نفاق سياسة المملكة المتحدة تجاه الأسرى موضوعاً متكرراً في الكثير من الأعمال التي قدمها لصالح تنظيم الدولة، إذ كتب في تشرين الأول 2014 ضمن أولى مقالاته الثماني التي نشرها عبر مجلة دابق الإلكترونية ليصف ذلك النفاق بقوله: "كان ذلك أشبه بقرص دواء صعب على المرء أن يبتلعه... ينبغي علي الآن أن أراقب كما فعل جيمس وستيفين سوتلوف وديفيد هاينز وآلان هينينغ عندما سيق كل منهم خارج الباب منذ 18 آب، ولم يعد منذ ذلك الحين، على الرغم من أن كلاً منهم كان يعرف أنه ماض إلى حتفه... ما الذي يفعله ذلك بالمرء؟ بعد سنوات مريرة من الألم والظلمة والندم، يرى المرء كل شيء ينتهي بهذه الطريقة المريعة بينما يعود البقية إلى ديارهم، أما نحن فنرى أشخاصاً عاديين، كانوا أبناء وآباء محبين، وهم يقتلون لأن حكومات بلادهم ترفض التفاوض بما أن سياساتها قائمة على عدم الخوض في أي نقاش لإنقاذ هؤلاء الأشخاص مع عائلاتهم، فهل وصلكم ذلك الإحساس؟"

أشار كانتلي مرات عديدة في الأفلام التي ظهر فيها وفي المقالات التي كتبها لصالح تنظيم الدولة، أنه على الرغم من المواقف الرسمية للولايات المتحدة والمملكة المتحدة، إلا أن كلتيهما تتفاوضان مع مقاتلين إسلاميين بالطريقة التي تناسبهما. إذ في عام 2014، أي في العام نفسه الذي قتل فيه زملاء كانتلي في الزنزانة من البريطانيين والأميركيين في سوريا، أطلقت الولايات المتحدة خمسة عناصر رفيعة تابعة لتنظيم طالبان من سجن غوانتانامو مقابل إطلاقهم لسراح أحد الجنود الأميركيين، وهو الرقيب بوي بيرغدال، الذي تم تحريره من الأسر في أفغانستان.

لو بقي كانتلي على قيد الحياة، فإنه بلا شك سيسخر من صفقة التبادل هذه التي تم بموجبها إطلاق سراح بيرغدال والتي ماتزال فصولها تتكشف حتى اليوم. وذلك لأن أحد قياديي طالبان، واسمه مولوي عبد الحق واثق، قد أطلق سراحه في عملية المبادلة مع الجندي الأميركي، وهذا العنصر يخضع للعقوبات الأممية وهو عضو في تنظيم القاعدة، ويترأس اليوم جهاز الاستخبارات التابع لطالبان في كابول، ذلك الجهاز الذي يعرف باسم المديرية العامة للمخابرات والذي يحتجز خمسة مواطنين بريطانيين، وهؤلاء ظلوا أسرى في أفغانستان حتى هذا العام. إلى أن تم تحريرهم في شهر حزيران الماضي عقب محادثات أجراها مسؤولون بريطانيون مع طالبان، وهذا إن دل على شي فإنما يدل على أن السياسة البريطانية والأميركية التي تتصل بفكرة التفاوض مع المقاتلين الإسلاميين من عدمه، تغير شكلها تبعاً لما تريده هاتان الدولتان.

الموصل.. النهاية

بالرغم من عدم وصولي إلى أي دليل أو مفتاح لقصة كانتلي من قبل أي شخص أجريت معه مقابلة أو من خلال أي تسجيل موجود ضمن ملفاتي الصوتية، إلا أن الأسئلة التي تدور حول تلك الشخصية بدأت تتكشف مثل أجزاء أي لعبة تركيبية، لترسم الخيارات القليلة التي بقيت أمام ذلك الأسير، ولتوضح لنا ذلك الاستغلال الذي تعرض له من قبل محمد الإموازي، ومزاجه عند توقف الكاميرات عن التصوير، والحقيقة شبه اليقينية التي تتصل بمصيره في الموصل، حيث تدل كل المؤشرات أنه فارق الحياة هناك.

يتردد صدى بعض الأصوات التي حكت لي قصة كانتلي في أذني كل يوم، ومنها تلك النبرة الهادئة التي سمعتها من آرثر، وهو مفاوض دنماركي متخصص بملف الأسرى، حيث سرد لي هذا الرجل كيف تم تسليم مبلغ يتجاوز مليوني يورو لمجموعة تركب دراجات نارية تابعة لتنظيم الدولة، وذلك خلال موعد تحت جنح الظلام، أما المقابل فكان إبقاء دانييل راي أوتوسين على قيد الحياة وتحريره، وهو آخر أسير حرر قبل بدء الإعدامات بحق الأسرى البريطانيين والأميركيين. ثم إن أوتوسين وصف لي بلسانه آخر ما قاله له كانتلي عندما قال: "قال لي جون قبل أن يغادر الغرفة: هل بوسعك يا دانييل أن تطلب من كل من تتحدث إليهم من بريطانيا أن يقوموا بقصفنا عن بكرة أبينا، لأنني لم أعد أريد أن يستغلني هؤلاء الأوغاد في الدعاية التي ينشرونها".

بيد أن الصمت الرسمي حول مصير كانتلي هو الذي يوجعنا من نواح كثيرة، وهو ذات الوجع الذي يحس به كل من التقوا بهذا الرجل.

فقد سألت كل شخص قابله السؤال التالي: "هل سبق أن أتاكم أي شخص قبلي من بريطانيا، سواء أكان شخصية رسمية أو دبلوماسية أو محققاً، ليسألكم أي شيء عن جون كانتلي؟"

إلا أن الجميع أجابوا بالنفي المطلق، إذ لم يبحث أي أحد من وزارة الخارجية البريطانية فما حدث لكانتلي، ولذلك بقي الهجران الرفيق الملازم لذلك الأسير الذي أصبحت معجباً به، على الرغم من أنني في السابق لم أكلف نفسي عناء قطع بضع خطوات في المطعم لأسلم عليه.

المصدر: تايمز