icon
التغطية الحية

قاعة فارغة وزعيم منبوذ.. نتنياهو من نيويورك يبشر بقرب "اتفاق تاريخي" مع السعودية

2023.09.22 | 18:09 دمشق

آخر تحديث: 23.09.2023 | 13:49 دمشق

أمام قاعة فارغة في الأمم المتحدة.. نتنياهو يبشر بقرب "اتفاق تاريخي" مع السعودية
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو خلال كلمته في مقر الأمم المتحدة، نيويورك، 22 أيلول/سبتمبر 2023 (هآرتس)
 تلفزيون سوريا ـ خالد خليل
+A
حجم الخط
-A

ملخص:

  • نتنياهو يقول إننا على أعتاب "اتفاق سلام تاريخي" مع السعودية، ويشترط عدم تدخل الفلسطينيين بمسار المحادثات.
  • في الوقت الذي كان يخطب كانت هناك مظاهرة "غير مسبوقة" تهتف ضده خارج المبنى، وأمامه كانت مقاعد الوفود الدولية خالية.
  • نتنياهو ينتقد سياسة البيت الأبيض حيال إيران ويطالب بمزيد من العقوبات ووضع الخيار العسكري على الطاولة.
  • رغم التقدم الكبير هناك صعوبات تواجه مسار التطبيع نظراً لحجم القضايا المطروحة كشروط لإتمام الاتفاق.

قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، اليوم الجمعة، نحن على أعتاب "اتفاق سلام تاريخي" بين إسرائيل والمملكة العربية السعودية ينهي الصراع الإسرائيلي العربي، مكرراً شرطه في مسار المحادثات الجارية للتطبيع مع الرياض بألا يكون للفسطينيين "حق نقض" في هذا المسار.

جاء ذلك خلال كلمته أمام اجتماعات أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة في دروتها الـ 78، في نيويورك، وهي المرة الأولى التي يصعد فيها نتنياهو هذا المنبر منذ خمس سنوات، إلا أن القاعة كانت شبه خالية من الوفود المشاركة.

وقال نتنياهو، إن جهودنا الماضية باءت بالفشل لأنها استندت إلى فكرة خاطئة مفادها إنه ما لم نتوصل إلى اتفاق سلام مع الفلسطينيين فإن أي دولة عربية أخرى لن تطبع علاقاتها مع إسرائيل.

منذ عدة سنوات، يفتخر نتنياهو بأنه أطلق نهج "السلام مقابل السلام" بدلاً من النهج السابق والذي كان سائداً "الأرض مقابل السلام"، في إشارة إلى الإنجازات الدبلوماسية التي حققها في عهد صديقه السابق الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، منها التطبيع مع دول عربية والاعتراف الأميركي بالسيادة الإسرائيلية على القدس والجولان السوري المحتل.

يذكر أن في 15 أيلول/سبتمبر 2020 وقعت كل من الإمارات والبحرين اتفاق تطبيع مع إسرائيل يعرف باسم "اتفاقات أبراهام"، انضم إليها لاحقاً المغرب والسودان، فضلاً عن تطبيع مصر في عام 1979 والأردن في 1994.

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو خلال كلمته في مقر الأمم المتحدة، نيويورك، 22 أيلول/سبتمبر 2023 (التلفزيون الإسرائيلي الرسمي)
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو خلال كلمته في مقر الأمم المتحدة، نيويورك، 22 أيلول/سبتمبر 2023 (التلفزيون الإسرائيلي الرسمي)

وأضاف نتنياهو، عندما يرى الفلسطينيون أن كثيرين في العالم العربي يقبلون وجود إسرائيل، فإن فرصهم أكبر في التخلي عن طموحهم في تدمير إسرائيل.

وعرض خلال كلمته خريطة أوضح فيها كيف كانت إسرائيل معزولة عند قيامها عام 1948، بينما تقيم اليوم علاقات دبلوماسية مع دول عربية عدة. 

وقال نتنياهو، مثلما ساعدت إدارة ترامب اتفاقات أبراهام، أعتقد أن إدارة بايدن ستكون قادرة على تحقيق السلام بين إسرائيل والمملكة العربية السعودية.

وفي الشأن الإيراني، انتقد نتنياهو سياسة البيت الأبيض بشأن النووي الإيراني بالقول، هذه السياسة بحاجة إلى التغيير ويجب إعادة فرض العقوبات إلى جانب وضع تهديد عسكري حقيقي ضد الإيرانيين إذا حصلت طهران على أسلحة نووية.

وقال نتنياهو، أتعهد بأنني لن أسمح لإيران بأن تصبح نووية.

قاعة فارغة وزعيم منبوذ

بينما كان نتنياهو يلقي كلمته خرجت مظاهرة كبيرة ضده خارج مبنى الأمم المتحدة في نيويورك، على خلفية إصرار حكومته اليمينية سن تشريعات قوانين تحد من صلاحيات السلطة القضائية الأمر الذي تراه المعارضة بأنه "انقلاب على الديمقراطية".

وكان من اللافت، أن نتنياهو ظهر من خلال الصور الواردة من مقر الأمم المتحدة يخطب أمام قاعة شبه فارغة، بعدما عاد معظم زعماء وقادة العالم المشاركين في اجتماعات الجمعية العامة.

وعلقت صحيفة "هآرتس"، لم يكسر صمت القاعة الفارغة إلا تصفيق بضع عشرات من الموالين لنتنياهو من وزراء حكومته ومستشاريه ومساعديه، وبذلوا جهداً كبيراً لتشجيعه، على حد تعبير الصحيفة.

ووصفت الصحيفة، المظاهرة المناهضة لنتنياهو بأنها "تاريخية" وحدث "غير مسبوق" من نوعه، شارك فيها أكثر ألفي شخص من الإسرائيليين واليهود الأميركيين.

وقالت "هآرتس"، إن نتنياهو تحدث عن كل القضايا ولكن لم يتحدث عما يجري في داخل إسرائيل والمظاهرات التي تطالبه بوقف خطة "التعديلات القضائية" المثيرة للجدل.

يعرف نتنياهو في إسرائيل بأنه ابن الثقافة اليهودية الأميركية يجيد الترويج لنفسه لاكتسابه مهارات الدعاية نظراً لأنه ترعرع وخدم في الولايات المتحدة، ولكنه يظهر اليوم كزعيم منبوذ.

يذكر أن الرئيس الأميركي جو بايدن لم يلتقِ نتنياهو إلا قبل يومين على هامش اجتماعات الجمعية العامة وليس في البيت الأبيض، على الرغم من مرور تسعة أشهر على تشكيل حكومة نتنياهو، خلافاً للعرف الدبلوماسي بين واشنطن وتل أبيب.

وجرت العادة أن يستقبل الرئيس الأميركي بعد الانتخابات الإسرائيلية رئيس الحكومة الجديد، في مراسم استقبال رسمية ويجري خلالها تجديد التحالف والعهد الأميركي بالحفاظ على أمن إسرائيل وتفوقها.

ولي العهد السعودي: نقترب من الاتفاق

من جهته، قال ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان تعليقاً على مسار محادثات التطبيع مع إسرائيل "إننا نقترب كل يوم أكثر من التطبيع"، واصفاً الاتفاق المرتقب بأنه سيكون "أضخم اتفاق" منذ انتهاء الحرب الباردة.

منذ عدة أشهر، تجري الولايات المتحدة وباهتمام خاصة من الرئيس جوبايدن وساطة للتوصل إلى اتفاق تطبيع بين حليفتيها في الشرق الأوسط المملكة وإسرائيل.

وتحدث ولي العهد خلال المقابلة بصراحة عن الشروط السعودية لإتمام الاتفاق، وهي الحصول على برنامج نووي مدني وتحالف دفاعي وإيجاد حل عادل للقضية الفلسطينية.

وشدد بن سلمان على أهمية القضية الفلسطينية في مسار التطبيع مع إسرائيل ووصفها بأنها "قضية مهمة للغاية".

وكررت الرياض رسمياً في مناسبات عديدة على أن إيجاد حل عادل للقضية الفلسطينية كشرط أساسي للتوصل إلى التطبيع مع تل أبيب.

في المقابل، قال الرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن)، أمس الخميس، في كلمته أمام الجمعية العامة، إن من يظن أن السلام يمكن أن يتحقق في الشرق الأوسط من دون حصول الشعب الفلسطيني على كل حقوقه الوطنية المشروعة يكون "واهم".

وندد أبو مازن بالانتهاكات الإسرائيلية بحق الفلسطينيين بقوله، إن حكومة إسرائيل اليمينية العنصرية تواصل عدوانها على الشعب الفلسطيني، وتواصل من خلال جيشها الإرهابي العنصري ومستوطنيها إرهاب الشعب الفلسطيني وتدمير المنازل والممتلكات وسرقة أموالنا واحتجاز جثامين الشهداء على مسمع مرأى العالم.

ليس هناك موعد محدد

لم يحدد أي طرف من الأطراف الثلاثة تاريخاً أو موعداً تقريبياً لتوقيع الاتفاق لا سيما وأن الشروط المطروحة تتطلب وقتلاً طويلاً، في ظل محاولات بايدن ونتنياهو الإسراع في توقيعه قبيل الانتخابات الأميركية العام المقبل ولإخماد مظاهرات الشارع الإسرائيلي.

لكن التصريحات حول محادثات التطبيع باتت علنية وتبشر باقترابه إلا أنها تبقى من دون جدول زمني واضح أو ضمانات للاستمرار بالنظر إلى حجم المسائل المعقدة التي يتوقف عليها الاتفاق. 

كما يواجه نتنياهو رفض المعارضة لتقدم مسار محادثات التطبيع، وتتهمه بأنه سيسمح للسعوديين بامتلاك السلاح النووي، كما يجد صعوبات من قبل ائتلافه الحاكم، اليميني المتشدد، في تقديم تنازلات للفلسطينيين.