icon
التغطية الحية

في سابقة لرئيس فرنسي.. ماكرون يدين "جرائم" فرنسية بحق جزائريين

2021.10.16 | 21:52 دمشق

cfad56f6-92c5-4a33-b2dc-d68b03d2efa7.jpg
إسطنبول - وكالات
+A
حجم الخط
-A

في سابقة هي الأولى من نوعها لرئيس فرنسي، دان الرئيس إيمانويل ماكرون اليوم السبت، "جرائم لا مبرر لها" ارتكبتها بلاده بحق جزائريين.

جاء ذلك خلال مشاركته في مراسم، أقيمت بالعاصمة الفرنسية باريس، إحياءً لذكرى المجزرة الفرنسية ضد المتظاهرين الجزائريين بقلب العاصمة باريس قبل 60 عاما.

وقال قصر الإليزيه، في بيان، إن "الرئيس ماكرون أقر بالوقائع: إن الجرائم التي ارتكبت تلك الليلة تحت سلطة موريس بابون (قائد شرطة باريس يومها) لا مبرر لها بالنسبة إلى الجمهورية"، بحسب موقع "فرانس 24" المحلي.

ووضع الرئيس الفرنسي إكليلا من الزهور في الضواحي الباريسية على ضفاف نهر السين بالقرب من جسر "بيزون" الذي سلكه قبل 60 عاما متظاهرون جزائريون وصلوا من حي "نانتير" الفقير المجاور، تلبية لدعوة فرع جبهة التحرير الوطني في فرنسا.

وتحولت هذه الذكرى إلى مناسبة لانتقادات وجهتها أطراف جزائرية رسمية لفرنسا، بالتزامن مع أزمة متصاعدة بين البلدين.

وكانت الشرطة الفرنسية قد هاجمت في 17 تشرين الأول عام 1961، بأمر من قائد شرطة باريس، موريس بابون، مظاهرة سلمية لآلاف الجزائريين، خرجوا للمطالبة باستقلال البلاد.

وقتل العشرات من المتظاهرين الجزائريين عمدًا في الشوارع ومحطات مترو الأنفاق، كما ألقت الشرطة الفرنسية بعدد من المصابين من الجسور في نهر السين، ما أدى إلى مقتلهم، وهو ما بات يعرف بمجزرة "باريس عام 1961".

وفي ذكرى المجزرة نشرت وزارة الإعلام الجزائرية بيانا السبت جاء فيه: "لقد تعرض هؤلاء المدنيون المتظاهرون لأبشع صور البطش والتنكيل والتعذيب والاغتيال".

وأوضح البيان أن "القمع خلف في يوم واحد 300 شهيد منهم النساء والأطفال والمسنون في بلد يسوق لنفسه بهتانا وزورا دور المدافع عن حقوق الإنسان".

كما قال الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون في رسالة للشعب الجزائري حول هذا الحدث التاريخي إن ما حدث في 17 أكتوبر يعد "وجهًا من الأوجه البَشِعةِ لسلسلـة المجازر الشنيعة، والجرائِم ضدّ الإنسانية التي تَحْتَفِظُ بمآسيها ذاكرةُ الأمَّة".

وأضاف "نشدد على حرصِنا الشَّديد على التَّعاطي مع ملفَّاتِ التاريخ والذاكرة، بعيدًا عن أيِّ تَرَاخٍ أو تَنازُلٍ".

وتزامن إحياء الذكرى مع أزمة متصاعدة بين البلدين بعدما اتهم ماكرون السلطات الجزائرية بأنها "تكن ضغينة لفرنسا"، وطعن في وجود أمة جزائرية قبل استعمار فرنسا للجزائر (1830-1962)، حيث تساءل "هل كان هناك أمة جزائرية قبل الاستعمار الفرنسي (؟!)".

وردت الرئاسة الجزائرية، في الثاني من أكتوبر/ تشرين الأول الجاري، بإعلان استدعاء سفير الجزائر لدى باريس للتشاور، احتجاجا على هذه التصريحات، التي قالت إنها "مسيئة" وتمثل "مساسا غير مقبول" بذاكرة أكثر من 5 ملايين مقاوم قتلهم الاستعمار الفرنسي.

كما أغلقت الجزائر مجالها الجوي أمام الطائرات العسكرية الفرنسية العاملة ضمن عملية "برخان" في منطقة الساحل الأفريقي.