icon
التغطية الحية

فيلم "عيوني": صرخة غضب وألم من أجل المختفين قسرياً في سوريا

2021.02.23 | 13:17 دمشق

2259.jpg
الغارديان - ترجمة: ربى خدام الجامع
+A
حجم الخط
-A

تقدم لنا المخرجة ياسمين فضة، التي عاشت في الكويت وسوريا وتحاضر في السينما لدى جامعة كوين ماري بلندن، فيلماً وثائقياً مؤثراً، خصصته من أجل من تعرضوا لتجربة الاختفاء القسري على يد نظام الأسد في سوريا، إذ يقدر عدد هؤلاء بنحو 150 ألف شخص منذ عام 2011.

وتركز ياسمين في فيلمها على شخصين، وهما الكاتب والمبرمج المعارض باسل خرطبيل الذي اختطف في تشرين الأول من عام 2015 في دمشق، والأب باولو دالوليو ذلك الكاهن المسيحي الذي تمتع بشعبية وإعجاب كبيرين والذي اختطف في شهر تموز من عام 2013 بمدينة الرقة.

وتستعين المخرجة في فيلمها بفيديوهات لهذين الشخصين، يتحدث فيها أفراد من عائلتيهما إلى جانب أعضاء في المنظمات، بالإضافة إلى ما صورته المخرجة من مقاطع فيديو تظهر الحملات التي قام بها أهالي المختفين قسرياً والألم الكبير الذي يعانون منه لغياب أحبائهم، وحاجتهم للنضال وللفت نظر العالم إلى هذا النوع من الجرائم.

 

تحدثنا في هذا الفيلم بشكل خاص زوجة باسل، السيدة نورا غازي، وشقيقة باولو السيدة إيماكولاتا أو ماتشي، حيث أتت الشهادة التي قدمتها هاتان المرأتان مؤثرة للغاية، إذ تتمتع كل منهما بالشجاعة والصلابة وقوة الإرادة، إلا أنه من المؤلم أن ترى نورا وهي ما تزال شابة وسعيدة بصحبة باسل، ثم تراها وقد أرهقتها الهموم وأصبحت تعاني من خواء روحي بعدما باتت تعيش في حالة شك حيال وفاة باسل أو بقائه على قيد الحياة.

ومن الموجع أيضاً أن تشاهد ماتشي وهي تخبرنا كيف باتت أمام خيارين: إما أن تكف عن التفكير بمصير شقيقها أو أن تتحمل العذاب والألم وهي تواصل حملة البحث عنه، وتنشر تفاصيل قصته على الشابكة، وتتابع عملية البحث، لكنها في تلك الحالة ستتجرع كأس المر صرفاً، حيث تصف لنا بطريقة مؤثرة تلك المعاناة فتقول: "أفضل أن أخاطر في البقاء على قيد الأمل".

وهكذا يظهر المختفون قسرياً في سوريا في هذا الفيلم مثل المفقودين في الأرجنتين خلال الأيام المظلمة لحكم الطغمة العسكرية هناك. إلا أن شهادة هاتين المرأتين حول من اختفوا قسرياً تحمل كثيراً من الإذلال لهذا النوع من الاستبداد.

يذكر أن الفيلم سيعرض في 25 شباط على قناة ترو ستوري.

المصدر: غارديان