icon
التغطية الحية

فيلم (عن الآباء والأبناء) يثير عاصفة من الانتقادات

2019.02.28 | 19:02 دمشق

تلفزيون سوريا - متابعات
+A
حجم الخط
-A

أثار فيلم "عن الآباء والأبناء" للمخرج السوري طلال ديركي والذي تم ترشيحه لجائزة الأوسكار عن فئة الأفلام الوثائقية، موجة من الانتقادات الواسعة على صفحات التواصل الاجتماعي بسبب مضمونه الذي رأى فيه كثير من السوريين أنه ركز على موضوع الجماعات الإسلامية في مناطق الثورة السورية وتجاهل دور النظام في المأساة السورية.

الفنان السوري فارس الحلو دعا في منشور له على صفحته على فيس بوك صناع السينما السورية بعد الثورة إذا أرادوا العمل من خلال فيلم تسجيلي في بيئة شعبية وكانت مواضيعه تتعلق بالخطف والاغتيال والاغتصاب والاعتقال والقصف والتطرف، أن يستذكروا نظام الأسد لأن ثقافة هذه الجرائم من صلبه، وشدد على أن أي موضوع يخص الشأن العام السوري، لا يستوي طرحه من دون ذكر قائد الدولة والمجتمع لخمسين سنة.

 

 

 

وحذا الفنان السوري جمال سليمان حذو فارس الحلو، حيث وصف الفيلم بالمضلل وقال موجها كلامه للمخرج طلال ديركي إن السجون السورية كانت مليئة بالشباب الليبرالي والمدني، وأطلق النظام سراح الجهاديين، وأرسلهم النظام إلى العراق، وحمل سليمان نظام الأسد المسؤولية الكاملة لما آلت إليه الأوضاع في سوريا بعد أن حكمها باسم حزب البعث العربي الاشتراكي وأحكم قبضته على التعليم والاقتصاد والأمن والحياة الإجتماعية، مما أدى لوصول البلد إلى هذا الوضع رغم أن السوريين معروفين تاريخياً بالاعتدال.

 

بدوره اتهم الصحفي السوري والكاتب القصصي والمسرحي نجم الدين السمان مخرج الفيلم بالمواربة كشفها بشكل واضح حواره الصحفي الأخير، وقال موجها كلامه للمخرج نحن السوريين لسنا "داعش" افتتحت مخابرات المافيا الدولية الحدود لنعبر إلى سوريا ولسنا جبهة نصرة وأطلقنا النظام من أكاديمية صحنايا، ولسنا حاضنة للإرهاب الإسلامي، ولسنا مع النظام ولسنا مع المعارضة ومتعهدي المفاوضات، ولسنا أولئك "الآباء" الذين ظهروا في فيلمِك؛ ونأسف لأنكَ تاجرتَ فيه.. حتى بأبنائهم؛ عن قصدٍ.. أو عن جهلٍ بحقوق حماية الطفولة.

نحن السوريون الذين لم نظهر في فيلمك إطلاقاً.. ضحايا كلِّ مَن شارك في قتلنا: النظام وميليشيات إيران وطائرات بوتين؛ وراجمات داعش والنصرة وإخوة المنهج؛ وحواجز الشبيحة وأمراء الحرب؛ وبنادق أحفاد أوجلان؛ وكتائب درع الفرات؛ وطائرات التحالف الدولي.. في آنٍ معاً.

 

 

 

أما علي عيد رئيس رابطة الصحفيين السوريين فانتقد بدوره الفيلم وطالب المعجبين به أن لا يهاجموا منتقدي الفيلم معتبراً أن الموضوع الأساسي هو في المضمون والأخلاقيات والتقنيات.

 

 

 

كما انتقد عيد الفيلم في منشور آخر واعتبر أنه لغير السوريين.. وفيلم لنيل الجوائز وليس للتاريخ، وتساءل ماذا لو لم يكن في إدلب الشهيد رائد الفارس مثلاً أو كلّ دعاة الحرية والدولة المدنية الذين قتلهم وأبعدهم النظام وقتلتهم وتهددهم القاعدة؟

 

 

 

الصحفي السوري ضياء الدين دغمش عبر بدوره عن سعادته لعدم فوز الفيلم بجائزة الأوسكار، ووصفه بالفيلم المزعج ويركز على زاوية واحدة محقة لكن فرعية بدون ذكر الأساس..

واعتبر دغمش ما يحدث في سوريا ليس معركة بين القاعدة والمجتمعات الحرة، بل معركة بين نظام استخدم كل شيء بما فيها القاعدة للبقاء في الحكم، ووصف تسليط الضوء على أطفال لنظهر جرائم القاعدة فإنه كلام حق يراد به باطل.

 

 

 

ورغم الانتقادات الكثيرة إلى انه بالمقابل حاول آخرون الدفاع عن وجه نظر المخرج طلال ديركي كالناشط عارف الحاج يوسف الذي طالب بعدم تحول طلال ديركي لمجرم حرب أو لشبيح للنظام (وهو من صنع العودة إلى حمص) واعتبر هذا غير مقبول. ودعا للتروّي قبل إطلاق الأحكام الأخلاقية المطلقة، قبل الحكم عليه بالإعدام. من جهة أخرى، وشدد على أن الفيلم تسجيلي وليس تحقيق استقصائي، وإذا كان المواطن الغربي سيأخذ معلوماته عن ما يحدث في سوريا عموماً من خلال فيلم تسجيلي يلقي الضوء على تفصيل صغير من الصورة الكبيرة فهذا غباء وهذه مشكلته وليست مشكلة المخرج، إن كان يريد أن يعرف ماذا يحصل في سوريا فليذهب لقراءة كتاب أو ليشاهد وثائقياً استقصائياً ذو طابع صحفي، وقام المخرج طلال ديركي بمشاركة منشور عارف الحاج يوسف على صفحة الرسمية على فيس بوك

 

 

 

يذكر أن الفيلم هو إنتاج سوري ألماني لبناني مشترك مدته 99 دقيقة، وسبق عرضه في مهرجان الأفلام الوثائقية بأمستردام ومهرجان صندانس في الولايات المتحدة ومهرجانات سينمائية أخرى في اليونان ورومانيا وأستونيا وسويسرا ولوكسمبورغ، وتم ترشيحه لجائزة الأوسكار لكنه فشل في نيل الجائزة.