سيقوم جيفري توغمان، وهو أستاذ جامعي متخصص بالعلوم السياسية، ومخرج ومنتج لفيلم "رئيس البلدية محمد"، بعرض هذا الفيلم الوثائقي يوم الخميس الموافق لـ20 تشرين الأول 2022 ضمن فعاليات مهرجان الأفلام المنوعة في جامعة سيتون هول لعام 2022-2023. وسيدعم هذا العرض أيضاً مركز تنمية الكليات، وكلية الفنون والعلوم، وقسم سيتون هول المخصص للباحثين من أجل سوريا، وقسم العلوم السياسية والشؤون العامة.
يركز هذا الفيلم على محمد خير الله وهو مهاجر مسلم قدم من سوريا ليعيش في الولايات المتحدة خلال ثمانينيات القرن الماضي، ثم أصبح رئيس بلدية بروسبكت بارك التابعة لولاية نيوجيرسي منذ عام 2006، وقد حاز هذا الفيلم جائزة التحكيم الخاصة بمهرجان مونتكلير السينمائي وعرض للمرة الأولى في أميركا في مهرجان بروكلين السينمائي. كما عرض للمرة الأولى في العالم في مهرجان أفلام العرب بألمانيا.
يذكر أن خير الله أطول من عمروا في مناصبهم الرسمية من المسلمين في نيوجيرسي، ولهذا يقدم هذا الفيلم الوثائقي لمحة عن تضحياته والمخاطر التي خاضها ليرسل مساعدات إنسانية إلى سوريا، مع محاربته في الوقت ذاته لقوى رهاب الإسلام في الولايات المتحدة. وعند اتهامه بفرض الشريعة الإسلامية بوصفه سياسياً محلياً، ذلك الاتهام الذي حرض على قيام حملة دعت لإقالته من منصبه لرئيس بلدية، أصبح على خير الله أن يواجه قوى رهاب الإسلام تلك، وأن يفكر بسؤال أهم وهو: ماذا يعني أن تكون أميركياً؟
تحدث الصحفي فيليب ديفينسينتيس إلى خير الله وتوغمان في مطلع هذا العام عندما استحوذت شركة Freestyle Digital Media وهي إحدى الشركات الموزعة الموجودة في هوليوود، لتقوم ببثه على عدد من المنصات تشمل AppleTV+ و Amazon Prime و Google Play ويوتيوب وغيرها.
وبما أن توغمان غمرته الحماسة لأن فيلمه الوثائقي سيصل إلى جمهور عريض، فقد قال: "إننا متحمسون للنقاشات التي ستظهر حول رهاب الإسلام والحقوق المدنية للمسلمين وغيرها من القضايا التي عالجها الفيلم".
تحدث خير الله في إحدى المقابلات عن المعارضة القائمة على رهاب الإسلام التي تعرض لها منذ أن تم تعيينه للمرة الأولى في منصب رسمي في عام 2001، حيث قال: "لسوء الحظ، وقعت أحداث 11 أيلول المأساوية في العام نفسه وحينئذ أخبروني بأنه لا فرصة أمامي للفوز بالانتخابات خاصة مع اسم مثل اسمي... وبفضل مشاركة وتدخل الجالية التي أنتمي إليها والتي نظرت أبعد من الصراع، وبعيداً عن الصور النمطية، وفوق مستوى تجارة الخوف، تم انتخابي لشغل ذلك المنصب".
يذكر أن هذا الفيلم تم التخطيط له في بداية الأمر كفيلم يسهم في توثيق أحداث الحرب السورية، إلا أن البروفسور توغمان حضر خلال مرحلة ما قبل إنتاج الفيلم ندوة ضمت متحدثين أميركيين-سوريين وكان بينهم خير الله، فقدم البروفسور نفسه بعد خطاب خير الله وهكذا ظهرت فكرة الفيلم مباشرة، وبعد مدة قصيرة وافق خير الله على أن تتحول قصته إلى موضوع رئيسي لهذا الفيلم، وعن ذلك يقول توغمان: "لم تكن القصة في البداية عن محمد فقط، إلا أن قصته أسرتني".
كما يتحدث توغمان عن العقبات التي بات عليه أن يقهرها خلال مرحلة تصوير الفيلم، فقال: "حتى يدعونا الناس أنا وطاقم الفيلم لدخول حياتهم... اكتشفنا أشخاصاً غاية في الكرم بوقتهم، وبخصوصيتهم، وكان العثور على مثل هؤلاء الأشخاص تحدياً بالنسبة لنا".
المصدر: جامعة سيتون هول