icon
التغطية الحية

فرنسا: مكافحة الإفلات من العقاب في سوريا أولوية وعودة اللاجئين مستحيلة حالياً

2023.05.31 | 16:36 دمشق

آخر تحديث: 31.05.2023 | 18:12 دمشق

المنسقة الفرنسية في الأمم المتحدة
سياسة النظام في التغيير الديمغرافي والعقبات السياسية والاقتصادية والأمنية تجعل العودة الآمنة والطوعية للاجئين مستحيلة - UN Photo
تلفزيون سوريا - إسطنبول
+A
حجم الخط
-A

شددت المنسقة السياسية لفرنسا لدى الأمم المتحدة، إيزيس جارود دارنو، على أن المحاسبة ومكافحة الإفلات من العقاب في سوريا "أولولية" بالنسبة لبلادها، مؤكدة أن العودة الكريمة والآمنة والطوعية "مستحيلة" في الوقت الحالي.

وفي كلمة لها في جلسة مجلس الأمن بشأن التطورات الإنسانية والسياسية في سوريا، أمس الثلاثاء، قالت دارنو إن النظام السوري وحلفاءه مسؤولون عن "حرب لها عواقب غير مسبوقة، أكثر من 500 ألف قتيل، وأكثر من 130 ألف مفقود، و12 مليون مهجّر، واستخدام الأسلحة الكيميائية ضد المدنيين".

وأوضحت أنه "بالإضافة إلى جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية، استخدم النظام السوري التعذيب الممنهج والعنف الجنسي في مراكز الاحتجاز التابعة له، بالإضافة إلى أن النظام والميليشيات الإيرانية هم الآن المنتجون والمصدرون الرائدون في العالم لمخدر الكبتاغون، مما يجعل من سوريا قلب تجارة مخدرات عالمية بمليارات الدولارات، وهي مصدر عدم الاستقرار في المنطقة بكاملها".

وأكدت الدبلوماسية الفرنسية على تصريح وزيرة خارجية بلادها بأن "مكافحة الإفلات من العقاب تظل أولوية بالنسبة لفرنسا"، مشددة على أنه "يجب محاسبة المسؤولين عن جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية على أفعالهم".

وأشارت إلى أن "العقوبات الأوروبية مصممة بدقة لتقييد مجال المناورة لمرتكبي هذه الجرائم ومصادر تمويل الجهاز القمعي للنظام السوري".

محددات العملية السياسية معروفة

وعن العملية السياسية في سوريا، قالت دارنو إن "محدداتها معروفة"، مضيفة أنه "بالنسبة لفرنسا، لن يكون هناك عودة دائمة للاستقرار في سوريا والمنطقة دون حل سياسي، يلبي التطلعات المشروعة لجميع السوريين، ويمكّنهم من العيش بسلام في بلدهم".

ولفتت إلى أن القرار 2254 الذي تبناه مجلس الأمن "أرسى أسس سلام دائم يتطلع إليه السوريون"، موضحة أن النظام السوري "يتجاهل خريطة الطريق وفق هذا القرار، ويرفض أي التزام على المسار السياسي".

وجددت المسؤولة الفرنسية تأكيد دعم بلادها للوساطة التي يقودها المبعوث الأممي، مشددة أنه "يجب على النظام اتخاذ خطوات ملموسة للبدء في عملية سياسية حقيقية، وغياب الحل السياسي يفاقم معاناة السوريين".

الوضع الإنساني "كارثي"

ووصفت المنسقة السياسية لفرنسا في الأمم المتحدة الوضع الإنساني في سوريا بأنه "كارثي"، موضحة أنه "قبل كل شيء، لأن النظام ارتكب جرائم جسيمة ضد السكان المدنيين لأكثر من 12 عاماً، واستخدم الزلزال، الذي أضاف صعوبات إلى الوضع المتدهور بالفعل، كفرصة لتحويل الانتباه الدولي عن انتهاكاته".

وفيما يتعلق بتفويض دخول المساعدات الإنسانية عبر الحدود إلى سوريا قالت إنه "من الضروري ضمانه بكل الوسائل المتاحة"، داعية إلى تجديد تفويض معبر باب الهوى، في تموز المقبل، لمدة 12 شهراً أخرى.

وأضافت أن كارثة الزلزال "أظهرت ضرورة وجود عدة نقاط وصول عبر الحدود، من أجل إيصال المساعدات بأكبر قدر ممكن من الكفاءة"، موضحة أن العمليات الإنسانية في سوريا "لا تزال معقدة بسبب تقسيم البلاد وطبيعة النظام السوري".

عودة اللاجئين "مستحيلة" حالياً

وأشارت كارنو إلى أن "مؤتمر بروكسل من أجل مستقبل سوريا ودول المنطقة" سيعقد في 21 حزيران المقبل، "لحشد المجتمع الدولي من جديد ومواصلة التزامه بالاحتياجات الإنسانية في سوريا، ولا سيما فيما يتعلق باستقبال اللاجئين".

وختمت الدبلوماسية الفرنسية كلمتها بالقول إن "مستقبل اللاجئين يكمن في سوريا، ولكن لسوء الحظ، فإن سياسة النظام السوري النشطة في التغيير الديمغرافي، والعديد من العقبات السياسية والاقتصادية والأمنية، التي لا تزال تقف في طريق العودة الكريمة والآمنة والطوعية، وتجعلها مستحيلة في الوقت الحالي".