icon
التغطية الحية

عندما تُقنن الحياة.. شهادات من "دمشق المظلمة"

2020.07.22 | 14:55 دمشق

thumbnail_img_6405.jpg
ورشة تصليح مولدات كهرباء في دمشق (تلفزيون سوريا)
 تلفزيون سوريا ـ خاص
+A
حجم الخط
-A

بات مؤيدو نظام الأسد يرون "النصر" الذي وعدهم به نظام الأسد أكذوبة، بعد أن تكشّف لهم عدم قدرته على تأمين أقل مقومات الحياة التي وعدهم بها، ولاسيما بعد الانتهاء "من قوى الإرهاب وتهديدها لبنية الدولة".

لكن وعلى عكس الوعود سرعان ما بدأت قطاعات الحياة الاقتصادية بالانهيار، ولم يعد مجدياً العزف على أسطوانة الحرب، و"الجيش" الذي يحارب ويستهلك المقدرات.

العاصمة المظلمة

تشهد العاصمة دمشق وأحياؤها انقطاعاً طويلاً في ساعات الكهرباء، الأمر الذي ألقى بتبعاته على الأهالي، ولاسيما مع ارتفاع درجات الحرارة.

وعلى الرغم من وجود خطة تقنين ثابتة، إلا أن وزارة الكهرباء في حكومة الأسد لم تلتزم بها، وهي سياسة ليست بجديدة، وكانت قد اتبعتها على مدار السنوات الماضية، مبررةً الأمر بالأضرار التي تعرضت لها شبكات الكهرباء، في أثناء العمليات العسكرية.

"تلفزيون سوريا" استطلع آراء عدد من الأهالي في العاصمة دمشق وأحيائها، حول سياسة التقنين الحالية، التي تتبعها "وزارة الكهرباء" في حكومة الأسد.

"أبو خليل" من سكان حي كفرسوسة بدأ حديثه بالقول: "الشام لونها أسود ومعتّمة.. ما كانت هيك بأيام الحرب"، معبراً عن واقع الحال في حيّه وفي العاصمة، وخصوصاً منذ ما يقارب 15 يوماً، حيث زاد التقنين اليومي للكهرباء، ووصل إلى معدلٍ زمني لا يحتمل.

وإلى جانبه يقول فرزات (اسم حركي) من سكان حي الدحاديل: "منذ أن بدأت درجات الحرارة بالارتفاع زاد التقنين، وبحسب الخطة فإنه يجب أن يكون التقنين 3 ساعات بـ3 ساعات للإيصال والقطع، لكن ومنذ حوالي أسبوع لم يطبّق ذلك، حيث وصلت ساعات الانقطاع إلى خمس".

"محمد" صاحب محل تجاري في البرامكة تحدث لـ"تلفزيون سوريا" عن وضع الكهرباء في أثناء انتخابات مجلس الشعب التابع للنظام.

ويقول: "عرس وطني من دون كهرباء، ونحن في مركز العاصمة وبجوارنا مراكز مهمة مثل هجرة دمشق ووكالة سانا ووزارة الزراعة، ومع ذلك بالأمس لم تأت الكهرباء أكثر من ساعتين".

عتمة..ظالمة

لا يقتصر التقنين على حي دون الآخر، بل ينسحب الأمر إلى كل مناطق دمشق، لكن النقطة التي يجدر الوقوف عليها، هي الفترة الزمنية المخصصة لكل منطقة، من أجل إيصال الكهرباء وقطعها.

وبحسب "أبو خالد" وهو أحد سكان صحنايا البلد، فإن "مسؤولي الطوارئ يتحكمون بالتقنين وفق الدعم، فحيث يكون أحد المسؤولين مثل رئيس بلدية أو رئيس مفرزة أمن فالكهرباء جيدة".

"أما المواطن العادي" يضيف "زياد" أحد قاطني جديدة عرطوز: "لا يرد على شكواه أحد"، مشيراً "نتصل بالمركز الرئيسي بعرطوز فتكون الإجابات في حال رد عليك الموظف: تحميل عالي على الشبكة- ارتفاع حرارة- عطل عام".

وداعاً.. للبازلاء والفول

في سياق ما سبق، فإن انقطاع التيار الكهربائي الدائم أدى إفساد المونة في ثلاجات المواطنين، والذين يرون أنها "تحميهم من شتاء الغلاء القادم، وعدّتهم للأيام السوداء المستقبلية التي يتوقعونها".

"أم إبراهيم" ربة منزل من الريف الغربي لدمشق تقول لـ"تلفزيون سوريا" إن انقطاع الكهرباء الطويل والمتكرر، أدى إلى فساد كل المواد "الممونة" في منزلها، والتي تقدر أسعارها بآلاف الليرات.

ولم يقتصر الأمر على ما سبق، تضيف "أم خالد": "مو بس خربت المونة حتى البراد احترق من الكهرباء غير الثابتة (...) منذ يومين وصل التيار مرتفعاً أكثر مما يجب، مما أدى إلى احتراق الموتور (...) الآن نحن من دون ماء بارد والأطعمة تفسد في الحرارة العالية".

البدائل.. ليس بالإمكان

البدائل التي تؤمن التيار الكهربائي ليست بإمكان الجميع، وبعض الأجهزة الكهربائية تحتاج إلى مولدات غالية الثمن.

أما ما يكون على المواطن سهلاً ومتاحاً، يصفه "حسن" من سكان الريف الغربي لدمشق بـ"مجموعة لدات (أزرار ضوئية صغيرة) مع بطارية سيارة عادية أو في أقصى الحالات مولدة تعمل عالبنزين، وقد لا تستطيع توفير وقودها".

ويضيف "حسن": "الشواحن وسواها ليست سوى صفقات تجارية مع الصين، يشترك فيها مجموعة المتنفذين من تجار ومسؤولي الكهرباء، والغاية منها تمرير هذه البضائع في فصل الصيف، حيث تشتد الحرارة".

كورونا.. ساخن

التقنين وساعات الانقطاع الطويلة للتيار الكهربائي في دمشق لا تأتي في ظروف طبيعية على العاصمة، إذ تتزامن مع تفشي لفيروس "كورونا"، والذي تخطت الإصابات به في المناطق الخاضعة لسيطرة نظام الأسد 500 إصابة.

ومع تفشي الوباء تصبح الكهرباء حاجة لدى الأهالي الذين سيضطرون للبقاء في منازلهم.

"أبو خلدون"، يقطن في حي الميدان بدمشق يروي حكاية "السيرانات الأخيرة" التي زادت عدد الإصابات.

ويقول: "مع بداية الحر خرجت الناس للشوارع كي تتنفس، لأن الكهرباء مقطوعة، ومثال ذلك السيران في دوار البيطرة، الذي جمع المئات من العائلات الدمشقية، وهذا ما أدى إلى الكارثة التي نحن فيها".

أزمات أخرى في طريقها إلى بيوت السوريين فتقنين الماء تم توزيعه ولساعات طويلة في العاصمة، وكذلك في الريف لا تقنين منتظم، حيث أن بعض الأحياء تعيش انقطاعات لأيام، ومع كل موسم قادم أزمة خانقة جديدة.

كلمات مفتاحية