icon
التغطية الحية

على وقع قصف إدلب.. بشار الأسد يلقي خطاب "المعادلات والمسارات" في القمة الطارئة

2023.11.11 | 23:23 دمشق

على وقع قصف إدلب.. بشار الأسد يلقي خطاب "المعادلات والمسارات" في القمة الطارئة
بشار الأسد في قمة الرياض (تويتر)
تلفزيون سوريا- إسطنبول
+A
حجم الخط
-A

ألقى رئيس النظام السوري بشار الأسد كلمةً خلال مشاركته في القمة العربية الإسلامية الطارئة، أثارت استهجان السوريين وسخريتهم عبر مواقع التواصل الاجتماعي، نظراً لتناقض مضمونها المتعلق بإدانة العدوان الإسرائيلي الوحشي على الفلسطينيين، مع الجرائم والانتهاكات التي ارتكبها نظام الأسد، وما زال يرتكبها، بحق السوريين منذ ما يزيد على 12 عاماً.

وزاد في موجة السخرية تلك، العبارات والمصطلحات والتساؤلات "التحليلية" وغير المباشرة، التي عادة ما يستخدمها "الأسد" في خطاباته، بغية الابتعاد عن القضية الرئيسة، والتقليل من شأنها، وتحويلها عن هدفها.

"معادلات ومسارات وأدوات"

جاءت كلمة رئيس النظام السوري متأخرة عن خطابات غالبية قادة ورؤساء الدول العربية والإسلامية، وقبل وقت قصير من صدور البيان الختامي للقمة التي عقدت صباح يوم السبت في العاصمة السعودية الرياض. ومن أبرز العبارات التي وردت فيها:

  • "غزة لم تكن يوماً قضية، فلسطين هي القضية وغزة تجسيد لجوهرها وتعبير صارخ عن معاناة شعبها. والحديث عنها بشكل منفرد يضيع البوصلة، فهي جزء من كلّ وهي محطة في سياق، والعدوان الأخير عليها هو مجرد حدث في سياق طويل يعود إلى 75 عاماً من الإجرام الصهيوني. فلا الأرض عادت ولا الحق رجع لا في فلسطين ولا في الجولان".
  • "هذه الحالة أنتجت معادلة سياسية مفادها بأن المزيد من الوداعة العربية معهم تساوي المزيد من الشراسة الصهيونية تجاهنا وأن المزيد من اليد الممدودة من قبلنا تعادل المزيد من المجازر بحقنا".
  • "إن الطارئ في قمتنا اليوم ليس العدوان ولا القتل، فكلاهما مستمر وكلاهما ملازم للكيان وسمة له، لكن الطارئ هو تفوق الصهيونية على نفسها في الهمجية".
  • "الحد الأدنى الذي نمتلكه هو الأدوات السياسية الفعلية لا البيانية، وفي مقدمتها إيقاف أي مسار سياسي مع الكيان الصهيوني بكل ما يشمله المسار السياسي من عناوين اقتصادية أو غيرها لتكون عودته مشروطة بالتزام الكيان بالوقف الفوري المديد لا المؤقت للإجرام بحق كل الفلسطينيين".
  • "الحديث عن الدولتين وإطلاق عملية السلام وغيرها من التفاصيل والحقوق فهو على أهميته ليس الأولوية في هذه اللحظة الطارئة، مع معرفتنا أن الحديث فيها وعنها لن يثمر ولن يجدي، لأنه لا وجود لشريك ولا لراع ولا لمرجعية، ولا لقانون، ولأنه لا يمكن استعادة حق، والمجرم أصبح قاضياً، واللص حكماً وهذا هو حال الغرب اليوم".
  • "بعيداً عن مطالباتنا للدول الغربية وللمؤسسات الدولية وغيرها بتحمل مسؤولياتها فهي لا تحمل سوى مسؤوليات استعمارية تاريخية قائمة على قمع ونهب الشعوب، بإرادتنا فقط، بالرأي العام الشعبي الجارف في بلداننا بما فرضته المقاومة الفلسطينية من واقع جديد في منطقتنا امتلكنا تلك الأدوات، فلنستخدمها، ولنستغل التحول العالمي الذي فتح لنا أبواباً سياسية أغلقت لعقود لندخل منها ونغير المعادلات".

بين غزة و"حفرة التضامن" ومجازر حمص وصور "قيصر"

ملأت تدوينات وتغريدات الاستهجان منصات التواصل الاجتماعي منذ وصول بشار الأسد إلى الرياض للمشاركة في القمة، إلى ما بعد انتهائه من إلقاء خطابه.

وكتبت مغرّدة تقول: "بشار الذي رمى الفلسطينيين في حفرة التضامن بدمشق، ذهب إلى السعودية لمناقشة أوضاع الفلسطينيين في غزة".

أما سوسن مهنا، فقد كتبت متسائلة: "قال بشار، (الطارئ في قمتنا ليس القتل وإنما تفوق الصهيونية على نفسها في الهمجية. والحد الأدنى الذي نمتلكه الأدوات السياسية الفعلية لا البيانية..." ما هي الأدوات السياسية التي تمتلكها وأنت مرهون قولاً وفعلاً ومستقبلاً لإيران؟ يا من قايضت كرسيك في قصر المهاجرين، بسلام وأمان وحرية سوريا وشعبها. عيون أطفال مضايا والغوطة تراقبك من السماء.. أنت قتلت في حمص بليلة واحدة 230 مدنياً.. قتلت أكثر من 4 آلاف شخص وأبدت عائلات بكاملها، بعد حصار استمر شهراً كاملاً لحيّ بابا عمرو في حمص. وفي منطقة تلدو بحمص وعلى مدى 10 ساعات وحصار وقصف مكثف، قتلت وشبيحتك خلال هذه العملية 109 مدنيين، بينهم 49 طفلاً و32 امرأة. يكفي ما سربه (قيصر)، مئات آلاف الصور للمعتقلين السوريين القتلى في أقبية نظامك عرضت في معرض في متحف الهولوكوست بالولايات المتحدة. يكفي تقرير منظمة "هيومن رايتس ووتش" حينها، إذا تكلّم الموتى. هذه عينة من مجازرك التي لا تقارن بما يفعله المجرم نتنياهو في غزة.. وبعد، كان عليك أن تخجل من نفسك، ولا تشارك في القمة. والسؤال هو من الأكثر إجراماً أنت أم نتنياهو؟".

كلمة بشار على وقع هدير الطائرات فوق إدلب

وفي الوقت الذي كان بشار الأسد يلقي كلمته "المتضامنة" مع غزة، كانت الطائرات الحربية ومدافعه الميدانية تقصف مناطق عدة في إدلب، بحسب تغريدات لناشطين وصحفيين سوريين.

ومن بين التغريدات كتب... : "والله أثناء خطاب بشار الأسد وهو عم يدين الإرهاب الصهيوني على غزة كان في ثلاث طائرات حربية فوق سماء إدلب لتقصف المدنيين فيها".

مئات آلاف القتلى والمعتقلين والمختفين قسرياً على يد "الأسد"

يذكر أن 61 مدنياً بينهم 23 طفلاً و9 سيدات، قتلوا على يد النظام السوري خلال شهر تشرين الأول الماضي، في حين قتل حلفاؤه من القوات الروسية 9 مدنيين بينهم 4 أطفال و4 سيدات، بحسب تقرير للشبكة السورية لحقوق الإنسان.

وكشف التقرير عن أن النظام السوري لم يسجل مئات الآلاف من المواطنين الذين قتلوا منذ عام 2011 في سجلات الوفيات الرسمية، وأنه يتحكم بشكل متوحش في إصدار شهادات الوفاة، مما يجعل العائلات غير قادرة على الحصول على شهادات وفاة لأحبائهم الذين قتلوا تحت التعذيب أو على يد الأطراف الأخرى.

كما سجّلت الشبكة ما لا يقل عن 193 حالة اعتقال/ احتجاز تعسفي على يد النظام، بينهم 13 طفلاً و4 سيدات، خلال شهر تشرين الأول الفائت. وما يزال لدى النظام قرابة 135253 معتقلاً/ مختفياً قسرياً، بحسب الشبكة التي أكّدت أن النظام ما يزال مستمراً في عمليات الاعتقال التعسفي والإخفاء القسري بصرف النظر عن مراسيم العفو التي يصدرها.