icon
التغطية الحية

على العلن وفي وضح النهار.. تحطيب جائز للغابات والأحراش بريف عفرين | فيديو

2024.01.14 | 18:01 دمشق

صورة أرشيفية - تلفزيون سوريا
قطع الأشجار في ميدانكي بريف عفرين (أرشيفية - تلفزيون سوريا)
 تلفزيون سوريا ـ إسطنبول
+A
حجم الخط
-A

تداول ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي شريطاً مصوراً يظهر استمرار عمليات التحطيب والقطع الجائر للأشجار في ريف عفرين شمالي حلب، من قبل مجموعات عسكرية محسوبة على الجيش الوطني السوري.

ونشر الناشط أحمد البرهو المقيم في عفرين، فيديو على صفحته في "فيس بوك"، أظهر عمليات قطع علنية وفي وضح النهار للأشجار في غابات وأحراش ريف عفرين.

وقال البرهو في الفيديو: "هناك عناصر مسلحون يحمون بعض الأشخاص المدنيين القائمين على قطع الأشجار، وربما نجد المنطقة قريباً أشبه بالصحراء".

قطع منظّم للأشجار

كانت بلدة ميدانكي بريف عفرين شمالي حلب مقصداً لعموم سكان شمال غربي سوريا، بهدف التنزه، خاصة في فصل الصيف بسبب ارتفاع درجات الحرارة، إلا أن من يقصدها حديثاً لن يجد حالها كما كانت عليه من قبل، إذ باتت الأرض المحيطة بالبحيرة هناك، قاحلة، مع غياب الظل الذي كانت توافره الأشجار المتنوعة، في منظر بائس أنتجته سياسة ممنهجة لقطع الأشجار في المنطقة تتغذى على صمت وعجز وتواطؤ، أو ربما تنفيذ الجهات العسكرية والمدنية لهذه الجريمة بحق البيئة.

ورصد موقع تلفزيون سوريا في وقت سابق قطع مئات الأشجار في محيط بحيرة بلدة ميدانكي التابعة إدارياً لمدينة عفرين بريف حلب الشمالي، والخاضعة لسيطرة الجيش الوطني السوري.

وأظهرت صور حصرية قطع الأشجار وفق سياسة ممنهجة ومنظمة، إذ طالت أحراشاً كاملة، ما يدل على أن الأشخاص القائمين على عمليات القطع، يعملون بأريحية وشعور مسبق بعدم المحاسبة أو الملاحقة الأمنية.

جريمة وتداعيات كارثية

وقال الصحفي المختص بقضايا البيئة زاهر هاشم، إنّ للأشجار أهمية كبيرة في توفير الهواء النقي، وامتصاص ثاني أكسيد الكربون، وبالتالي الحد من تغير المناخ، ومنع انجراف التربة والحفاظ على التنوع البيولوجي، وتوفير بعض أنواع الغذاء مثل الفواكه والمكسرات، كما تنظم الأشجار تدفق المياه وتحسّن من نوعيتها.

وذكر هاشم في حديث مع موقع تلفزيون سوريا، أن الأشجار تعتبر مورداً اقتصادياً مهماً يُستخدم في صناعة الأثاث المنزلي وصناعة الورق، ومصدراً للحصول على الطاقة المستخدمة في الطبخ والتدفئة في المناطق الريفية والجبلية.

وشدد على أن القطع الجائر للأشجار يعد جريمة بحق البيئة والمجتمع، إذ يحتاج ترميم المشهد البيئي وعلاج الأضرار الناجمة عن قطع الأشجار إلى وقت طويل للتعافي اعتماداً على عمر الشجرة وسرعة نموها واختلاف أنواعها والظروف البيئية، فقد تحتاج بعض الغابات إلى أكثر من 70 عاماً لاستعادة أشجارها والعودة إلى حالتها السابقة، لكن حتى مع بعض الأنواع السريعة والمتوسطة النمو، فإن مدة التعافي لا تقل عن 10 إلى 25 عاماً.