icon
التغطية الحية

عفرين جسر الوحدات الكردية إلى المتوسط تحت رقابة تركية

2018.01.18 | 12:01 دمشق

دبابة للجيش التركي على الحدود التركية السورية
 تلفزيون سوريا
+A
حجم الخط
-A

تركيا ترفع حالة التأهب و تحشد قواتها  قرب الحدود السورية، هدوء حذر يسود مدينة عفرين شمال غرب سوريا، بعد أن وجهت المدفعية التركية ذخيرتها تجاه المدينة الواقعة تحت سيطرة وحدات الحماية الشعبية الذراع العسكري لحزب الاتحاد الديمقراطي (pyd.).

تقع مدينة عفرين شمال غرب سوريا، وتتبع إدارياً لمحافظة حلب وتجاور مدينة اعزاز من جهة الشرق، و محافظة إدلب من الجهة الجنوبية الشرقية منها.

تبلغ مساحتها نحو 3850 كيلومترا وهي منطقة جبلية تنفصل جغرافياً عن المناطق الأخرى التي تسيطر عليها وحدات الحماية الشعبية على طول الحدود مع تركيا. و يبلغ عدد سكانها قرابة 523,258 نسمة حسب إحصائية لحكومة النظام السوري عام 2012.

 تعتمد منطقة عفرين بريف حلب الشمالي على ثلاث معابر رئيسة تفصلها عن مناطق سيطرة المعارضة السورية وقوات النظام السوري في ريف حلب الشمالي.

ويفصل أحد المعابر التجارية والمدنية بين منطقة عفرين ومناطق سيطرة المعارضة في مدينة دارة عزة بريف حلب الغربي، فضلاً عن معبر آخر يفصلها عن مدينة اعزاز وعموم ريف حلب الشمالي ومناطق درع الفرات، ومازال المعبران يعملان بشكل طبيعي حتى الآن.

معبر آخر يفصل بين المدينة ومناطق سيطرة النظام السوري في بلدتي نبل والزهراء، و يؤدي إلى حلب المدينة، وقد شهد في الآونة الأخيرة مواجهات بين ميليشيات من البلدتين، وعناصر من وحدات حماية الشعب المتمركزة في عفرين، على خلفية اعتقال عشرات المدنيين على مدخل بلدة نبل.

وانتشرت في الآونة الأخيرة وحدات من القوات التركية في محيط منطقة عفرين بريفي حلب الغربي وإدلب الشمالي، بالتزامن مع عملية عسكرية تركية مرتقبة على المنطقة.

نزح إلى عفرين نحو نصف مليون مدني من حلب وريفها الشمالي والمناطق المجاورة، هرباً من المعارك الدائرة بين فصائل المعارضة وقوات النظام والحرب التي شنها التحالف الدولي على تنظيم الدولة ، كما  أقيم مخيمان عام 2014 لايواء النازحين بالقرب من قرية باصلحايا بريف حلب الشمالي .

عفرين جسر الوحدات الكردية إلى المتوسط

يسعى حزب الاتحاد الديمقراطي إلى وصل مناطق الإدارة الذاتية في سوريا بالبحر المتوسط، وتأسيس ما يطلق عليه الحزب بـ(روج آفا) أي كردستان سوريا، وهو ما يثير قلق وغضب تركيا.

تفصل عفرين بين مناطق سيطرة فصائل "درع الفرات" المدعومة تركياً في جرابلس و الباب واعزاز إلى الشرق ومحافظة إدلب في الغرب، وتهدف تركيا إلى تحقيق تواصل جغرافي مع جميع المناطق الحدودية الواقعة بين مدينة جرابلس غرب الفرات و البحر المتوسط، و بالتالي القضاء على حلم حزب الاتحاد الديمقراطي لتحقيق الوحدة الجغرافية بين مناطق الإدارة الذاتية في سوريا.

في كانون الثاني/يناير 2014 أعلن حزب الاتحاد الديمقراطي(pyd (إدارة ذاتية في الشمال السوري ضمت ثلاثة  تجمعات رئيسة : وهي عين العرب/كوباني، والجزيرة السورية في الشرق، وعفرين في الغرب.

وتشير مصادر إلى أن أبناء عفرين يشكلون نحو ثلث القوات العسكرية التي شاركت في السيطرة على مدينة الرقة من قبضة تنظيم الدولة .

تيلرسون: نحن لا ننشئ قوة حدودية على الإطلاق.. من المؤسف أن التصريحات التي أدلى بها البعض خلفت هذا الانطباع. ليس هذا هو ما نفعله.

وتضم عفرين نحو 350 قرية وبلدة صغيرة وكبيرة من أهمها عفرين المدينة، وجندريسة وبلبلة وشية، وراجو وشرا.

وتزود الولايات المتحدة الأمريكية وحدات حماية الشعب و قوات سورية الديمقراطية بالسلاح، في إطار حربها على تنظيم الدولة  الذي كان يسيطر على محافظتي الرقة وديرالزور، ما أدى لتوتر في العلاقات بين واشنطن وأنقرة، كان آخرها إعلان واشنطن عن نيتها تشكيل قوة عسكرية قوامها 30 ألفاً من مقاتلي وحدات حماية الشعب .

تحذيرات تركية وتراجع أمريكي

هذه التصريحات تراجعت عنها واشنطن عبر خطاب وزير خارجيتها ريكس تيلرسون (الخميس)، الذي أوضح أن إعلان تشكيل القوة الحدودية تم تفسيره بشكل خاطئ، وتابع تيلرسون في تصريحه للصحفيين:" هذا الموقف برمته أسيء طرحه وأسيء تفسيره. كان كلام البعض غير دقيق. نحن لا ننشئ قوة حدودية على الإطلاق.. من المؤسف أن التصريحات التي أدلى بها البعض خلفت هذا الانطباع. ليس هذا هو ما نفعله".

وكان الرئيس التركي قد أعلن، الثلاثاء، أن العملية العسكرية المرتقبة على مواقع "الوحدات" الكردية في عفرين، ستكون بمشاركة المعارضة السورية المسلحة.

وبالتوازي مع التصعيد العسكري التركي في المنطقة، طالب حزب الاتحاد الديمقراطي المجتمع الدولي باعتبار مناطق سيطرتهم مناطق آمنة، بعد تعرض عفرين لقصف بالمدفعية التركية.

 وبدأ اليوم القصف المتبادل بين المدفعية التركية و قوات وحدات الحماية الشعبية في عفرين، إذ استهدفت الأولى مواقع  الوحدات على جبال زور مغار شرق جرابلس، لترد قوات قسد باستهدف المدخل الغربي لمدينة اعزاز بالمدفعية الثقيلة.

وتعتبر أنقرة أن وحدات حماية الشعب امتداد لحزب العمال الكردستاني الذي قاد تمردا في جنوب شرق تركيا منذ عام 1984. ويصنف الاتحاد الأوروبي وتركيا والولايات المتحدة حزب العمال الكردستاني على أنه جماعة إرهابية.