icon
التغطية الحية

عفرين.. تفاصيل ما جرى بين الشرطة العسكرية وناشطي حمص

2020.11.08 | 15:50 دمشق

abw_rd.jpg
عفرين.. عناصر الشرطة العسكرية يعتدون بالضرب على الناشط "أبو رعد الحمصي" (إنترنت)
إسطنبول - خاص
+A
حجم الخط
-A

أفادت مصادر محلية لـ موقع تلفزيون سوريا، اليوم الأحد، باقتراب التوصّل إلى حل حول الخلاف الذي حصل، مؤخّراً، بين ناشطين مِن محافظة حمص وفرع الشرطة العسكرية في منطقة عفرين - الحدودية مع تركيا - شمال غربي حلب.

ولم توضّح المصادر تفاصيل حل الخلاف، إلا أنّها نقلت ما صدر عن "لجنة رد الحقوق" بخصوص قضية الناشط "أبو رعد الحمصي" الذي اعتدى عليه عناصر الشرطة العسكرية بالضرب عقب ملاسنة جرت بينهما بحضور قائد الشرطة.

ووفق المصدر فقد قرّرت "اللجنة المشتركة لـ رد الحقوق" - التي سبق أن شكّلتها فصائل الجيش الوطني في منطقة عفرين - لـ حل الخلاف الحاصل بين ناشطي حمص والشرطة العسكرية الآتي:

- عزل وإحالة العناصر الذين اعتدوا على "أبو رعد الحمصي" إلى القضاء للمحاسبة.

- تقديم اعتذار شخصي مصوّر لـ"الحمصي" مِن قائد الشرطة العسكرية العقيد محمد حمادين (أبو رياض).

ونشرت "لجنة رد الحقوق" بياناً - تداوله ناشطون - قرّرت فيه "إحالة العناصر المعتدين إلى إدارة الشرطة العسكرية لـ محاسبتهم أصولاً"، مشيرةً إلى أنّ "الصلح تم بين جميع الأطراف وبرضاهم على مبدأ (دية الكريم الاعتذار)".

لجنة رد الحقوق.jpg

 

 

تفاصيل الخلاف

بدأ الخلاف بين ناشطي حمص والشرطة العسكرية في عفرين عندما اعتدى عناصر الشرطة، أمس السبت، على الناشط والمنشد "أبو رعد الحمصي" ومِن ثم سجنهِ، بعد مشادة كلامية مع رئيس قسم الشرطة العقيد محمد حمادين.

وحسب ما صرّح الناشط قاسم جاموس المعروف بـ"أبو وطن الحمصي" فإنّ عناصر الشرطة العسكرية انهالوا بالضرب على "أبو رعد" بعد مشادة كلامية مع "حمادين" بخصوص 3 شبّان (مِن ريف دمشق) قادمين مِن مناطق سيطرة نظام الأسد عبر طريق "التهريب".

وأضاف "جاموس" أنّه في البداية أشار "أبو رياض" إلى عدم وجود سلطة لديه بخصوص الموضوع، ورجّح تحويل الشبّان إلى الاستخبارات، وهناك إمّا أن يُخلى سبيلهم أو احتجازهم أو إعادتهم إلى مناطق "النظام".

وتابع "على إثر ذلك انتفض (أبو رعد)، خاصة بعد أن وضع "أبو رياض" احتمال إعادتهم إلى مناطق سيطرة نظام الأسد، لـ تحصل مشادة كلامية بين الطرفين، تدخل خلالها عدد مِن عناصر الشرطة العسكرية قائلين للحمصي "لا تحكي هيك مع المعلم"، وانهالوا عليه بالضرب.

وأشار "جاموس" إلى أنّه ذهب إلى فرع الشرطة العسكرية بعد الحادثة لـ استلام "أبو رعد"، لكن بعد رؤية حالته الصعبة نتيجة الضرب المبرح رفض استلامه، قبل أن تدخل وساطات مِن الجيش الوطني ويخرج على إثرها "أبو رعد".

وأكّد "جاموس" أنّ مطلب ناشطي حمص هو عزل رئيس الشرطة العسكرية العقيد محمد حمادين "أبو رياض، ومحاسبة العناصر الخميسة الذين اعتدوا بالضرب على "أبو رعد"، الذي ما يزال يتلقّى العلاج في المشفى.

 

الشرطة العسكرية تقدّم روايتها

أصدرت إدارة الشرطة العسكرية في عفرين بياناً بخصوص حادثة الاعتداء التي وقعت بحق الناشط "أبو رعد الحمصي".

وأوضح البيان أن "الحمصي" راجع يوم أمس فرع الشرطة العسكرية لـ بحث ملف توقيف عدد مِن الشبّان الموقوفين في الفرع بعد إلقاء القبض عليهم قادمين من محافظة حمص إلى مدينة عفرين عن طريق التهريب.

وأضاف البيان أن إدارة الفرع أبلغت "الحمصي" أن هؤلاء الشبان موقوفون بجرم الدخول غير الشرعي إلى مناطق الجيش الوطني وهم قيد التحقيق، لافتاً أنّه "وبانتهاء رئيس الفرع من الحديث بدأ (أبو رعد) بتوجيه الإساءة له وللفرع".

وحسب البيان فإن كلام "الحمصي" استفز عناصر الفرع الذين بدؤوا مشادات كلامية معه تطورت إلى شجار بالأيدي لم يدم لـ أكثر من دقيقة، قبل أن يفضه رئيس الفرع ويقرر وضع "أبو رعد" في غرفة التحقيق.

وبعد مضي نصف ساعة مِن الحادثة جاء - وفقاً لـ بيان الشرطة - الناشط "قاسم جاموس" برفقة عدد مِن قادة الجيش الوطني إلى الفرع لمناقشة الحادثة، وتقرر حل الخلاف بعد تعهد "الحمصي" بعدم الإساءة للفرع مرة أخرى.

وأضاف البيان أن "جاموس" طلب مقابلة "الحمصي" بهدف تهدئته وحل الخلاف، إلا أنّه عاد إلى مكتب رئيس الفرع وأخذ يصّعد الأمر ويتلفظ بألفاظ مسيئة ويتهم الفرع بـ"التشبيح"، مشيراً إلى أن المسؤول عن الفرع طلب منه الخروج إلى خارج المبنى، متهمةً إيّاه بإشعال فتيل "الفتنة".

 

ناشطو حمص يردّون على بيان الشرطة العسكرية

أصدر ناشطو حمص المهجّرين في الشمال السوري بياناً نفوا فيه ما جاء في بيان الشرطة العسكريّة معتبرين أنّه "تزوير للحقائق وتدليس للوقائع التي حدثت في أقبية الفرع" بمنطقة عفرين.

وأضاف الناشطون في بيانهم أنهم "لن يقبلوا بأن تعود ممارسات شبيحة نظام الأسد لـ تنخر في مفاصل مؤسسات عملها وواجبها هو السهر على أمن وسلامة ما تبقّى مِن مناطق محرّرة".

ودعا الناشطون قادة الجيش الوطني وضبّاط وزارة الدفاع في الحكومة السورية المؤقّتة ومؤسسات الشرطة والأمن - خاصة الشرطة العسكرية - لـ إجراء مراجعة شاملة وسريعة في ما آلت إليه أوضاع المؤسسات الأمنيّة، مطالبين بمحاسبة فورية وعاجلة للمعتدين على الناشط "أبو رعد".

 

مهجري حمص.jpg

 

وأثارت حادثة الاعتداء على "أبو رعد" غضباً على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث وصف العديد مِن المعلّقين على الحادثة عناصر الشرطة العسكرية بـ"الشبّيحة"، خاصّةً مع انتشار صور تُظهر الناشط "أبو رعد" بعد الاعتداء عليه.

العديد مِن الناشطين الإعلاميين والمصوّرين يتعرّضون لـ انتهاكات واعتقالات مِن قبل بعض المجموعات التابعة للفصائل العسكرية في ريف حلب، وسط مطالبات بوضع حدِّ لـ تلك الانتهاكات، وعدم اعتقال أي شخص دون مذكرة قضائية، وإحالة المعتقلين لدى الفصائل إلى القضاء.

اقرأ أيضاً.. شاب يُقتل "تعذيباً" في سجون "فيلق الشام" بـ عفرين (صور)

وتشكّل جهاز الشرطة العسكرية في شباط 2018 بمبادرة مِن فيالق الجيش الوطني الثلاثة، حيث شكّل كل فيلق فرعاً للشرطة على الأقل (بما يشبه المحاصصة)، وانتشر مع بداية تشكيله في المدن الرئيسية بريفي حلب الشمالي والشرقي أبرزها الباب وجرابلس واعزاز، ثم في منطقة عفرين بعد السيطرة عليها بعملية "غصن الزيتون".

الجدير بالذكر أنّ ناشطين تداولوا، ليل السبت - الأحد، صوراً تجمع "جاموس" و"حمادين" وعدداً مِن قيادات وعناصر الجيش الوطني السوري، مؤكّدين أن الطرفين توصلا إلى حل للخلاف.

أبو وطن وأبو رياض.jpg