icon
التغطية الحية

عزل الأسطح في عشوائيات دمشق يكلف الملايين.. ما البديل؟

2023.10.22 | 10:08 دمشق

آخر تحديث: 22.10.2023 | 12:37 دمشق

عزل الأسطح في عشوائيات دمشق يكلف الملايين.. ما البديل؟
عشوائيات في دمشق ـ إنترنت
دمشق ـ فتحي أبو سهيل
+A
حجم الخط
-A

يخشى سكان العشوائيات وأماكن المخالفات في دمشق كل شتاء، من تسرب مياه الأمطار إلى منازلهم مع ارتفاع كلفة عزل الأسطح، لذلك يتجه أغلب سكان تلك المناطق للعزل سنوياً بمواد رخيصة نسبياً أو أساليب بدائية لكنها غير ذات جدوى، كما أكد بعضهم لموقع تلفزيون سوريا.

أسعار البدائل في أسواق دمشق

أرخص أنواع العزل بحسب جولة للموقع على الأسواق، هو خلط مادة كتيمة يسمونها بلي بوند مع الإسمنت، ثم مدها على التشققات والأماكن الضعيفة فقط، لكنها ليست ذات جدوة 100%، كونه لا يمكن التأكد من سد جميع أماكن التسريب بشكل كامل، ويصل سعر اللتر من هذه المادة إلى 20 ألف ليرة للنوعية التي تباع بالفرط (دوغما) بينما يرتفع سعرها إلى 50 ألف ليرة للعبوات من ماركات معروفة.

 هناك أسلوب آخر يعتبر أرخص من الأنواع الأكثر جودة، يتم باستخدام نوع معين من الغراء الذي يتحول إلى ما يشبه السليكون الشفاف عند المد على الأسطح، لتسد الثغرات والنقاط الضعيفة فيه، ووصل سعر المتر مع أجرة التنفيذ لهذه النوعية إلى 25 ألف ليرة، أي أن عزل سطح بمساحة 100 متر تصل كلفته إلى 2.5 مليون ليرة.

النوع الأكثر شيوعاً هو رولات الزفت، ويتراوح سعر متر الرول بين 310 آلاف ليرة و350 ألف ليرة، وهو يكفي لـ10 متر بالطول ومتر واحد بالعرض، ويحتاج هذا الأسلوب لاستخدام مواد أخرى مع رولات الزفت، وعبوة غاز مع مشعل حارق، وقد تصل كلفة عزل سطح 100 متر مربع بواسطته نحو 4.5 ملايين ليرة أو أكثر. يختلف سعر الرول ارتفاعاً وانخفاضاً تبعاً لمصدره وسماكته بالميلمتر ولونه وإذا كان مع بحص أو من دون أو فيبر أو بوليستر.

وهناك كثير من المواد المستخدمة بالعزل، لكنها بأغلبها مرتفعة الثمن، وتتطلب إنفاق ملايين الليرات. أبو مجاهد أحد سكان منطقة الدويلعة، يقول إنه كل عام يقوم بعزل السطح الخاص بمنزله القديم، لكنه لا يستفيد شيئاً لأنه يستخدم أرخص الحلول، ويقوم هو بالعزل بنفسه كونه غير قادر على دفع أجور عمال أو شراء مواد خاصة بملايين الليرات.

وجد أبو مجاهد والعديد ممن التقاهم الموقع حلاً بديلاً ورخيصاً نسبياً، وهو شراء الشوادر التي توزعها المنظمات الدولية ومدها فوق الغرف أو على الجدران الخارجية التي تعاني من تسرب المياه أو الرطوبة فقط بدلاً من عزل كامل المساحة. تباع هذه الشوادر على الإنترنت بأسعار متفاوتة ولا يوجد سعر موحد لها، وقد يختلف السعر أيضاً تبعاً للحجم، لكن وسطياً يتراوح سعر الشادر قياس 4*5 أمتار بين 100 – 250 ألف ليرة.

تجارة شوادر المعونة

انتشرت تجارة شوادر المعونة كما يسميها السوريون على وسائل التواصل الاجتماعي بشكل كبير، حيث يقوم بعضهم بشرائها ومن ثم بيعها مع دخول فصل الشتاء، وهي تجارة رابحة كما يقول عصمت وهو بائع خضر في منطقة مساكن برزة ويضع شادراً عليه شعار المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين يحمي خضره من الأمطار وأشعة الشمس.

 يتاجر عصمت كل عام بالشوادر هذه ويقول "أشتريها من الناس أو عبر الإنترنت قبل فصل الشتاء بأشهر، وأبيعها في فصل الشتاء، وهي تجارة مربحة نوعاً ما، حيث يزداد الطلب عليها من قبل باعة الخضر وأصحاب البسطات في الشتاء، إضافة إلى أصحاب المنازل الذين يريدون عزل أسطح منازلهم ولا يملكون أموالاً كافية".

في جولة على مواقع التواصل الاجتماعي، يمكن ملاحظة وجود تجار شوادر بالفعل ينشطون بهذا التوقيت من العام، حيث عرضت إحداهن الشادر بمئة ألف ليرة لكن بشرط شراء 5 شوادر دفعة واحدة، ما يشير إلى أن لديها مخزونا كبيرا منها.

ويجد السوريون صعوبة في تأمين وسائل تدفئة من ملابس ومدافئ ومحروقات وحطب، ولا يستطيعون حتى عزل أسطح منازلهم من مطر الشتاء، نتيجة التضخم وتآكل القدرة الشرائية، بينما وبحسب خبراء الطقس، فإن سوريا على موعد مع شتاء قاس، وبدأ التحذير منه منذ العام الماضي، إذ قال رئيس مركز التنبؤ المركزي في المديرية العامة للأرصاد الجوية، شادي جاويش، لتلفزيون الخبر المقرب من النظام في وقت سابق، إن: "الإجماع على قساوة الشتاء القادم، بالإضافة إلى العصر الجليدي المصغر الذي يتم تداوله عبر المواقع وصفحات الفيسبوك، ليس بالأمر الجديد".

وتابع جاويش "هطولات ثلجية غزيرة متوقعة خلال شتاء 2023 أو 2024، وهذا أمر لا يتكرر كل عام (حصل هطول ثلجي غزير عام 2013، وقبله 2003، وأيضاً عام 2015)، أما باقي الأعوام فكانت الهطولات الثلجية التراكمية فقط على الجبال".

ثم تبع ذلك التصريح بأيام، تصريح لرئيس الجمعية الفلكية السورية، محمد العصيري للتلفزيون نفسه، قال فيه إن شتاء 2023 في سوريا لن يكون مريحاً، وبارد نسبياً، حيث ستشهد البلاد هطولات مطرية وثلجية غزيرة، وسيعيدنا بالذكريات إلى شتاء عام 2005، موضحاً أن "الهطولات الغزيرة المتوقّعة مردها نسبة التبخر العالية التي شهدناها خلال فصل الصيف".