icon
التغطية الحية

عامان على "التسوية" في درعا.. والنظام يفشل في فرض سيطرته عليها

2020.07.14 | 19:15 دمشق

daraa
+A
حجم الخط
-A

فشل نظام الأسد وروسيا بفرض سيطرتهم التامة على درعا، حتى بعد مضي عامين على اتفاق "التسوية" في المنطقة، الذي تخللته عمليات اغتيال لكثير من الشخصيات، ومحاولات استمالة للمعارضين، وترهيب بشن حرب جديدة ضد الأهالي، في الوقت الذي يرى مراقبون أن محاولات النظام الدموية للسيطرة على المنطقة ستؤدي إلى "تفجير" الوضع في الجنوب السوري، والدخول في دوامة عنف جديدة. 

وذكر مكتب توثيق الانتهاكات في (تجمع أحرار حوران) أنه منذ تموز 2018 وحتى مطلع تموز الحالي، 415 عملية ومحاولة اغتيال، أسفرت عن مقتل 285 شخصًا وإصابة 168 آخرين إصابات متفاوتة. ونقل موقع التجمع عن مدير مكتب التوثيق، أبو المجد قوله إن "المستهدفين 227 مدنياً و 133 عمليّة استهدفت عناصر سابقين في فصائل المعارضة انخرطوا ضمن تشكيلات نظام الأسد بعد إجراء التسوية، و48 عمليّة استهدفت عناصر وقياديين سابقين في فصائل المعارضة لم ينخرطوا ضمن تشكيلات قوات الأسد، فيما تم توثيق 7 عمليات اغتيال استهدفت عناصر سابقين في تنظيم داعش، بعضهم انخرط في العمل مع مخابرات نظام الأسد".

وقال أبو محمود الحوراني، الناطق باسم تجمع أحرار حوران، في حديث إلى (تلفزيون سوريا)، إن "الاغتيالات وتزايدها سيؤدي لانفجار الأوضاع في درعا من جديد، خاصّة إنها تستهدف في بعض الأحيان شخصيات قيادية سابقة بالمعارضة"، موضحًا أن "لنظام الأسد والميليشيات الإيرانية دور كبير في تلك العمليات، وهذا لم يكن موجودا بشكل كبير قبل التسوية".

كما يرى عاصم الزعبي، ناشط حقوقي من درعا، أن "المخابرات الجوية باتت تشكل اليد الضاربة لإيران وحزب الله اللبناني في المحافظة، والتي بدورها تستخدم عدة جهات في تنفيذ عمليات الاغتيال، منها عناصر سابقون في تنظيم الدولة ممن تم إطلاق سراحهم، وعناصر من ميليشيا لواء القدس الفلسطيني، كما أن هناك عمليات يقف الأمن العسكري خلفها"، وأضاف أن "هناك عمليات تنفذ بسبب خلافات بين الأهالي أنفسهم ولا علاقة لها بأي مشروع، ولكن تتم في ظل الفوضى الأمنية الموجودة".

وأضاف الزعبي أن "عمليات الاغتيال لن تتوقف في ظل الظروف الحالية، واستمرارها سيؤدي إلى تصفية العديد من الشخصيات في المرحلة المقبلة"، موضحًا أن التصفيات ستطول "كل من كان له دور عسكري في المحافظة من قادة وعناصر الفصائل".

روسيا تشاهد بصمت ومصلحة

يحاول نظام الأسد القضاء على كل المعارضين له في درعا، وذلك من أجل بسط سيطرته على المعارضة وبثّ الرعب في بقية المناطق السورية التي خضعت لتسويات أُجبرت عليها بواقع الحصار والقتل والدمار، ومحاولة النظام هذه تتم أمام صمت روسي، وعدّ "الحوراني" أن "الروس لا يحركون ساكناً تجاه الكم الهائل من الاغتيالات في المحافظة، رغم أن عدداً يعتبرهم ضامنين لاتفاقية التسوية"، وتابع: "الروس يشاهدون الانتهاكات بأم أعينهم، هم ضامنون لبقاء الميليشيات بدرعا وليسوا ضامنين لاتفاقية التسوية".

كما أشار عاصم الزعبي إلى أن "علاقة الروس تنحصر في درعا مع المعارضين المرتبطين بهم، والذين هم جزء من المشروع الروسي طويل الأمد، والذين يشكلون ما يعرف حاليًا باللواء الثامن، بالإضافة إلى العلاقة مع فرع الأمن العسكري"، وأضاف: "لذلك فهم غير مهتمين بالنسبة لما يحصل من اغتيالات خاصة تلك التي تطول المنتسبين للفرقة الرابعة، وللمخابرات الجوية، أو عملاء إيران وحزب الله، فهذه العمليات تصب في مصلحة الروس بإضعاف هذه الجهات".

وتوقع الزعبي أن الأمور "تتجه بشكل كبير للسيطرة الروسية، ولكن حتى اكتمال هذه السيطرة لن توقف عمليات الاغتيال، ولا يريد الروس أو الطرف الآخر أي النظام ومن خلفه الميليشيات إيقافها".

إيران لاعب رئيسي

يقول الحوراني إن "إيران لها دور كبير في الاغتيالات التي تحصل بدرعا، عن طريق المخابرات الجوية ومكتب أمن الفرقة الرابعة نظراً لوضع يديها على الجهازين السابقين"، وعدّ أن "هناك عمليات اغتيال طالت أشخاصا رافضين لمشروع التمدد الإيراني بدرعا".

الزعبي أيضًا أكد على الدور الرئيسي لإيران فيما يحصل بدرعا، وقال: "تلعب إيران دوراً رئيسياً في عمليات الاغتيال في درعا، من خلال ذراعيها الرئيسيين، حزب الله والمخابرات الجوية"، ولفت إلى أن "إيران تقوم بتأسيس قواعد عسكرية لها في بعض مناطق المحافظة، والعمل على تجنيد أكبر عدد ممكن من أبناء المحافظة ضمن الميليشيات المختلفة التابعة لها".

وعن الخيارات المتاحة أمام المعارضة، يرى الحوراني أنها "محدودة"، مشددا على أهمية "تكاتف أبناء كل بلدة (في درعا) لحماية أنفسهم وقطع الطريق على نظام الأسد وإيران، فالنظام استفاد من أزمة عدم الثقة التي حصلت عقب التسوية بشكل كبير في تفرقة الشبان عن بعضهم البعض".