أثار مشهد في مسلسل "كسر عضم 2 - السراديب" جدلاً واسعاً على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث تباينت ردود الفعل حوله بين مؤيد ومشيد به كونه يسلط الضوء على بعض جرائم النظام السوري في السجون، في حين اعترضت صفحات مؤيدة للنظام على المسلسل بحجة وجود مثل هذا المشهد الـ "مؤذي".
ويظهر في المشهد الذي بث في الحلقة الثانية عشرة من المسلسل، إعدام ضابط مخابرات للطفل "مصطفى" البالغ من العمر 5 سنوات فقط، وذلك داخل الزنزانة وأمام عين والده المعتقل "حمزة الغاوي" الذي يقوم بدوره عبد المنعم عمايري.
وتفاعل مئات الناشطين مع المشهد واعتبروه جزءاً لا يذكر من إجرام النظام وضباطه وأجهزته الأمنية.
وبحسب الشبكة السورية لحقوق الإنسان فإن أكثر من 15 ألف شخص قتلوا تحت التعذيب في السجون ومراكز الاحتجاز في سوريا منذ آذار 2011، بينهم 190 طفلا و94 امرأة، وأن نحو 136 ألفا ما بين معتقل ومخفي قسريا ما زالوا يتعرضون للتعذيب في سوريا.
بهذا المشهد العظيم نشاهد أحد الأساليب المتبعة في أقبية المخابرات السورية لسحب الاعترافات من لسان أحد المعتقلين ، ببساطة يتم جلب أحد افراد عائلته و الضغط عليه بهم ..
— Mohammed Baravi (@MohammedBaravi) March 23, 2024
وهذا الشيء حصل مع عدة أشخاص اعرفهم حق المعرفة
هنا تم جلب الطفل مصطفى ابن عبد المنعم عمايري الذي حلق في فضاء الفن… pic.twitter.com/y1HJFf721w
وتلقى الممثل السوري عبد المنعم عمايري، الذي لعب دور الأب خلال المشهد إشادات واسعة من قبل رواد مواقع التواصل، حيث أكد العديد منهم أنه قام بالدور بشكل "مميز واحترافي وعظيم".
#عبد_المنعم_عمايري صاحب الحضور المميز مشهد مقتل ابو مصطفى و ابنه قدّم في اداء عظيييييم 👌🏻🔥
— ÖK➰🇱🇧 (@lebanon_7ala) March 23, 2024
بس بيبقى السؤال الدور شو قدم ل عبد المنعم ؟؟
يعني كنت متوقعة يكون عدو كنعان ومؤمرات وخطط ووو بس للاسف الدور انتهى قبل ما يبدأ اهم ما في هوي اداء عبد المنعم وبس 🥺🤷🏻♀️#كسر_عضم #السراديب
في المقابل، هاجمت صفحات وأشخاص معروفة بقربها من النظام السوري المسلسل بشكل عام والمشهد بشكل خاص واعتبروه "مؤذياً"، وهو ما فسره آخرون بأنه ناتج عن فضح العمل لبعض ممارسات النظام الإجرامية، وهو ما يتجاوز سقف النظام السوري في الدراما، لذلك تعمدوا مهاجمته.
مسلسل "كسر عضم 2 / السراديب"
يُعرض مسلسل "كسر عضم 2 / السراديب"على شاشة تلفزيون سوريا في تمام الساعة العاشرة مساء بتوقيت دمشق، ويعاد في تمام الساعة الثالثة عصراً، وهو من إنتاج شركة "كلاكيت"، وإخراج كنان إسكندراني وتأليف هلال الأحمد ورند حديد.
ويشارك في بطولة العمل كل من عبد المنعم عمايري، فايز قزق، أحمد الأحمد، كرم الشعراني، يزن السيد، ولاء عزام، مرح ديوب، رشيد عساف، محمد حداقي، نادين سلامة، وفاء موصللي.
ركز مسلسل كسر عضم بالجزء الأول منه والذي حظي بمتابعة واسعة، على ظواهر الفساد المستشري في النظام السوري، وسلوكيات مسؤوليه وجرائمهم في مختلف القطاعات التعليمية، والحقوقية، والطبية، والأمنية، والعسكرية، والتجارية، الأمر الذي أثار الاستغراب من سماح الرقابة بتصويره وعرضه، في الوقت الذي يشد النظام فيه قبضته الأمنية على عنق الإعلام والنشر.
ويعود المسلسل بموسمه الثاني، عبر أحداث جديدة وبمحاور متنوعة، إذ يدور المحور الرئيسي للعمل حول مجموعة متنفذين في السلطة، يقررون الوصول إلى ملفات يملكها "أبو رولا"؛ فيها تسجيلات وإثباتات لعمليات تخص شبكة فساد ضخمة يديرونها هم، ويُعد فضحها بمنزلة كارثة قد تطيح بهم.
تبدأ قصة العمل الجديد بعودة أحد الضباط إلى الأجهزة الأمنية وهو العميد "كنعان الصايغ"، والذي سبق أن تمت معاقبته لأسباب مجهولة، ليقود مهمة خطيرة كلف بها من القيادة العليا، لتبدأ أحداث جديدة مشوقة.
وتدور مجموعة من الأحداث الرئيسية ضمن أحياء شعبية فقيرة، تصلها نار الصراع بين أصحاب النفوذ، كما ترصد معاناة المواطن السوري البسيط المثقل من كل شيء، ولا يملك سوى التعلق بخيوط الأمل.
كذلك يتناول المسلسل بطريقة تشويقية، شكل الحياة الاجتماعية في سوريا، إذ تدور أحداثه الرئيسية حول عملية تهريب غير شرعية يقوم بها البطل، مُستغلاً علاقاته المتعددة مع رجال الشرطة الخائنين، كما لا يخلو العمل من قصص الحب والغرام، التي تأخذ سياقاً مهماً في الأحداث.