icon
التغطية الحية

ضوابط جديدة أربكت الضيوف.. لماذا منع تلفزيون النظام السوري عبارة "البترودولار"؟

2024.04.29 | 16:04 دمشق

آخر تحديث: 29.04.2024 | 16:04 دمشق

543254
مبنى الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون في دمشق - إنترنت
 تلفزيون سوريا - خاص
+A
حجم الخط
-A

أفادت مصادر خاصة لموقع تلفزيون سوريا أن النظام السوري فرض منذ مطلع العام الجاري ضوابط جديدة للضيوف والمحللين الذين يستضيفهم على وسائل الإعلام الرسمية.

وأكد ضيوف يظهرون على الوسائل التابعة لهيئة الإذاعة والتلفزيون السوري لموقع تلفزيون سوريا، وجود استياء حول ضوابط صارمة باتت توجه لهم قبل الخروج بأي مقابلة أو تحليل سياسي على شاشة "الإخبارية السورية" أو أي وسيلة إعلامية أخرى، ما يجبرهم على "اللف والدوران" من دون القدرة على الحديث بشكل شفاف، على حد تعبيرهم.

وبحسب أحد الضيوف الذي فضل عدم ذكر اسمه، فإن التعليمات التي تلقاها من المعدين في آخر لقاء له، أكدت أنه يجب عليه عدم الحديث بطريقة سلبية عن أي دولة عربية، وعدم تسمية حركة أنصار الله الحوثي باسمهم ولا حماس باسمها واستبدالهم باليمن والمقاومة الفلسطينية.

ومن التعليمات أيضاً، عدم التطرق إلى "دور بعض الدول العربية في الحرب السورية" التي كانت تراها حكومة النظام السوري أنها داعمة للمعارضة.

وأشار الضيف إلى أن عدم التعريج على الدور العربي بأي سلبية وكأنه غير موجود، وعدم ربطه بالأحداث ومجرياتها وخاصةً فيما يتعلق بغزة، يفرغ التحليلات من معناها أو يجعلها هزيلة، مضيفاً أن تناول القضية السورية أيضاً بات محصوراً بزوايا محددة دون أي إشارة لأي دولة كانت لاعبا أساسيا فيه مثل السعودية أو غيرها كما كان يحدث سابقاً وبشكل مكثف.

تغير بالخطاب في النشرات

وبرصد بعض نشرات الأخبار الرئيسية الإخبارية السورية، يتبين أن مذيعي النشرات أيضاً تجنبوا أي أخبار تتناول نشاط الحوثيين اليومي في البحر الأحمر باستثناء الأحداث الضخمة كخطف سفينة أحدثت ضجة إعلامية، وأيضاً تبين أنه لم يعد هناك أي ضخ أو تحليل حول الدور العربي السلبي حتى لو بالشكل العام سواء في الأحداث العسكرية السورية، أو الفلسطينية، أو بالمنطقة.

وبات التكثيف بأخبار غزة على عدد الضحايا والشأن الإسرائيلي الداخلي والتشابكات الدولية، مع عدم ذكر عمليات المقاومة الفلسطينية بشكل يومي، مقابل ذكر بعضها بين الحين والآخر، دون أي إشارة لحماس أو كتائب القسام.

ووفقاً لأحد المذيعين في الهيئة، فإن مصطلحات اشتهر بها إعلام النظام السوري مثل "البترودولار" والتي كانت كثيرة التداول ضمن برامج الإخبارية السورية ويكاد لا يخلو منها برنامج أو نشرة أخبار، والتي اعتاد ضيوف القناة على استخدامها، باتت ممنوعة اليوم، وبات ممنوعا على المذيعين أو الضيوف تناول دول الخليج العربي بأي شيء من الماضي أو بأي شيء يوحي بوجود دور سلبي محتمل حتى لو كان ذلك من وجهة نظر "محور المقاومة" في المنطقة.

يشير المذيع لموقع تلفزيون سوريا إلى أن التعميم الذي صدر بداية العام الحالي، وأن بعض الهفوات وقعت من عدة ضيوف بعد ذلك، ما دفع الإدارة لحذف المقابلات من منصات الإخبارية السورية، إضافةً إلى حذف كم كبير من الأرشيف الذي يتناول الدور الخليجي والعربي الذي كانت حكومة النظام تراه سلبياً وداعماً لـ"الإرهاب".

ويعزو المذيع ذلك، إلى رغبة النظام بتطبيع العلاقات مع دول الخليج العربي خصوصاً وجامعة الدولة العربية عموماً، والخروج شيئاً فشيئاً من التمترس في جبهة "محور المقاومة" بتحالفاته وعداواته ومواقفه المعروفة. وربما حديث المذيع الأخير يفسر سبب تراجع لعب حكومة النظام أي دور في أحداث غزة، وعدم صدور أي تهديد أو وعيد باسم رئيسها وكأن الأمر لا يعنيها.